اهتمت صحف شرق أوربا الصادرة اليوم الجمعة بمواضيع عدة من بينها مقتل المتهم الرئيسي في اعتداءات باريس ومشروع القرار الروسي أمام مجلس الامن لمحاربة الارهاب. ففي بولونيا ركزت الصحف على مقتل العقل المدبر لاعتداءات باريس البلجيكي عبد الحميد اباعود خلال عملية الشرطة الفرنسية يوم الاربعاء في سان دوني بالضاحية الباريسية. صحيفة (لاغازيت) ذكرت أن جثة اباعود (28 سنة) والذي اقام في سوريا منذ العام 2013 تم التأكد منها، وهو من الوجوه الهامة في تنظيم الدولة الاسلامية وكان اسمه مدرجا ضمن قوائم المطلوبين في اوربا والولايات المتحدة التي حذرت في تقرير صدر في مايو الماضي من امكانية شنه لهجمات في أوربا. صحيفة (بولسكا) ذكرت أن أباعود تم القضاء عليه والان يبقى البحث مكثفا على صلاح عبد السلام (26 سنة) وهو عنصر هام في المجموعة التي نفذت اعتداءات الجمعة الماضي بباريس. وتأسفت الصحيفة لغياب التنسيق الامني بين بلدان الاتحاد الاوربي وهو المطلوب من أجل مواجهة فعالة للارهاب ولهذا الغرض دعت فرنسا الى اجتماع يوم الجمعة لوزراء الداخلية والعدل للاتحاد الاوربي لمواجهة التحديات الارهابية. وفي اليونان ذكرت صحيفة (كاثيمينيري) أن السلطات اليونانية ليس لديها أية أدلة تثبت كون عبد الحميد أباعود أقام في اليونان. ونقلت الصحيفة عن مصادر رسمية أنه لا تتوفر لدى أثينا عناصر تثبت كون هذا الارهابي الذي قتل خلال العملية التي نفذتها الشرطة الفرنسية الأربعاء قد أقام باليونان، كما أن فرنسا لم يسبق لها أن قدمت لأثينا أية عناصر أو أدلة تثبت تواجد هذا العنصر باليونان. صحيفة (تا نيا) تحدثت عن أول حركة تمرد داخل الفريق النيابي لحزب سيريزا الحاكم بعد أن قدم جبريل ساكيلاريديس المتحدث السابق باسم الحكومة استقالته من البرلمان لكونه كما قال لا يستطيع تزكية سياسات الحكومة التي أصبحت لا تتماشى مع قناعاته. وأضافت الصحيفة أن رئيس الوزراء طلب من ساكيلاريديس تقديم استقالته بعد أن اطلع على نواياه عدم التصويت ليل الخميس الجمعة على حزمة القوانين الجديدة القاضية بتنفيذ الاتفاق المالي المتوصل اليه يوم الثلاثاء مع المانحين. وأشارت الصحيفة الى أن سيريزا لن يفقد مقعد النائب المستقيل في البرلمان حيث سيعوضه نائب آخر من لائحة الحزب، مضيفة ان إرغام ساكيلاريديس على الاستقالة رسالة الى جميع نواب الحزب الذين قد يتمردون مستقبلا على خيارات الحكومة الصعبة باعتبارها لا تتماشى مع مبادئهم ما دام أنها تزيد في تشديد سياسة التقشف والرفع من الضرائب. وفي روسيا ذكرت صحيفة "روسيسكايا غاويتا " أن روسيا الاتحادية رفعت إلى مجلس الأمن الدولي نسخة معدلة من مشروع قرار لحشد الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، مبرزة أن المشروع الروسي يشير بشكل خاص إلى كارثة طائرة الركاب الروسية وأحداث باريس الدامية، كما يركز على محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" وتنسيق العمل الدولي المشترك في ضبط ومعاقبة كل من يتورط بأي عمل إرهابي. وأضافت الصحيفة أن المندوب الدائم لروسيا لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين أكد على أهمية توحيد الصفوف في مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن مشروع القرار الروسي قد يرضي الجميع بلا استثناء، وأنه يقبل التعديل ، نزولا عند رغبة أي من الدول الأعضاء. وفي نفس السياق قالت صحيفة "نيزفيسيمايا غازيتا "أن روسيا قدمت نسخة معدلة لمشروع قرار حول مكافحة الارهاب، مشيرة الى أن موسكو تأمل بأن لا يتحول مجلس الأمن إلى حلبة سباق بين مشاريع القرارات. وقالت الصحيفة إن مشروع القرار يؤكد على ضرورة الأخذ بالمادة الÜ51 من ميثاق الأممالمتحدة التي تخول للدول الدفاع عن نفسها، كما يشدد على أهمية التعاون مع حكومات الدول التي تدار على أراضيها عمليات مكافحة الإرهاب. من جهة أخرى توقفت صحيفة "كوميرسانت" عند عرض الرئيس الأمريكي باراك أوباما في قمة "آبيك" (منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي) المنعقدة في الفليبين الذي أشار فيه الى ان موسكو "شريك بناء" في مكافحة الارهاب. وقالت الصحيفة إن الرئيس الأمريكي عرض كيف يمكن لموسكو وواشنطن تقريب موقفيهما من الأزمة السورية، محاولا بذلك تحسين التعاون مع روسيا على تسوية النزاع السوري ومحاربة "الدولة الإسلامية". وأوضحت الصحيفة أن هذه هي المرة الأولى التي يعتبر فيها أوباما موسكو "شريكا بناء" في تسوية الأزمة السورية ، موضحة أن كلمات أوباما بشأن اعتبار موسكو "شريكا بناء" جاءت بعد لقائه الأخير مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة "العشرين" التي انعقدت مؤخرا في مدينة انطاليا التركية. في النمسا تناولت (دي بريس) نداء المستشار النمساوي فيرنير فايمان لفائدة أوربا قوية وليس اوربا التحصينات والاسلاك الشائكة وذلك خلال زيارته الخميس لبرلين حيث تباحث مع نظيرته انجيلا ميركيل بالخصوص حول أزمة اللائجين والتهديدات الإرهابية. وأضافت الصحيفة أن فايمان أكد ان اشكالية اللاجئين لا يمكن تسويتها من خلال اللجوء الصرف لإغلاق الحدود وتقوية التعزيزات الأمن والمراقبة، معتبرا أن أوربا لا يمكنها بناء 20 الف كلم من الاسلاك الشائكة لوقف تدفقات اللاجئين. وفي ما يخص اعتداءات باريس نقلت الصحيفة عن المستشار النمساوي تشديده على ضرورة إقامة جبهة موحدة ومشتركة للدفاع عن الحرية والديمقراطية امام التهديدات الإرهابية التي تثير الخوف والانقسامات مضيفا ان محاربة الارهاب يتطلب ردا سياسيا وأمنيا. صحيفة (دير ستاندار) كتبت من جهتها ان سيباستيان كورز الوزير النمساوي للخارجية والاندماج طرح خلال تقديمه يوم الخميس في فيينا لمخطط العمل للاندماج على كون اللاجئين يمثلون ثقافات مختلفة ويتعين عليهم الاندماج واحترام قيم المجتمع النمساوي. وقالت الصحيفة ان مخطط الاندماج الذي عرضه الوزير يتضمن 50 تدبيرا من بينها ضرورة تعلم اللاجئين سريعا وبشكل جيد اللغة الالمانية كأداة لا محيد عنها من أجل اندماج افضل داخل المجتمع، علاوة على تلقي دروس حول قيم المجتمع المدني النمساوي. وقالت الصحيفة ان الحكومة ستخصص ميزانية من 75 مليون اورو في العام 2016 من أجل إنجاح مخطط اندماج اللاجئين، موضحة أن النمسا تتوقع استقبال ما بين 80 الف و85 الف لاجئ 70 في المائة منهم تتراوح اعمارهم ما بين 16 و46 سنة من جنسيات مختلفة أساسا سوريون وعراقيون وأفغان.