ارتفع عدد ضحايا الهجمات التي شهدتها مناطق مختلفة من العاصمة الفرنسية باريس، مساء أمس الجمعة، إلى 142 قتيلا، في حصيلة تعتبر الأسوأ منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية سنة 1945. ولقي نحو مائة شخص مصرعهم في عملية احتجاز رهائن نفذها مسلحون بمسرح باتاكلون في باريس، وانتهت باقتحام قوات الامن للمكان بحسب مصادر أمنية. وأوضحت المصادر ذاتها أن حوالى 1500 شخص كانوا موجودين في المسرح لحضور حفل موسيقي، مضيفة أن قوات الأمن قتلت ثلاثة إرهابيين مفترضين خلال اقتحامها المسرح. ونقلت قنوات فرنسية عن مصادر أمنية، أن 100 قتيل سقطوا في القاعة، فيما قالت مصادر من الشرطة إن 42 آخرين قتلوا في هجمات وعمليات إطلاق نار في 6 أماكن مختلفة من العاصمة باريس، ليرتفع بذلك إجمالي ضحايا هجمات باريس إلى 142 قتيلا. وتوجه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مرفوقا بالوزير الأول مانويل فالس، وعدد من أعضاء الحكومة، إلى مسرح باتكلون، بينما أعلن الإيليزي أن مجلسا للدفاع سيعقد اليوم السبت، مشيرا إلى أنه تمت تعبئة 1500 جندي عقب هذه الهجمات التي هزت العاصمة الفرنسية. وأضافت الرئاسة الفرنسية في بيان أن المدارس والثانويات والجامعات ستكون مغلقة السبت بمنطقة باريس الكبرى ، كما تم إلغاء الرحلات المدرسية، بينما دعت شرطة باريس، سكان العاصمة الفرنسية إلى "تجنب الخروج من منازلهم أو مقرات عملهم سوى عند الضرورة القصوى" . وتم وقف العمل بعدد من خطوط الميترو عقب هذه الهجمات، فيما أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أنه سيتم فرض حالة الطوارئ في كل أنحاء البلاد وإغلاق الحدود. من جهته استنكر مجلس الأمن الدولي بقوة الاعتداءات الإرهابية "الهمجية والجبانة" التي استهدفت مساء يوم الجمعة عدة مواقع بباريس. وعبر أعضاء مجلس الأمن ال15، في بيان، عن تضامنهم ومواساتهم لأسر الضحايا وللحكومة الفرنسية، كما أكدوا أيضا على ضرورة تقديم مرتكبي "هذه الأعمال الإرهابية" للعدالة. وكان الأمين العام للمتحدة، بان كي مون، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، موجين ليكيتوفت، قد أدانا، بدورهما، هذه الهجمات "الإرهابية المشينة"، معبرين عن تضامنهما الكامل مع الشعب والحكومة الفرنسيين.