بعد سنوات من التحصيل داخل حجراته، عاد خريجو المعهد العالي للإعلام والاتصال إلى المقاعد ذاتها لتقديم إنتاجاتهم الأدبية التي مزجت بين عمق التحليل وفن الرواية والتجارب الذاتية، وهم نبيل دريوش، فؤاد مدني، فؤاد صويبة، محمد الغيداني ومحمد شروق، خمسة صحافيين من خريجي المعهد قدموا أمس كتبهم في موعد نظمته جمعية خريجي المعهد العالي للإعلام والاتصال. واستمع الحاضرون إلى تقديم نبيل دريوش، الصحافي بقناة ميدي1 تيفي، لكتابه "الجوار الحذر" الذي يرصد 15 سنة من العلاقات التاريخية بين إسبانيا والمغرب، منذ وفاة الملك الحسن الثاني إلى تنحي الملك خوان كارلوس. وسلط دريوش في كتابه الضوء على المواقف والقرارات الكبرى التي اتخذتها الرباط ومدريد، منها ما يتعلق بزمن الحرب وزمن اللقاء، من خلال علاقته بمسؤولين وصحافيين كبار في الجارة الشمالية، حيث استقر لسنوات عدة كمراسل صحافي. وعن تجربته مع المرض، قدم محمد شروق، أحد خريجي المعهد كتابه "أنا والسرطان"، الذي أماط من خلاله اللثام عن جانب من معاناته مع مرض السرطان طوال مراحل التشخيص الأولي والعلاج الكيميائي. وأوضح شروق أن كتابه يحمل رسالة إلى جميع مرضى السرطان لمواجهة المرض والتغلب عليه. شروق تحدى المرض منذ بدايته وتشبث بخيط رفيع من الأمل قائلا: "أخبرت بالمرض في السادسة ثم رحت في السابعة أشاهد مباراة في كرة القدم جمعت بين إسبانيا وهولندا ضمن منافسات كأس العالم"، وأضاف المتحدث ذاته أن اللجوء إلى الكتابة كان بمثابة وسيلة لمقاومة المرض الذي أصابه صيف العام المنقضي. وكما قاوم محمد شروق مرض السرطان من خلال كتابه، سار فؤاد مدني على الدرب نفسه، لكن في اتجاه مقاومة الخمول عند الصحافيين الذين يعانون، بحسبه، من الروتين اليومي لتدفق الأخبار، داعيا إياهم إلى الإبداع والتخلص من سجن هاجس الخبر اليومي. ابن مدينة وزان جمع بعضا من أعماله الصحافية في كتاب تحت عنوان "العقل زينة"، الذي حمل في طياته قراءة فؤاد مدني للأحداث الجارية وجانبا من المواقف التي تعرض لها خلال فترة ترأسه تحرير جريدة هسبريس الورقية. وعرف اللقاء أيضا تقديم كتاب "أعلام الإذاعة الوطنية" لمؤلفه محمد الغيداني، الصحافي السابق بالإذاعة الوطنية. كتاب أرخ لمجموعة من الصحافيين البارزين الذين طبعوا ذاكرة "ميكروفون دار البريهي"، بمختلف أقسامها الإخبارية والرياضية والفنية. وبأسلوب أدبي، سرد فؤاد صويبة، مقدم البرنامج السينمائي"زوايا"، في كتابه "Les séquestre"، كفاح سيدة عربية حرة ضد النظام الدكتاتوري في ليبيا، قبل أن تسقط ضحية أبناء القذافي الذين حاولوا قمعها، إلا أنها ظلت مصرة على الثورة. ولم تمر المناسبة دون تكريم الخريجين الخمسة عن أعمالهم من خلال منحهم جوائز رمزية من طرف رئيس جمعية طلبة المعهد العالي للإعلام والاتصال، عبد اللطيف المبرع، الذي تبرع باسم الخريجين بنسخ من الكتب المقدمة خلال الأمسية إلى إدارة المعهد. *صحافي متدرب