اندلعت نيران، مساء السبت الماضي، بالمسجد الوحيد المتواجد بمنطقة بيتير بورو، جنوب محافظة أونتاريو الكندية، بعد ساعة من انصراف أفراد من الجالية المسلمة، حضروا بالمسجد حفل عقيقة مولود جديد، بحسب ما أفاد به رئيس الجمعية الإسلامية بكوارثا، عبد الله كانزو. شرطة تورونتو أكدت، أمس الأحد، أن الحريق اندلع مساء يوم السبت حوالي الساعة الحادية عشر، حيث اتصل أحد الجيران بالشرطة ليخبرهم باندلاع النيران في المسجد المجاور لمسكنه، إلا أن الشرطة لم تستطع تحديد هوية الجاني، كما لم يكن ممكنا معرفة ما إذا كان الأمر يتعلق برد فعل مرتبط بأحداث باريس الأخيرة. وبحسب مصالح الإطفاء بمنطقة بيتير بورو، فإن الأضرار التي ألحقتها النيران بالمسجد تقدر ب 80 ألف دولار، وفي انتظار إنهاء عملية الإصلاح، يتوجب على الجالية المسلمة بمنطقة بيتير بورو إيجاد مقر بديل لأداء شعائرهم الدينية، يقول عبد الله كانزو في معرض حديثه مع قناة "CBC". ولتفادي تنامي مشاعر الكراهية تجاه المسلمين، سارع عدد من الزعماء السياسيين إلى التأكيد على أن أول ضحايا الإرهاب هم المسلمون أنفسهم، وبالتالي وجب عدم الخلط بين الإسلام والإرهاب، كما أدان زعماء جمعيات مسلمة كندية العمليات الإرهابية الأخيرة بباريس. من جهة أخرى، تداول عدد من رواد المواقع الاجتماعية بكندا عريضة يطالبون من خلالها الحكومة الكندية بالتراجع عن قرار استقبال 25 ألف لاجئ سوري، تضامنا مع ضحايا اعتداءات باريس الأخيرة، إلا أن الوزير الأول الكندي، جيستان تريدو، عازم على السير قدما في اتجاه تحقيق وعده إبان الحملة الانتخابية، والقاضي باستقبال 25 ألف لاجئ سوري قبل متم السنة الجارية. أحداث باريس الأخيرة وضعت حكومة كنداالجديدة في موقف حرج أمام حلفائها، فقد سبق للوزير الأول الكندي، جيستان تريدو، أن أخبر نظيره الأمريكي، باراك أوباما، بنيته سحب الطائرات الحربية الكندية من سوريا والعراق، في الوقت الذي أكد فيه زعماء مجموعة العشرين، خلال لقائهم نهاية الأسبوع بتركيا، عزمهم تكثيف جهودهم ضد "الدولة الإسلامية". وبهذا الخصوص، أكد مصدر حكومي كندي أن بلاده لن تتخلى عن حلفائها، موضحا أن المساهمة ستكون على الطريقة الكندية، في إشارة إلى الدور الإنساني الذي طالما اشتهرت به كندا في مناطق التوتر، حيث كانت رائدة في عمل قوات حفظ السلام، إلى أن قررت حكومة المحافظين، بزعامة ستيفن هاربر، إقحام كندا في مواجهات عسكرية. وعلى ضوء مسيرة حاشدة احتضنتها مدينة مونتريال، أكد عمدة مونتريال، دوني كودير، أن الكنديين سيبقون متحدين ضد الإرهاب، فيما أكد زعماء سياسيون شاركوا في المسيرة أن اللاجئين السوريين أنفسهم ضحايا الإرهاب، ومجيئهم إلى كندا هو بسبب الإرهاب.