ستطرح المفوضية الأوروبية على الدول ال28 الأعضاء تقاسم عبء 120 ألف لاجئ وصلوا أخيراً الى اليونان والمجر وإيطاليا. ويبحث رئيس المفوضية أيضاً إمكان طلب تعويضات مالية لفترة غير محددة و«لأسباب موضوعية» من البلدان التي ترفض استقبال لاجئين على أراضيها، بحسب مصدر أوروبي. وتعتبر ألمانيا التي ستتلقى عدداً قياسياً من طلبات اللجوء هذا العام يناهز 800 ألف وفرنسا أنه ينبغي توزيع اللاجئين داخل الاتحاد في شكل أفضل. وفي هذا السياق، تحدثت المستشارة انجيلا ميركل عن نظام «حصص ملزمة». تواصلت أزمة المهاجرين في أوروبا أمس، مع توافد الآلاف منهم إلى اليونان وإيطاليا الذي لم ينقطع رغم مأساة غرق الطفل السوري مع شقيقه ووالدته التي هزت ضمير العالم إزاء الأزمة التي خلفت انقساماً أوروبياً في كيفية التعامل معها. وقال عبد المنعم الصطوف، وهو أب لثلاثة أطفال جاء من مدينة إدلب السورية وينتظر العبور إلى اليونان من تركيا، «رأينا صورة الطفل لكننا لا نملك فرصة أخرى». وهذا واحد من آلاف المهاجرين الذين ينتظرون أن تحين فرصتهم لقطع الرحلة البالغة أربعة كيلومترات من منتجع بوضروم التركي إلى جزيرة كوس اليونانية. مرحلة محفوفة بالمخاطر من رحلة يتقاضى عنها المهربون آلاف الدولارات. وفيما يستمر الموقف المتصلب من جانب السلطات المجرية بشأن عدم السماح للمهاجرين بالعبور من أراضيها إلى النمساوألمانيا، قرر أكثر من 1000 مهاجر عالقين في بودابست منذ أيام أمس التوجه إلى النمسا سيراً في مشهد غير مسبوق، وخصوصاً بعدما منعت السلطات مغادرة أي قطار إلى النمساوألمانيا، وضم الجمع أطفالا ومعوقين، وعبر أحد الجسور الرئيسية فوق نهر الدانوب على مرأى من قوات الأمن. إلى ذلك، فر 300 مهاجر من مخيم قرب الحدود الصربية، ما دفع بودابست إلى إغلاق أحد المراكز الحدودية البرية مؤقتاً وجزئياً. في هذه الأجواء، سارع البرلمان المجري إلى إقرار قوانين جديدة مشددة على صعيد الهجرة كان اقترحها رئيس الوزراء فيكتور اوربان. وتعزز هذه القوانين إمكان نشر الجيش على الحدود وتعاقب أي مهاجر غير شرعي بالسجن ثلاثة أعوام. وكررت الدول الأربع في مجموعة فيسجراد (تشيكيا والمجر وسلوفاكيا وبولندا) أمس في براغ رفضها مبدأ الحصص التلقائية للاجئين، فيما اقترحت براغ وبراتيسلافا إقامة ممر للسوريين بين المجر وألمانيا إذا وافقت بودابست وبرلين على ذلك. وعبر حوالى 365 ألف مهاجر ولاجئ البحر المتوسط منذ يناير وقضى أكثر من 2700 مهاجر بحسب أرقام نشرتها منظمة الهجرة الدولية أمس. ووصل أكثر من 245 ألفاً منهم إلى اليونان وأكثر من 116 ألفاً إلى إيطاليا. ودعا المفوض الأعلى للاجئين في الأممالمتحدة انطونيو غوتيريس الأوروبيين الى مساعدة إيطاليا واليونان والمجر عبر توزيع 200 ألف طالب لجوء وصلوا إلى الدول المذكورة في بقية الدول الأعضاء ال24. وقال غوتيريس في مؤتمر صحفي في جنيف حضره الأمين العام لمجلس أوروبا ثوربورن ياجلاند «المطلوب رد استثنائي» على «أزمة هائلة». وأضاف في بيان «يجب أن يفيد الأشخاص الذين لديهم طلب حماية صالح.. من برنامج إعادة إسكان كبير مع مشاركة الزامية لكل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. بحسب تقديرات لا تزال أولية، ثمة حاجة محتملة لزيادة امكانات إعادة الإسكان إلى 200 ألف مكان». وأوضح غويتريس أن هذه الأمكنة ستتيح الرد على حاجات استقبال طالبي اللجوء حتى نهاية 2016. وجدد دعوة القادة الأوروبيين إلى المسارعة لإقامة مراكز استقبال وتسجيل للمهاجرين واللاجئين في اليونان وإيطاليا والمجر لمساعدة هذه البلدان في تجنب «وضع فوضوي». ومن لشبونة قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس «حيال حجم الأزمة ومعاناة الناس، أُعلن اليوم أن بريطانيا ستبذل جهداً أكبر عبر استقبال آلاف اللاجئين السوريين الإضافيين»، علماً بأن بلاده لم تمنح اللجوء منذ مارس 2014 سوى ل 219 سورياً. وقال وزير خارجية لوكسمبورغ يان اسلبورن أمس لدى وصوله إلى اجتماع للاتحاد تستضيفه بلاده إن «المشاعر يمكنها أيضا تحريك السياسيين وقد حان الوقت الآن». بدوره، علق وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير من لوكسمبورغ «لا يحق لأوروبا أن تنقسم على نفسها في مواجهة تحد مماثل». ورأى رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أن التباينات داخل الاتحاد «بين الشرق والغرب» تكشف قارة ممزقة بين تبني التشدد لمواجهة التدفق الكبير للاجئين على حدودها الخارجية والدعوات إلى التضامن. وقال المسؤول الثاني في المفوضية الأوروبية فرانز تيمرمانز خلال زيارته جزيرة كوس اليونانية «نعيش لحظة حقيقة في التاريخ الأوروبي. نستطيع أن ننجح معاً وموحدين، أو نفشل كل على طريقته داخل بلاده أو في جزره». وستطرح المفوضية الأوروبية على الدول ال28 الأعضاء تقاسم عبء 120 ألف لاجئ وصلوا أخيراً الى اليونان والمجر وإيطاليا. ويبحث رئيس المفوضية أيضاً إمكان طلب تعويضات مالية لفترة غير محددة و«لأسباب موضوعية» من البلدان التي ترفض استقبال لاجئين على أراضيها، بحسب مصدر أوروبي. وتعتبر ألمانيا التي ستتلقى عدداً قياسياً من طلبات اللجوء هذا العام يناهز 800 ألف وفرنسا أنه ينبغي توزيع اللاجئين داخل الاتحاد في شكل أفضل. وفي هذا السياق، تحدثت المستشارة انجيلا ميركل عن نظام «حصص ملزمة». لكن هذا الموضوع غير وارد في العديد من دول شرق أوروبا التي توحدت لعرقلة اقتراح للمفوضية الأوروبية يقضي بالمسارعة الى تقاسم دفعة أولى من أربعين ألف لاجئ. وفي نهاية المطاف، تم التوصل إلى توافق بالحد الأدنى على استقبال 32 ألف لاجئ وصلوا الى اليونان وإيطاليا في الربيع الفائت، رغم أنه لم ينفذ بعد. وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو وهو يتحدث في اجتماع لوزراء مالية مجموعة العشرين في بلده أمس إن تركيا ستواصل الترحاب باللاجئين وإن على البلدان الأخرى فعل الشيء نفسه للمساعدة في تأمينهم. وأضاف «فلتصبح صورة أيلان جرس إنذار لنا جميعاً. لو لم يتوفر الأمن للأطفال السوريين فلن يأمن أطفال في منازلهم في أنقرة ولا في باريس أو نيويورك. هؤلاء الأطفال لم يكن لهم يد في مكان ولادتهم. إنه قدرهم. لكن قراراتنا هي التي ستحدد مستقبلهم». وقد عرض يوها سيبيلا رئيس وزراء فنلندا منزله الخاص، اليوم السبت، على طالبي اللجوء، بحسب صحيفة «الرياض» السعودية. وقال سيبيلا إن المنزل الواقع في كيمبيلي بشمال فنلندا يمكن أن يستضيف طالبي اللجوء بدءا من العام الجديد ودعا كل الفنلنديين لإظهار التضامن مع اللاجئين المتجهين إلى أوروبا هربا من الحرب والفقر. وأضاف أن خطة الإتحاد الأوروبي لإعادة توزيع 120 ألف لاجئ وصلوا إلى اليونان وإيطاليا والمجر ينبغي أن تكون طوعية وأبدى أمله في أن تكون فنلندا نموذجا يحتذى به في هذا الصدد. ومعلوم أن عشرات السوريين الهاربين من الحرب، عبروا الحدود بين روسيا والنرويج للوصول إلى أوروبا في منطقة تبعد أكثر من أربعة آلاف كلم عن دمشق.وقال هانس موليباكن رئيس شرطة كركينيس بالقرب من مركز ستورسكوغ الحدودي، إن «عددهم ارتفع كثيراً هذه السنة»، مشيراً إلى أن نحو 150 عبروا الحدود منذ بداية السنة، غالبيتهم سوريون. وفي حين يجازف آلاف السوريين باستخدام زوارق متهالكة ومكتظة لعبور البحر المتوسط، يفضل بعض المهاجرين سلوك طرق أطول بكثير لكنها أقل خطراً عبر الحدود بين روسيا والنرويج في أقصى شمال أوروبا. وخلال عام 2014، لم يعبر سوى نحو عشرة أشخاص من طالبي اللجوء هذا المعبر الشمالي الذي كان من المناطق الحدودية القليلة المباشرة بين الاتحاد السوفييتي السابق ودول حلف شمالي الأطلسي خلال الحرب الباردة.وتتدنى الحرارة في الشتاء في هذه المنطقة إلى 15 تحت الصفر. وأوضح موليباكن أن «بعض المهاجرين السوريين كانوا مقيمين في روسيا منذ سنوات، والبعض جاؤوا بالطائرة من بلد مجاور لسوريا إلى موسكو ثم إلى مورمانسك في شمال غرب روسيا، ومنها إلى كيركينيس». وفي الخميس الماضي رفض لاجئون، أغلبهم سوريون، محاولة السلطات المجرية إرغامهم على الإقامة في مخيم أقامته مطالبين بالسماح لهم بالمغادرة إلى دول أوروبا الغربية. وألقى بعض اللاجئين بأنفسهم على قضبان القطارات وهربوا من الشرطة التي كانت تحاول نقلهم إلى مركز استقبال في المجر. وتوقف القطار، الذي كان متجها إلى الحدود بين المجر والنمسا، في بلدة «بيسكي» التي أقامت فيها السلطات المجرية مركزا لاستقبال اللاجئين. وأمرت الشرطة اللاجئين بالنزول من القطار لكن الكثير منهم رفضوا الأمر وقاوموا الشرطة وألقوا بأنفسهم على قضبان القطار أو لاذوا بالفرار. ودخل بعضهم في صراعات مع الشرطة أثناء محاولتهم العودة لركوب القطار. وطرق بعض الذين رفضوا النزول على نوافذ القطار وصاحوا «لا للمخيم.. لا للمخيم». وألقت عائلة تتكون من رجل وزوجته وطفل صغير بأنفسهم على القضبان أمام القطار. وقام نحو عشرة من رجال الشرطة بمحاولة إرغام الرجل على الابتعاد عن القضبان. وكان القطار قد غادر محطة «كيليتي» بعد أن سمحت المجر، اليوم الخميس، لآلاف اللاجئين بمغادرة أراضيها متوجهين إلى بلدان في أوروبا الغربية. وفتحت السلطات في العاصمة بودابست، المحطة وانسحبت الشرطة المجرية من البوابات سامحة للاجئين بالدخول إليها. ومنعت الشرطة دخول المهاجرين إلى المحطة على مدار يومين. ويحاول الكثيرون السفر غربا إلى البلدان الأكثر ثراء في غرب أوروبا. واحتشد المهاجرون وتدافعوا لركوب القطارات على أمل السفر غربا.ومع ذلك، قالت شركة السكك الحديدية في المجر -في بيان يوم الخميس- إنه لا توجد قطارات مباشرة متجهة إلى غرب أوروبا من محطة السكك الحديدية الرئيسية في بودابست. ووضع أكبر تدفق للمهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي سياسات اللجوء في التكتل في وضع صعب. وأصبحت المجر نقطة انطلاق للمهاجرين وقد وصل البلاد 50 ألفا خلال شهر أغسطس فقط على أمل مواصلة رحلتهم إلى ألمانيا ودول أخرى في أوروبا الغربية. والاثنين سمحت السلطات لآلاف المهاجرين بالصعود إلى قطارات متجهة إلى النمساوألمانيا لكن في اليوم التالي منع المهاجرون الذين لا يحملون تأشيرات دخول من الرحيل. وبقي حوالى ألفي رجل وامرأة وطفل عالقين في المحطة أو منطقة ترانزيت، مخيم اللاجئين الذي أقامه آلاف الأشخاص بشكل عشوائي.