دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رئيس هنغاريا يانوش أدير إلى احترام كرامة وحقوق الإنسان خلال معالجة بلاده لقضايا اللاجئين والمهاجرين. وذكر بيان للمتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن بان كي مون أبلغ الرئيس الهنغاري أثناء لقائهما أول أمس في نيويورك أنه "يتفهم التحديات التي تواجها المجر فيما يتعلق بقضايا الهجرة واللاجئين، إلا أن على المجر أن تحترم كرامة وحقوق الإنسان خلال معالجتها تلك القضايا". يذكر أن رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوروبان، المعروف بتوجهاته العنصرية المناهضة للمهاجرين، كان قد كتب أوائل الشهر الجاري في صحيفة فرانكفورت اليجيمين زايتونغ الألمانية، مقالة تحريضية، ضد اللاجئين السوريين، جاء فيها أن "أوروبا باتت غارقة بلاجئين غالبيتهم مسلمون، الأمر الذي يهدد القيم المسيحية للحضارة الأوروبية !". من جهة أخرى، قال مفوض الأممالمتحدة السامي لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس إن العالم انتظر وقتا أطول من اللازم كي يرد على أزمة اللاجئين التي نجمت عن الحروب في سوريا ومناطق أخرى على الرغم من أن الدول الغنية فهمت على ما يبدو الآن حجم المشكلة. ونقلت وكالة "رويترز" عن غوتيريس بعد مقابلة أجرتها معه على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة قوله: "للأسف لا يلاحظ الأغنياء وجود الفقراء إلا بعد أن يدخل الفقراء باحات الأغنياء". وأضاف المفوض الأممي لشؤون اللاجئين "لم يكن هناك إدراك في العالم المتقدم لمدى خطورة هذه الأزمة إلا بعد أن شهدنا دخول هذه الحركة الضخمة أوروبا"، مضيفا لو كان لدينا في الماضي دعم أكبر لتلك الدول في العالم النامي التي تستقبلهم وتحميهم لما حدث هذا". وكان تدفق عشرات الآلاف من اللاجئين من سوريا والعراق وأفغانستان ومناطق أخرى إلى أوروبا، بعد أن تخلى كثيرون منهم عن مخيمات اللاجئين في تركيا أو الأردن أو لبنان أثار خلافا حادا بين دول الاتحاد الأوروبي بشأن كيفية استيعابهم. وفيما أظهرت حكومات مثل ألمانيا ترحيبا أكبر فقد قاومت دول أوروبا الشرقية خططا لتحديد حصص لتوزيع اللاجئين. ويبذل لبنانوتركياوالأردن جهودا منذ سنوات لاستيعاب ملايين النازحين من الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ أربع سنوات ونصف. وقال غوتيريس بهذا الصدد إن "اللاجئين يعيشون على نحو أسوأ فأسوأ. لا يسمح لهم بالعمل والأغلبية الساحقة منهم تعيش تحت خط الفقر. من الصعب أن يكون لديهم أمل في المستقبل" وشدد على أنه بدون سلام في سوريا وبدون دعم كبير للدول المجاورة "نغامر بحدوث نزوح ضخم" للاجئين من تركياوالأردنولبنان. وشكك المفوض الأممي لشؤون اللاجئين أيضا في بعض التقديرات بما في ذلك تقديرات هنغاريا بأن معظم الذين وصلوا إلى أعتاب أوروبا من البلقان مهاجرون اقتصاديون وليسوا لاجئين يستحقون الحماية. وأكد أن معظمهم لاجئون حقيقيون. ألمانيا تنفي منح السوريين الإقامة التلقائية وفي برلين، نفت الحكومة الألمانية ما نشرته مجلة "شبيغل" بأنها تدرس إمكانية إعفاء المواطنين السوريين من تقديم وثائق للحصول على وضع لاجئ دون المرور بجميع الإجراءات البيروقراطية. وكانت مجلة "شبيغل" أفادت بأن السوريين سيحصلون تلقائيا على تصاريح الإقامة في الأراضي الألمانية لمدة 3 سنوات، وزعمت أن الهدف من ذلك هو تخفيف العمل في هيئة شؤون الهجرة واللاجئين التي عجزت عن التعامل مع تدفق اللاجئين الكبير. إلى ذلك، تواصلت حوادث غرق اللاجئين في طريقهم إلى أوروبا، حيث فارق الحياة 17 شخصا، أغلبهم سوريون يوم أمس الأحد بعد غرق مركب متوسط الحجم كان يقلهم قرب السواحل الجنوبية الغربية لتركيا في بحر إيجة، وتمكن خفر السواحل التركي من انتشال جثث الغرقى، وإنقاذ 20 شخصا آخر. وتشير إحصاءات الأممالمتحدة إلى أن نحو 2500 لاجئ ومهاجر قضوا نحبهم أو فقد أثرهم منذ بداية العام الجاري في البحر المتوسط أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا. 600 لاجئ يدخلون فنلندا يوميا وفي فنلندا أعلنت دائرة الهجرة الفنلندية أن البلاد استقبلت خلال العام الحالي نحو 15 ألف لاجئ، مؤكدة أنه وفقا للبيانات المسجلة في الأيام الأخيرة فإن نحو 600 لاجئ يدخل إلى فنلندا يوميا. وقال مسؤول في دائرة الهجرة الفنلندية إن كل طالب لجوء يعيش في مراكز استقبال اللاجئين، يكلف الحكومة نحو 1500 يورو سنويا، مشيرا إلى أن المبلغ يشمل أيضا أجور العاملين في مراكز اللجوء. وقالت دائرة الهجرة في فنلندا في وقت سابق من هذا الأسبوع إن جميع المراكز في البلاد توقفت عن استقبال لاجئين جدد لعدم قدرتها على استيعاب المزيد، وتبحث السلطات الفنلندية على وجه السرعة عن أماكن جديدة لإيوائهم. وقررت الحكومة الفنلندية في أوائل سبتمبر استقبال 2400 لاجئ وفقا لاتفاقية توزيع اللاجئين بين دول الاتحاد الأوروبي. على صعيد متصل قال المكتب الصحفي في وزارة الداخلية الكرواتية إن نحو 10 آلاف لاجئ دخلوا البلاد في يوم واحد، يوم الجمعة الماضي، ما يشكل رقما قياسيا للوافدين الذين يدخلون كرواتيا يوميا. وتشير البيانات الرسمية إلى أن نحو 65 آلف لاجئ موجودون الآن على الأراضي الكرواتية أغلبهم ينوي التوجه عبر هنغاريا إلى النمساوألمانيا وبلدان أخرى في أوروبا الغربية. اليونيسف تطلب توفير 14 مليون دولار لدعم المهاجرين الأطفال في أوروبا هذا وناشدت منظمة الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسف"، يوم الجمعة الماضي، توفير 14 مليون دولار لمساعدة الأطفال من اللاجئين والمهاجرين في أوروبا، بعد زيادة عدد الأطفال اللاجئين في القارة، بنسبة 88%، إثر فرار معظمهم من الصراعات في سوريا والعراق وأفغانستان. وأشارت اليونيسف في بيان إلى أن 133 ألف طفل تقدموا بطلب اللجوء في الاتحاد الأوروبي، بين يناير ويوليوز من العام الجاري، بمتوسط 19 ألف طلب شهريا، وفقا لأحدث البيانات المتاحة. ومع تزايد أعداد اللاجئين الأطفال الذين يصلون إلى أوروبا في الأشهر الأخيرة، كثفت اليونيسف دعمها في كرواتيا وصربيا ومقدونيا، كما توفر الدعم للحكومات المحلية، لتحديد الاحتياجات في اليونان والمجر وسلوفينيا والنمسا. لبنان واللاجئون السوريون وفي لبنان، أعلن رئيس الوزراء تمام سلام، أول أمس، أن أزمة اللاجئين السوريين تعد أهم تحد يواجه التنمية في لبنان وأن رد الفعل الدولي لم يكن بالمستوى المطلوب. وقال سلام إن الشق الإنساني الناتج عن أزمة اللاجئين السوريين هو أحد أهم التحديات التي تواجه التنمية في لبنان، مشيرا إلى أن رد الفعل الدولي على أزمة بهذا الحجم، لم يكن بالمستوى المطلوب. وأكد رئيس الوزراء اللبناني في كلمة ألقاها في قمة الأممالمتحدة للتنمية المستدامة في نيويورك، أن لبنان بحاجة للمساعدة الإنمائية وتقاسم عبء تمويل استضافة النازحين وليس التركيز فقط على تمويل العمل الإنساني. وقال إن العالم بحاجة إلى تغيير، مشيرا إلى أن الأهداف المدرجة في جدول أعمال الأممالمتحدة للتنمية أرضية مناسبة لأية استراتيجية وطنية متماسكة تؤمن تنمية مستدامة، مشددا على أن البلدان تواجه صعوبات في عملية التطبيق خاصة عندما يتعلق الأمر بدمج نمو اقتصادي مستدام وتنمية اجتماعية وحماية البيئة. وبين سلام أن تحديات عديدة تواجهها لبنان أهمها أزمة اللاجئين السوريين، قائلا إن بيروت تتحمل العبء الأكبر جراء التهجير القسري للسوريين إلى خارج بلادهم، لافتا إلى أن لبنان يستضيف أكثر من 1.2 مليون سوري مسجل، أي قرابة ثلث سكان لبنان، حسب تصريحاته. وأضاف رئيس الوزراء اللبناني أن رد الفعل الدولي على أزمة بهذا الحجم، لم يكن بالمستوى المطلوب، مؤكدا لبنان بحاجة للمساعدة الانمائية، وتقاسم عبء تمويل استضافة النازحين. مسؤول أوروبي: لبنان مصدر موجة اللجوء المقبلة وفي سياق متصل، قال مفوض أوروبي، أول أمس السبت، إن "الموجة الكبرى المقبلة" من اللاجئين إلى أوروبا قد تنطلق من لبنان، بحكم كونها دولة "ضعيفة" وتشهد وضعا "مأساويا". وصرح مسؤول شؤون التوسيع يوهانس هان في مقابلة مع صحيفة "دي فيلت" الألمانية بأن "التطورات في لبنان تثير قلقي. الوضع هناك مأساوي إلى حد ما". وأضاف هان أنه "لطالما كان هذا البلد الأكثر ضعفا في المنطقة"، وشدد على "عدم استقرار الوضع السياسي" اللبناني. وتابع "هناك أيضا نسبة بطالة مرتفعة (حوالي 20%) وديون ضخمة.. هذا مزيج خطير". ويسعى الاتحاد الأوروبي إلى إبطاء تدفق اللاجئين إلى أوروبا، ويريد تقديم مساعدات مالية للدول المجاورة لسوريا (لبنانوالأردنوتركيا) التي تعاني من صعوبات في استقبال اللاجئين وتتحمل أحيانا أكثر من طاقتها". واتفقت دول الاتحاد الأوروبي مؤخرا على تخصيص مليار يورو إضافي على الأقل لوكالات الأممالمتحدة التي تساعد اللاجئين ولدول أخرى من خلال صندوق إقليمي.