منعت قوات الأمن العمومية، مساء أول أمس الأربعاء، محتجين داعمين للطرح الانفصالي من التظاهر بمدينة العيون، حيث شهد شارع السمارة و حي «معطى الله»، معقل الانفصاليين بالمدينة، تواجدا أمنيا مكثفا تحسبا لتظاهرات احتجاجية سبق الترويج لها منذ أيام، تزامنا مع وصول وفد أجنبي إلى المنطقة. وحسب مصادر حقوقية، فقد منعت السلطات محتجين يحملون أعلام «البوليساريو»، وهم يهتفون بشعارات تدعو إلى «الاستقلال» و«تقرير المصير»، مشيرة إلى أن عملية تفريق المتجمهرين لم تعرف أي مواجهة مع قوات الأمن العمومية، على خلاف ما شهدته المدينة خلال أيام سابقة. وجاءت هذه الخطوة الاحتجاجية في الوقت الذي سبق لسلطات المدينة أن أكدت، عقب ورود معلومات تفيد تنظيم مظاهرة عشية أول أمس، أنه لن يسمح لأي نوع من التظاهر مخالف للقوانين الجاري بها العمل، حيث سجلت أنها لم تمنح أي ترخيص للتظاهر في المدينة. وأكدت مصادر مطلعة أن عودة المظاهرات الانفصالية إلى مدينة العيون بعد أيام من الهدوء سببها أخبار عن زيارة وفد أجنبي إلى المنطقة، وأيضا الزيارة المرتقبة للمبعوث الأممي كريستوفر روس إلى المنطقة نفسها، حيث ينتظر أن يحل روس بمدينتي السمارة وبوجدور لاستكمال لقاءاته مع عدد من الفعاليات المنتمية للأقاليم الجنوبية، سواء المتبنية للطرح الوحدوي أو الانفصالي. وفي الوقت الذي أكدت مصادر محلية أن موعد الزيارة حدد في نهاية الأسبوع الجاري، فإنها عادت لتشير إلى أن الزيارة يشوبها نوع من التكتم، خاصة أن تاريخها سبق أن حدد موعده في 23 و24 و25 ماي. وبخصوص أجندة روس لهذه الزيارة، أكدت مصادرنا أن المبعوث الأممي يرتقب أن يلتقي ببعض جمعيات المجتمع المدني المحلي في كل من بوجدور والسمارة، سواء الداعمة لمغربية الصحراء، أو المطالبة بالانفصال، حيث ينتظر أن يلتقي ببعض أعضاء «الكوديسا»، الذي ترأسه أميناتو حيدر. وحسب المصادر ذاتها، ينتظر أن تشهد الزيارة لقاءات مع مجموعات من المعطلين، حيث عقدت مجموعة الأطر العليا الصحراوية بالسمارة لقاء تحضيريا للاجتماع الذي ستعقده مع روس، والذي ستقدم فيه ملفها المطلبي المنادي بالإدماج في أسلاك الوظيفة العمومية.