"مرحبا بكم في بلدكم الجديد"، بهاته العبارة استقبل رئيس الوزراء الكندي، جيستان تريدو، أول دفعة من اللاجئين السوريين، حلت بمطار بيرسن بتورونتو، قادمة من بيروت، قبل منتصف ليلة الخميس. وكان تريدو مرفوقا بالوزيرة الأولى لمحافظة أونتاريو، كاثلين وين، وعدد من الوزراء في الحكومة الكندية (الهجرة، الصحة، والدفاع)، فيما منع حضور العموم الاستقبال لدواعي أمنية. وقد قام تريدو بتوزيع ألبسة شتوية على الوافدين الجدد، الذين قدموا شكرهم الجزيل للوزير الأول الكندي ولحكومته، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، فيما رد عليهم تريدو قائلا: "أنتم في بلدكم، مرحبا بكم في بلدكم". وأضاف تريدو، في معرض خطابه إلى اللاجئين السوريين، أن "هذه أمسية سعيدة، حضرنا فيها نزول أول طائرة تحمل كنديين جدد، ولنبين للعالم أن قلوبنا مفتوحة، وترحب بأناس يعيشون حالة عصيبة، هاته هي كندا"، يقول تريدو. الطائرة العسكرية الكندية الأولى أقلت 163 مهاجرا سوريا، جاؤوا من لبنان، وينتظر أن تستقبل كندا 25 ألف لاجي سوري مع نهاية فبراير القادم، حيث تم تجنيد كل الإمكانيات العسكرية والمدنية لإنجاح عملية تنقل اللاجئين على متن جسر جوي وبحري. وتم احتضان الدفعة الأولى من اللاجئين السوريين من طرف مجموعات من الكنديين، تشكلت بمبادرات خاصة في جميع ربوع كندا، لاستقبال عدد من السوريين، وما إن وجهت بعض الجمعيات نداء للمواطنين الكنديين تطلب منهم المساعدة بألبسة وأغدية، حتى تم إغراق البعض منها، لدرجة أن جمعيات بمونتريال طلبت من المواطنين التوقف عن العطاء، لأنها توصلت بأكثر من طاقتها الاستيعابية. فيما اجتمع عشرات النساء الكيبيكيات المنضويات في جمعية لنسج طرابيش صوفية، وحددن لأنفسهن هدف توفير 25 ألف قطعة، حيث يجتمعن كل يوم بمقر الجمعية، ويقضين اليوم في النسج وتجاذب أطراف الحديث. "السوريون القادمون إلى كندا كلاجئين سيخرجون من مطار بيرسن بتورونتو كمهاجرين دائمين بكندا، حاملين معهم كل حقوق المواطنة التي تضمنها بطاقة الائتمان الاجتماعي وبطاقة التغطية الصحية المجانية، وحاملين معهم أيضا حلم حمل الجنسية الكندية بعد بضع سنوات"، يقول تريدو. رئيس الوزراء الكندي أضاف: "هذا شيء بمقدورنا فعله بكندا، لأننا لا نعرف الكندي بالعرق، أو اللون، أو اللغة، أو الدين، أو ماضيه، ولكن بتقاسمه لقيم الأمل، والحلم، والأهداف، التي تتقاسمها الإنسانية جمعاء". وسيتم توزيع ال 163 لاجئا سوريا على عدد من المحافظات الكندية، فيما سيستقر الجزء الأكبر منهم بأونتاريو، ويلتحق 35 منهم بألبيرتا، و8 بكلومبيا الانجليزية في أقصى غرب كندا. كما تجدر الإشارة إلى أن 400 من اللاجئين السوريين كانوا قد وصلوا إلى كندا على متن رحلات تجارية، منذ أن فاز الحزب الليبرالي بالانتخابات التشريعية الأخيرة في الرابع من نونبر.