عاد جدل التطبيع ليطفوا على السطح من جديد بالمغرب بعد مشاركة علماء إسرائيليين في مؤتمر "مالطا 7"، الذي يتعلق بالبحث العلمي والتكنولوجيا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والذي انطلفت فعالياته في الرباط يوم الثلاثاء المنصرم، وهو الأمر الذي نددت به مجموعة من الفعاليات المناهضة للتطبيع، معتبرة أن الأمر هو بمثابة "استفزاز"، كما تم اعتبار مشاركة رشيد بلمختار، وزير التربية الوطنية بالمؤتمر "أمرا خطيرا" بل و"يتناقض" مع التصريحات الحكومية. وفي هذا الإطار، اعتبرت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين أن مشاركة إسرائيليين في مؤتمر بالرباط هو "خطوة غاية في الاستفزاز للشعب المغربي ولمشاعره تجاه قضية فلسطين، ولرفضه الجماعي للتطبيع مع العدو الصهيوني، ومناهضته للعدوان المسلط على شعب فلسطين وعلى القدس والأقصى المبارك". وأشار البيان إلى أن حضور بلمختار بالمؤتمر "مسألة تناقض موقف المغاربة الذين ما انفكوا يعبرون عن موقف الدعم لفلسطين ولمقاومة شعبها، وعن موقف الرفض المطلق لكل أشكال التطبيع الصهيوني المخزية"، مضيفا: "بل إن موقف وزير التربية الوطنية يتناقض مع القوانين المعمول بها ومع التصريحات الرسمية المتتالية من قبل الحكومة عن غياب أي علاقات من أي نوع مع كيان العدو". ونددت المجموعة في بيانها ب"الخطورة البالغة التي أصبح يمثلها تنامي ظاهرة التطبيع على المجتمع والدولة والأمن القومي المغربي والإقليمي"، منبهة إلى إمكانية أن يؤدي الأمر إلى "خلق كيانات طائفية عرقية تحت عناوين أثنية، من شأنها إشعال المنطقة وإدخالها في فوضى عارمة، مثل ما هو جار بالمشرق العربي"، على حد قولها. من جانبها أعلنت الهيأة المغربية لنصرة قضايا الأمة، وفي بيان لها، عن رفضها "كل أشكال التطبيع التي تمارسها الدولة المغربية مع الكيان الصهيوني"، معتبرة أن "هذا الأمر بمثابة تزكية لجرائم الصهاينة في حق الفلسطينيين ومقدساتهم، واستهتار بمشاعر المغاربة المرتبطين بالقضية والمدافعين عنها". كما قالت الهيأة إن مشاركة إسرائيليين في مؤتمر بالمغرب "يأتي ضدا على إرادة الشعب المغربي المحب للقضية الفلسطينية"، داعية إلى "قطع جميع العلاقات مع الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين ومقدساتها".