قررت الحكومة الكندية تأجيل مهلتها لقبول 25 ألف لاجئ سوري بسبب مخاوف أمنية بعد هجمات باريس، وعراقيل لوجستية، في حين ذكرت فرنسا أن الاتحاد الأوروبي لم يعد قادرا على استقبال المزيد، وسط مباحثات يجريها الاتحاد مع تركيا للاتفاق على وقف تدفق اللاجئين. وأعلنت كندا الثلاثاء أنها ستستقبل اللاجئين بحلول نهاية فبراير/شباط المقبل بدلا من نهاية العام الجاري، نافية أن يكون السبب متعلقا بضغوط أميركية. وقال وزير المواطنة والهجرة الكندي جون ماكلوم -لرويترز- إن خطة استقبال اللاجئين تعرقلها شروط البلاد التي تستضيفهم (لبنانوتركيا والأردن) للحصول على تأشيرة خروج. من جهة ثانية، قال وزير الأمن العام رالف غودال -في مؤتمر صحفي- إن إرجاء تنفيذ خطة الاستقبال يعود إلى متطلبات صحية وأمنية. وكان رئيس الوزراء الجديد جستن ترودو قد تعهد قبل انتخابه الشهر الماضي باستقبال اللاجئين السوريين، لكنه قال أمس الأربعاء إن مخاوف تتعلق بالأمن بعد هجمات باريس هي أحد أسباب التأجيل. وأوفدت الحكومة خمسمئة موظف قنصلي للدول الثلاث المجاورة ل سوريا للقيام باختيار السوريين بشكل مناسب. وتختار كندا الأشخاص الذين تريد استقبالهم بالتعاون مع مفوضية الأممالمتحدة العليا للاجئين، مؤكدة أنها ستستقبل أيضا الشواذ. وستنفق كندا ما يصل إلى 678 مليون دولار كندي (510 ملايين دولار أميركي) خلال ست سنوات في نقل اللاجئين جوا من تركياولبنان والأردن، ثم المساعدة في إعادة توطينهم. ومن المقرر أن تنطلق أول رحلة جوية من المنطقة أوائل الشهر القادم. صفقة متعثرة وفي هذا السياق أيضا، نقلت رويترز عن مسؤولين أتراك وفي الاتحاد الأوروبي أن احتمالات عقد صفقة بين أوروبا وأنقرة بشأن وقف تدفق اللاجئين إلى القارة ما زالت غير واضحة، وذلك قبل أيام من انعقاد قمة بهذا الشأن. ومن القضايا العالقة، قيمة المساعدات التي ستتلقاها تركيا مقابل توطين المزيد من اللاجئين السوريين وتسريع وتيرة جهود انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، وما إذا كانت بروكسل تستطيع تنفيذ وعدها بتسهيل سفر الأتراك إلى بلدانه. ويرغب الاتحاد بأن تساهم تركيا في وقف اللاجئين الفارين من الحروب مقابل مساعدات أوروبية تصل قيمتها إلى ثلاثة مليارات يورو (3.18 مليارات دولار) على مدى عامين، في حين تطالب أنقرة بهذا المبلغ في العام الواحد. من جهته، دعا رئيس الحكومة الفرنسية إيمانويل فالس الاتحاد الأوروبي إلى الإعلان عن أنه لم يعد من الممكن استقبال المزيد من اللاجئين، والعمل على ‘إيجاد حلول' للذين يغادرون سوريا إلى الدول المجاورة. وقال فالس في مؤتمر صحفي إن أوروبا لن تكون قادرة على المراقبة الفعالة لحدودها. ويتوقع أن يصل نحو مليون لاجئ ومهاجر هذا العام إلى ألمانيا وحدها، وهي صاحبة أكبر اقتصاد بأوروبا، هربا من الحرب والفقر بالشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا. في حين أعلنت السويد، وهي ملاذ تقليدي للاجئين، أنها ستكثف الرقابة على الحدود وتشدد قواعد اللجوء.