اهتمت الصحف العربية ،الصادرة اليوم الثلاثاء، بموضوع الإرهاب على ضوء التفجيرات الإرهابية التي ضربت أخيراعدة دول ،والقضية الفلسطينية ، والتقارب التركي الإسرائيلي. ففي مصر كتبت صحيفة (الأخبار) ،في مقال بعنوان (صورة مغلوطة لمصر) عن فحوى الأعمال الفنية التي تعرضها الشاشات التلفزيونية المصرية في رمضان وقالت إن هذه الأعمال تعطي الانطباع بأن هذه الصورة المنقولة في هذه القنوات " لا تعبر تعبيرا صحيحا عن طبيعة مصر والمصريين ، بل وفي كثير من الاحيان تعطي صورة مغلوطة ومشوهة عنهما معا" . وقالت إن هذه الأعمال عكست "واقعا مختلفا" عن طبيعة الحياة في مصر، وهو ما أعطى "صورة مشوهة وسيئة، عن بلدنا" متسائلة " لماذا هذا الكم الهائل من المسلسلات في شهر واحد، ولماذا كل هذا الاسفاف في المحتوى والرسالة، ولماذا هذا الكم من العنف والجريمة وضياع القيم والاخلاق(...) أليس لدينا من الكتاب والمخرجين والنجوم والمنتجين، من يستطيعون تقديم أعمال فنية ودرامية محترمة وجادة تليق بمصر في الشهر الكريم". أما صحيفة (الوفد) الناطقة باسم حزب الوفد (ليبرالي) فكتبت في صدر صفحتها الأولى بعنوان (نتنياهو في إفريقيا للضغط على مصر) عن جولة رئيس الوزراء الإسرائيلي الإفريقية وقالت إن نتنياهو بدأ جولة إفريقية وصفت بالتاريخية وهي الأولى منذ عشرات السنين. ونقلت عن ديبلوماسيين مصريين تحذيرهم من هذه الجولة خاصة زيارته لإثيوبيا مؤكدين أن وراءها "العديد من الأهداف من بينها قضية مياه النيل ،واستخدامها كورقة ضغط على مصر في الأيام المقبلة" .وذكرت أن إسرائيل من ضمن المساهمين في بناء سد النهضة الإثيوبي ،الذي ما زال إنشاؤه مثار خلاف بين مصر والسودان وإثيوبيا لتأثيره على حصة المياه لمصر والسودان، وأن تل أبيب تشجع باقي الدول على بناء سدود مماثلة للضغط على مصر. أما صحيفة (الوطن) المستقلة فعادت للحديث عن سقوط الطائرة المصرية في مياه المتوسط في ماي الماضي وقالت نقلا عن لجنة التحقيق إن خبراء الطب الشرعي انتهوا من عمل تحليلات الحمض النووي لأشلاء الضحايا التي تم انتشالها ،وستجري بعد ذلك مضاهاتها مع البصمات الوراثية التي تم أخذها من عائلات الضحايا لتحديد هوية الضحايا. وفي البحرين، قالت صحيفة (أخبار الخليج) إن الأجهزة الأمنية المختصة في الكويت تمكنت من توجيه ثلاث ضربات استباقية داخل البلاد وخارجها بضبط عناصر إرهابية لتنظيم (داعش) الإرهابي، حافظة بذلك أمن الوطن والمواطن وسلامة المواطنين والمقيمين، وقبلها تمكنت البحرين من اكتشاف خلية إرهابية تخطط للقيام بتفجيرات قرب البنوك من أجل شل الاقتصاد الوطني. واعتبرت الصحيفة أن هذه النجاحات في سبق الإرهاب وكشفه قبل أن يقوم بجرائمه ومحاصرته أمنيا وماليا ومجتمعيا هو "الطريق للحفاظ على أمن مجتمعاتنا، كما أنه دليل على الجهود التي يبذلها رجال الداخلية في البحرينوالكويت للسيطرة على الأمن في بلداننا سواء من الإرهاب السني أو الشيعي، فكلاهما مدمر للبلاد والعباد". وعلى صعيد آخر، قالت صحيفة (الوسط) إن الصينيين يتحدثون بفرح وفخر عن إطلاق تلسكوبهم الجديد، بمشاركة أكثر من 100 من العلماء، من أكثر من 20 جامعة ومعهدا صينيا، "بينما نعدد بحزن، عدد ضحايا التنظيمات التكفيرية يوميا في دول العالم الإسلامي، وأغلبهم من المسلمين". وأشارت الصحيفة، في مقال بعنوان "أخبارنا وأخبار الصين"، إلى أن الصين أعلنت عن إنشاء أكبر تلسكوب لاسلكي سيكون هو الأقوى في العالم، حيث يبلغ قطر دائرته 500 متر، وتغطي مساحة استقباله حجم 30 ملعب كرة قدم، مشيرة إلى أن هذه هي آخر أخبار الصين، التي تتطلع إلى المستقبل، "أما آخر أخبارنا (..)، فإلقاء القبض على ثلاث خلايا تابعة لتنظيم (داعش) في الكويت، كانت تخطط لتفجير عدة مساجد إسلامية (..)". وبالإمارات، انتقدت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، التقرير الذي أصدرته اللجنة الرباعية بخصوص القضية الفلسطينية واعتبرته "تقريرا مضللا". وأشارت إلى أن التقرير "استنكر الاستيطان والعنف في الأراضي المحتلة، وهي محاولة للخروج بحل وسط من حيث إنها تريد أن تقول إنها تدين الكيان الصهيوني والفلسطينيين على حد سواء". وبحسب (الخليج)، فإن اللجنة الرباعية في تسليطها الضوء على الاستيطان والعنف لا تهرب فقط من مواجهة المشكلة الحقيقية وتمييعها، وإنما تجد طريقة لمساواة الجلاد مع الضحية، فلو أنها قاربت المشكلة الحقيقية باعتبارها مشكلة الاحتلال لما استطاعت أن تجد ذلك المخرج. ومن جهتها، كتبت صحيفة (الاتحاد)، في مقال لرئيس تحريرها أن آخر ما توقعه المسلمون وغير المسلمين أن تمتد يد الإرهاب ويتجرأ شخص على القيام بعملية إرهابية عند قبر رسول السلام وعند مسجده وفي مدينته، موضحة أن المسلمين ذهلوا " صغارهم قبل كبارهم وهم يستمعون إلى خبر العملية الإرهابية قرب المسجد النبوي الشريف في الليلة الأخيرة من رمضان، هذه كانت الصدمة الكبرى فهل من بعدها صدمة وهي الجريمة الكبيرة فهل بعدها جريمة؟". وأكد كاتب المقال على أن المسلمين أصبحوا مطالبين بالتيقظ أكثر من أي وقت مضى فهذه العملية تعني الكثير وتعني أن الإرهاب لم يعد شخصا وإنما تنظيم كبير جدا وهذه العمليات لا يقوم بها شباب عاديون من المسلمين وإنما شباب تم التأثير عليهم وغسل أدمغتهم واستغلالهم بشكل علمي وعملي حتى وصلوا إلى هذا الحد من الجرأة والاستعداد لأن يفجر أحدهم قرب قبر النبي ويقتل أمه ويقتل أخاه وجميع أهله. وأبرز أنه من الواضح أن من يعمل ضد السلام وضد خير الإنسانية والبشرية وضع خطة إرهابية محكمة لشهر رمضان هذا العام فمنذ اليوم الأول بدأت العمليات الإرهابية التي ضربت الأردن وتلتها دول أخرى لتكون الجريمة الكبرى في آخر يوم في رمضان وعلى مسمع الرسول الكريم. وبالأردن، كتبت صحيفة (الدستور)، في مقال، أن الاتفاق التركي- الإسرائيلي، كرس على المستوى الفلسطيني، مسألتين في غاية الأهمية والخطورة وهما، أولا أن الاتفاق كرس انفصال قطاع غزة عن باقي الأراضي الفلسطينية، وثانيا أنه كرس تبعية قطاع غزة أمنيا واقتصاديا للمشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي. وأضافت أن يدلل بما لا يدعو مجالا للشك أنه يخدم مصالح الطرفين، بينما مصالح الشعب الفلسطيني متروكة للهزات وادعاءات الآخرين بالحرص عليها، مشيرة إلى أن هذا الاتفاق يجب أن يعطي للعرب درسا بليغا مفاده أن الدول "تتصرف وفق مصالحها وليس وفق أهواء قياداتها". وفي السياق ذاته، اعتبرت صحيفة (الرأي) أن الاستراتيجية الجديدة التي تبنتها تركيا لدورها الإقليمي وعلاقتها مع الأطراف المؤثرة في المشهد السياسي في الإقليم، تسعى إلى إعادة التوازنات التي تحفظ لها دورها كشريك أساسي في العملية السياسية في المنطقة، وتقلل في ذات الوقت حجم المخاطر التي تتهدد مصالحها. وأشارت الصحيفة، في مقال، إلى أن الاتفاق التركي- الروسي والتركي- الإسرائيلي، يحقق مصالح اقتصادية لتركيا بعد التحول في سياستها التي جاءت بدافع توفر قناعة جديدة لدى أردوغان (الرئيس التركي) أنه لن يستطيع أن يتعامل مع الأزمات والملفات الساخنة التي تعصف بالمنطقة دون قنوات مفتوحة وتفاهمات مع مراكز القوى الفاعلة وعلى رأسها أمريكا وروسيا وإسرائيل. من جانبها، كتبت صحيفة (الغد) أن المسألة الطائفية هي العنوان البارز اليوم لما يحدث في المنطقة،لكن – تضيف الصحيفة – أن المشكلة ليست فقط في الطائفية، بل "هناك اليوم حروبا سياسية مشتعلة في الأوساط الشيعية، وخلافات عميقة، وحالة من التذمر والتململ الكبيرة في أوساط الشعب العراقي ضد القوى السياسية الحاكمة، والحال كذلك لا يختلف فيما يخص القوى السنية العراقية والسورية، والخلافات أيضا بين أجندات الدول العربية نفسها في سورية واليمن". وأكدت الصحيفة، في مقال، أن تنظيم (داعش)، لا يستهدف الشيعة وحدهم، وأولويته ليست الأقليات الدينية، بل قبل هؤلاء جميعا يستهدف السنة، مضيفة أن التوصيف الأكثر دقة لما يحدث في المنطقة العربية يتجاوز المسألة الطائفية، على خطورة قدرها، إلى وصف آخر هو حرب "الكل ضد الكل". وبلبنان كتبت صحيفة (المستقبل) أن يد الإجرام امتدت أمس إلى المدينةالمنورة حيث المسجد النبوي الشريف، موقعة عددا من الشهداء بتفجير لانتحاري حاول استهداف المسجد النبوي، كما ضربت تفجيرات انتحارية كلا من جدة والقطيف. وقالت (النهار)، من جهتها إنه وبعد أيام من الهجمات الدموية التي نفذها تنظيم (داعش) الإرهابي في لبنانوتركيا وبنغلادش والعراق ، يواصل الارهاب توسيع دائرة استهدافاته الى دول أخرى، إذ بينما كان السعوديون يستعدون للاحتفال بعيد الفطر ، ضرب الإرهاب في ثلاث مدن. وداخليا كتبت (السفير) تقول إن عيد الفطر لا يأتي، غدا، سعيدا كما يشتهيه الصائمون، بل يأتي ممتزجا بمنسوب من الخوف مما يحمله كل فجر ومساء في ضوء الفدية (تفجيرات إرهابية) التي دفعتها بلدة القاع البقاعية الأسبوع الماضي بالنيابة عن كل لبنان. وأوضحت أن هذا العيد "تزنره مخاوف من تسلل الظلاميين" لحرمان الأطفال بهجتهم والشهداء مواعيدهم مع ورود أحبتهم. وفي السياق ذاته، اعتبرت (الجمهورية) أنه ورغم دخول البلاد في عطلة عيد الفطر غدا، وانكفاء السياسة نسبيا لتعود همومها بعد العطلة، ظل التهديد الإرهابي يشغل الاهتمامات والمتابعات، وأبقى الأجهزة الأمنية والعسكرية في حال الجاهزية، فضاعفت إجراءاتها في الساعات الأخيرة، ونفذ الجيش مجموعة تدابير استثنائية حول دور العبادة ومحيطها والطرق الرئيسة وأماكن التسوق والمرافق السياحية، في مختلف المناطق اللبنانية.