قبل زيارة الملك محمد السادس الحالية إلى مدينة العيون، وإلقائه منها خطاب المسيرة تخليدا للذكرى الأربعين على مرورها، كانت وسائل الإعلام الموالية لأطروحة الانفصال، خارج المملكة، تروج لما أسمتها "حالة احتقان" تعيشها المنطقة بسبب الزيارة، وتقول إن قيادات محسوبين على انفصاليي الداخل يعبرون عن تنديدهم بها. هسبريس حاولت التواصل مع عدد من أعضاء المكتب التنفيذي ل"تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان" "CODESA"، إلا أنهم رفضوا الإدلاء بأي تصريحات حول التطورات الجديدة لقضية الصحراء، ورأيهم في زيارة الملك محمد السادس الأخيرة. وبرر مقربون من "الكوديسا" رفض عدد من نشطائها الحديث لوسائل الإعلام المغربية ب"الظرف الخاص الذي تعيشه المنطقة"، وكذا "الزيارة الملكية التي تتم حاليا فوق رمال الصحراء". وبالرغم من ترويج وسائل الإعلام التابعة لجبهة البوليساريو عددا من الأخبار التي تفيد بأن المنطقة، وخاصة مدينة العيون، كانت ستعرف مظاهرات مطالبة ب"استقلال الصحراء عن المغرب، بالتزامن مع الزيارة الملكية"، إلا أنها لم تعرف أي تحركات، حتى بحي "معطى الله"، الذي يعد من أبرز التجمعات التي كانت تعرف، في السابق، مظاهرات من ذلك النوع. وعاشت مدينة العيون حالة من الاكتظاظ والاستنفار الأمني بالتزامن من وصول الملك محمد السادس إليها، إذ تزينت جل شوارع المدينة، وخاصة الرئيسية منها، بالألوان الوطنية الحمراء والخضراء لاستقبال ملك البلد، الذي يزور العيون بعد آخر تحرك مماثل اقترن بسنة 2006. وانتشرت عناصر الأمن بمختلف تلويناتها في شوارع المدينة، ولوحظ عدد كبير من عناصر الشرطة على مستوى "شارع السمارة" على وجه التحديد، وهو أحد أكبر شوارع العيون، وقد شهد اكتظاظا كبيرا باعتباره الشارع الرئيسي، ولأنه يضم عددا كبيرا من المصالح الحيوية في المدينة.