اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم الجمعة، بالأزمة السورية وجهود إيجاد حل سياسي لها خاصة بعد التدخل العسكري الروسي، والأزمة الإنسانية في اليمن، والوضع في الأراضي الفلسطينية، وكذا الانفجار الذي وقع أمس ببلدة عرسال اللبنانية المتاخمة للحدود السورية، إضافة إلى مواضيع أخرى محلية وإقليمية . ففي مصر، تناولت صحيفة (الجمهورية)، في افتتاحيتها، الزيارة التي يقوم بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لبريطانيا، مشيرة إلى أن هذه الزيارة تعد من أهم زياراته الخارجية التي سعى خلالها لإعادة مصر لمكانتها التي تستحقها بين دول العالم إلى جانب جذب الاستثمارات وزيادة التبادل التجاري . وأبرزت الصحيفة أن زيارة الرئيس للعاصمة البريطانية، تأتي بالنظر لما تتمتع به لندن من تأثير سياسي على عواصم أخرى، إلى جانب أن بريطانيا تعد "معقلا لمنظمات وجماعات حقوقية تثير الكثير من الجدل عبر تدخلها في الشؤون الداخلية للدول الأخرى تحت مزاعم حقوق الإنسان والحريات"، وكون هذا البلد له استثمارات ضخمة في مصر "يسعى الرئيس لتعزيزها وزيادتها". وفي موضوع آخر، كتبت صحيفة (الأهرام) عن الأمطار الغزيرة التي شهدتها عدة محافظات مصرية وتسببت في وفاة حوالي 17 شخصا، مشيرة في افتتاحيتها إلى أن غرق الاسكندرية والبحيرة في مياه الأمطار ومعها بعض المحافظات "كشف عن مواطن خلل رهيبة لا يجوز ولا يصح السكوت عليها أو إهمال علاجها سريعا" . وأوضحت الصحيفة أن هذا الخلل يكمن في "البنية التحتية المتهاكلة والتي تكاد تكون غير صالحة للاستخدام، والغياب التام للأجهزة المحلية، والفساد الذي استشرى واستفحل في المحليات مما فتح الباب أمام إقامة آلاف المباني العشوائية"، بالإضافة إلى عادات سيئة للمواطنين كإلقاء القمامة والمخلفات في بالوعات الصرف الصحي وغيرها. وارتباطا بنفس الموضوع، أشارت صحيفة (اليوم السابع)، في افتتاحيتها تحت عنوان "الغرق تحت الأمطار"، إلى أن البلد صار تحت طائلة الهلع من الأمطار وهي متلازمة جديدة تنمو في مصر بعد أن صارت واقعا حقيقا (...)، مضيفة أن مصر بأكملها تعيش تحت وطأة الخوف الشديد من السيول "لأن الفشل في التعامل معها في الماضي جعل من التقلبات الجوية كارثة ينبغي على الجميع التكاتف لمواجهتها!" . وفي الأردن، تطرقت صحيفة (الرأي)، في مقال لها، لمشروع قانون اللامركزية في الأردن، فقالت إن العاصمة عمان تؤوي اليوم 3 ملايين نسمة، أي حوالي 40 بالمائة من سكان المملكة، مشيرة إلى أن الوضع السكاني الجديد تغير كثيرا و"يخلق صعوبات وتحديات في مجالات التنمية والخدمات". وتساءل كاتب المقال كيف يمكن التعامل مع المحافظات على قدم المساواة مع أن أكبرها يعادل 28 ضعف أصغرها¿، وهل يستطيع القطاع الخاص أن يمول "هذا الجيش الجرار من البيروقراطية المركزية (الراهنة) والبيروقراطيات المحلية (القادمة)، أم أن العمل في السلطات اللامركزية سيكون تطوعيا أو خدمة علم¿"، ليخلص إلى أن "في المركزية عيوبا، ولكن عيوب اللامركزية في بلد صغير نسبيا ومجتمع تقليدي قد تكون أكبر". وكتبت صحيفة (الغد)، في مقال بعنوان "موسكو والفجوة بين التصريحات والتحركات"، أن قيادات سورية معارضة تعتقد أنه يصعب أخذ تصريحات المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، التي قالت فيها إن "موسكو لا ترى بقاء بشار الأسد في السلطة مسألة مبدأ"، على محمل الجد، لأن هذه القيادات سمعت كلاما مشابها من المسؤولين الروس في السابق. وأضافت الصحيفة أنه وما دام أن ما يجري على الأرض من سياسات وتحركات يخالف هذه التصريحات، فإنها تبقى في سياق المناورة، وقد تعكس شيئا من التردد والارتباك، مشيرة إلى أن موسكو مرتبكة في تحديد رؤيتها للحل السياسي في سوريا عبر ارتباكها في تحديد المعارضة السورية التي تريدها حتى اللحظة. وفي قطر، حدرت صحيفة (العرب) في مقال لها، من تفاقم الأزمة الانسانية في اليمن ، مبرزة أن الوضع يندر "بكارثة كبيرة من الصعب احتواؤها، خاصة في ظل استمرار الحرب وصعوبة وصول المساعدات إلى المحتاجين والمتضررين، لاسيما في المحافظات التي تشهد مواجهات وأبرزها محافظة تعز"، مشيرة إلى أن أحدث تحذير دولي يقرع أجراس الخطر من مغبة التأخر في التدخل الإنساني، أصدره برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة الذي أفاد بأن عشر محافظات من أصل 22 في اليمن تواجه انعدام الأمن الغذائي. وشددت الصحيفة على أن المطلوب بشكل عاجل من قبل الدول والمنظمات التابعة للأمم المتحدة "استخدام نفوذها وتأثيرها للضغط على المتمردين برفع الحصار عن محافظة تعز الأكثر تضررا والسماح بدخول المساعدات دون عراقيل أو مصادرة "، مؤكدة أن إطلاق التحذيرات والمناشدات" لم يعد مجديا، ولن يغير في الواقع شيئا ولن يغيث محتاجا ولا متضررا". و في مقال تحت عنوان " أوباما وعبطه السياسي"، انتقدت صحيفة (الوطن) منهجية تعاطي الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع الأزمة السورية، معبرة عن اعتقادها أن هذا الأخير "مسؤول شخصيا عن تعمق الحروب الطاحنة في المنطقة ، وما رافق ذلك من تراجع مذل لمكانة الولاياتالمتحدة في العالم"، مضيفة أن أوباما "غارق في سياسات تعتمد حذرا مبالغا فيه، يصل إلى حد الهوس، وهو ما الرئيس الروسي (فلادمير بوتين) في وقت مبكر، فسارع إلى فرض وقائع على الأرض في سوريا". وخلصت الصحيفة إلى القول "إن أوباما الذي أتاحت مواقفه المرتبكة لرجل بدهاء بوتين، أن يتحرك كالسهم لضمان مكان لروسيا على ساحل المتوسط في مرحلة ما بعد بشار المحترق أصلا ، يخشى أن يعلق في سوريا لو قدم دعما مؤثرا لأي طرف يقاتل هناك" ، معتبرة "أنه بقاءه بعيدا عن النار، وفشله في ترجمة وعوده الكثيرة للمعارضة إلى أفعال، هو السبب الرئيسي في وصول الأزمة السورية إلى حالة استعصاء، وفي طوفان اللاجئين الذين ملأوا دول الجوار وسواحل أوروبا". وبالإمارات العربية المتحدة، كتبت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، عن تعمد إسرائيل تدمير البيئة الفلسطينية من خلال تلويث المياه وقطع الأشجار وتسميم التربة. وأبرزت أنه إذا كانت منظمة الأممالمتحدة لا تكترث لكثير من الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني، فإنه "سيكون كثيرا أن نتوقع منها إدانة صارمة لهذا النوع من جرائم الكيان. ويمكن القول إن المتابع الدقيق في العالم هو من يعرف بعمق هذه الجرائم، وذلك ببساطة لأن الجرائم المباشرة ضد الإنسان هي التي تأخذ الأولوية لدى الكثير، ولأن الإعلام في الغرب يسكت على هذه فمن باب أولى أن يسكت على الأخرى". وشددت الصحيفة على أن تصريحات السلطة الفلسطينية بخصوص تحويل هذا الملف إلى محكمة الجنايات لا ينبغي أن يبقى في حيز التهديد النظري، لأن التهديد الإسرائيلي قائم ومتواصل. ومن جهتها، تطرقت صحيفة (البيان) في افتتاحيتها، إلى عملية استبدال القوات الإماراتية العاملة في اليمن، مؤكدة أنه رغم أنها متعارف عليها عسكريا وميدانيا، إلا أنها "عملية استراتيجية ممنهجة وغير عادية، وتتم وفق أدق المعايير العسكرية، خاصة وأنها تجري في حالة حرب والمعارك مشتعلة في كل مكان من أرض اليمن الشقيق". وأوضحت أنه قد تمت عملية إحلال قوة جديدة محل القوة الأولى "بنجاح تام يعكس مدى الخبرة والكفاءة العالية لقواتنا المسلحة، التي تقدم أروع البطولات وأغلى التضحيات من أجل نصرة الحق والعدل والشرعية، وحفاظا على وحدة واستقرار اليمن الشقيق وأمن واستقرار المنطقة بأكملها". وعلى هامش انعقاد منتدى الإعلام الإماراتي بدبي، مؤخرا، أكدت صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها الأهمية التي توليها السلطات الإماراتية لهذا القطاع. وأشارت الافتتاحية إلى أن الدور الذي يلعبه الإعلام، لم يعد محصورا بالدور التقليدي كناقل للحدث أو متابع فقط، بل إن مهمته ترتكز على التوعية ونقل الحقائق وتبيان أهميتها الوطنية والتصدي للإعلام الذي يحاول على الضفة الأخرى خدمة أجندات ومرام وأهداف باتت معروفة، لأن " الحرب الإعلامية في حقيقتها حرب نفسية باتت سلاحا تستخدمه بعض الدول والجهات التي تخسر وتعاني انهزاما وانهيارا في نواياها ومشاريعها التوسعية، وهو حال إيران اليوم وماكينتها الإعلامية وتعاطيها مع أحداث اليمن". وفي البحرين، قالت صحيفة (أخبار الخليج) إن إعلان السلطات، أمس، عن ضبط خلية إرهابية "تورط فيها 47 من الإرهابيين الموالين للنظام الإيراني في البحرين هو من دون شك ضربة قوية للإرهاب الإيراني، كما أنه فضيحة مدوية للممارسات الإيرانية العدائية التي زادت وتيرتها من بعد توقيع الاتفاق الإيراني". وأوضحت الصحيفة أنه إذا كانت أغلب مخابئ الأسلحة التي دأب الإرهابيون على استخدامها هي منازل قديمة أو بساتين مظلمة ليلا، فإن المنازل الواقعة في المناطق التي تم اكتشاف مستودعات للأسلحة والمتفجرات فيها، "تعد نقلة نوعية في تخزين السلاح والمتفجرات في البحرين"، ذلك أنها منازل مأهولة بالسكان. وفي مقال بعنوان "سوريا.. هل بدأت التعافي¿"، قالت صحيفة (البلاد) إنه منذ التدخل العسكري الروسي العلني في سورية لم تعد الأمور كما كانت قبله، ذلك أن الوضع قبل التدخل كان يفيد بتدهور أحوال النظام وعجزه هو ومن يقف معه عن الصمود في وجه الجماعات المقاتلة، ولكن بعد ذلك "بدأ جانب النظام في التعافي بعض الشيء حتى وإن كان حتى هذه اللحظة ضعيفا متهالكا". وأوضحت الصحيفة أن روسيا بتدخلها أعلنت بصورة لا لبس فيها أنها "تقف مع النظام ضد (جماعات العنف) المقاتلة هناك"، وهي بهذا الإعلان وضعت الغرب وعلى رأسه الولاياتالمتحدة في موقف محرج، ذلك أن "الغرب وأمريكا لم يكن هدفهما إسقاط النظام في أية مرحلة من مراحل الصراع، بل إطالة الحرب بأية وسيلة لسنوات طويلة (..) لتتحول سورية بعدها إلى لا شيء، ومن ثم تسريب الفوضى التي تم إدخالها إلى الأرض السورية إلى أماكن أخرى مجاورة". وبلبنان، استأثر انفجار وقع أمس ببلدة متاخمة للحدود السورية وأسفر عن عدد من القتلى والجرحى، اهتمام الصحف اللبنانية، إذ كتبت صحيفة (السفير) أن الانفجار استهدف "هيئة علماء القلمون" في بلدة عرسال، مشيرة إلى أن ظروفه لم تتضح بشكل كامل، ولم تقدم أية جهة على تبنيه. وسجلت الصحيفة عدم صدور أي بيان، لحد الآن، من الجهات الأمنية الرسمية اللبنانية "حول هذا الحادث الأول من نوعه في الأشهر الثلاثة الأخيرة"، مشيرة إلى أن هوية من عرفوا من القتلى والجرحى يبين أنهم من مشايخ "هيئة القلمون" المقربين من "جبهة النصرة"، وهم، في معظمهم، على خلاف مستحكم مع تنظيم "الدولة الاسلامية" في عرسال والقلمون (سورية). أما صحيفة (الجمهورة)، فاعتبرت أن عرسال عادت إلى الواجهة، من جديد، عبر عملية استهدفت اجتماعا لهيئة علماء القلمون، أمس، ناقلة من مصدر أمني ترجيحه أن يكون تنظيم (داعش) وراء العملية. من جهتها، أشارت صحيفة (المستقبل) إلى تعدد الروايات حول طبيعة هذا الانفجار بين أنباء تتحدث عن انتحاري فجر نفسه عند مدخل مقر الهيئة، ومعلومات أخرى تؤكد أنه وقع نتيجة انفجار دراجة نارية مفخخة كانت مركونة بجانبه. غير أن الصحيفة قالت إن الثابت "وفق معطيات لمصدر أمني"، هو أن الانفجار دوى حين كانت الهيئة مجتمعة، مذكرة أن هذه الهيئة "كانت تبذل مساعي خير في ملف العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى (جبهة النصرة) بمبادرة ذاتية منها من دون تكليف رسمي من الدولة اللبنانية.