من رحم المعاناة والمتاعب التي خلقها له خصم وصف بالسهل لكنه سهل ممتنع، أفلح المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم في الحفاظ على حظوظه في الظفر ببطاقة التأهل إلى كأس العالم المقررة في روسيا 2018 بفضل فوزه مساء الخميس على أرضية الملعب الكبير بأكادير برسم ذهاب منافسات الجولة الثانية من التصفيات الإفريقية على نظيره غينيا الاستوائية بهدفين للاشيء، من توقيع يوسف العربي في الدقيقة 30 وياسين بامو (د66). وشهدت المباراة طرد الظهير الأيسر لنادي الرجاء الرياضي البيضاوي عادل الكاروشي في الدقيقة 46 من الشوط الثاني، إذ قام الحكم الجنوب إفريقي بينيت بإشهار البطاقة الحمراء في وجهه إثر تدخله في حق أحد لاعبي المنتخب الضيف، وبهذا الفوز الذي تحقق بعد جهد جهيد حافظ المنتخب المغربي على كل حظوظه وواصل بذلك مساره الموفق على درب السعي الحثيث لحجز بطاقة التأهل للمونديال الروسي. على خلاف الاعتقاد السائد لم تكن مباراة الخميس بفسحة ميدانية بل أنها كانت مباراة توجس وخوف ومعاناة لأن الفريق الغيني لم يظهر بتلك الصورة المهزوزة التي ظهر بها في مباراته الأخيرة ضد منتخب جنوب السودان. لقد خلق الفريق الضيف بلعبه الرجولي ولياقته البدنية الهائلة متاعب كثيرة للمنتخب المغربي وهدد مرماه بشكل جدي في أكثر من مناسبة لكن الفريق المغربي استجمع قواه ووظف خبرته وتقنياته ليرجح كفته وهذا هو الرهان الذي كان عليه أن يكسبه ألا وهو ثلاث نقط الفوز . فبعد فترة جس نبض لم تدم طويلا فاجأ الفريق الضيف مضيفه المغربي بأسلوب لعبه الهجومي حيث كان هو المبادر لممارسة الضغط على مرمى الحارس المغربي منير المحمدي في مناسبتين الأولى بتسديدة قوية والثانية بضربة رأسية لكن من حسن حظ الحارس المغربي مرت القذفتان فوق العارضة، لكن رد فعل المنتخب المغربي كان سريعا بعدما استجمع قواه وبسط أسلوب لعبه خاصة في وسط الميدان. وقد أعطت هذه المحاولات شحنة قوية لعناصر المنتخب الوطني بقيادة عميد الفريق المهدي بنعطية صمام الأمان، وقامت برص صفوفها وشن الهجمات من جميع الأطراف خاصة بواسطة حكيم زياش رجل المباراة بامتياز وعبد العزيز برادة وعمر القادوري. وعرفت المباراة تألقا منقطع النظير لنجم المنتخب المغربي ونادي تفينتي أنشخيده الهولندي حكيم زياش، إذ تفنن وأبدع في مد رفاقه بكرات ساهمت في خلق الذعر في دفاعات المنتخب الضيف، في المقابل واصل مهاجم غرناطة الإسباني يوسف العربي إهدار الفرص، إذ أضاع على المنتخب الوطني المغربي فرصة تسجيل هدفين آخرين في المباراة. وكانت نقطة التحول في المباراة هدف السبق الذي سجله المنتخب الوطني في الدقيقة 30 بواسطة يوسف العربي الذي أعاد الثقة لزملائه، وكان زياش قاب قوسين أو أدنى من توقيع الهدف الثاني ( 45+3) بعد توظيفه لكل إمكانياته التقنية في المراوغة والتسديد بيد أن حظه كان عاثرا بعدما أجهضت العارضة محاولته. ومع توالي الضغط المغربي لجأ الفريق الغيني إلى تحصين دفاعه وبدأ يناور من حين لآخر واكتست مرتداته الهجومية أحيانا نوعا من الخطورة . لكن في الربع ساعة الأخير سجل نوع من التراخي من كلا الطرفين لتنتهي هذه الجولة الأولى التي كانت متوسطة المستوى على حالها (1-0). ونسج الفريق الغيني الاستوائي على نفس منوال بداية الجولة الأولى فكان هو المبادر للتهديد لكن ليس بالشكل الذي يقلق راحة الحارس المحمدي في وقت ظل فيه المنتخب يبذل جهودا مضنية بحثا عن أهداف أخرى على اعتبار أن نتيجة هدف غير مطمئنة، لكن الفريق الزائر خلق له الكثير من المتاعب. ولم يذهب إصرار أسود الأطلس هباء. فمن هجوم منسق من الجهة اليسرى بواسطة حكيم زياش الذي مرر كرة طويلة للمهاجم يوسف العربي الذي بدوره مرر كرة عرضية في وسط المعترك لتجد رجل البديل ياسين بامو الذي أسكنها في الشباك. وألهب هذا الهدف حماس العناصر الوطنية التي نزلت بكل ثقلها على مرمى فريق غينيا الاستوائية وفرضت أسلوب لعبها ونجحت في انهاء المباراة بفوز مهم لكنه غير كاف بالنظر إلى الأجواء التي تمر فيها المباريات في الأدغال الإفريقية. الأكيد أن هذا الفوز سيعطي شحنة قوية للفريق المغربي الذي تنتظره مباراة حاسمة يوم 15 من نفس الشهر في بطا للعودة ببطاقة التأهل إلى الأدوار النهائية لبطولة العالم التي غاب عنها لمدة 20 سنة، منذ مونديال 1998، وأطول فترة غياب أسود الأطلس عن المونديال كانت بين 1970 و1986 بالأراضي المكسيكية. وتقام مباريات الدور الثاني بنظام الذهاب والاياب، على أن تتأهل المنتخبات ال20 الفائزة إلى الدور الثالث الذي سيتم خلاله تقسيمها إلى 5 مجموعات تضم كل منها 4 منتخبات تلتقي فيما بينها بنظام البطولة ذهابا وايابا، ويبلغ متصدر كل مجموعة نهائيات مونديال 2018.