حازَ فيلم "أسيكل" للمخرج عزيز أوسايح، الجائزَة الكُبرى للدورة التاسعة لمهرجان "إسني نْ وورغ"، الذي أسْدلَ الستارُ على مسابقته الرسميّة مساء يوم الخميس، فيمَا عادتْ جائزة الفيلم القصير "La voix du silence"، ونالَ فيلم "Femme amazigh" جائزة الفيلم الوثائقي. وتميّزَ الحفل الختامي لمهرجان "إسني نْ وورْغ"، المنظم من طرف الجمعيّة الحاملة للاسم ذاته، بشراكة مع المجلس البلدي بمدينة أكادير، والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، (تميّز) بتكريم عُمْدة مدينة أكاديرَ السابق، الاتحادي طارق القباج. العُمْدة السابق لمدينة أكادير، الذي وقَفَ له الحضور وصفّقوا له طويلا، عبّرَ في كلمةٍ بمناسبة تكريمه، وهُوَ يتحدّث عن ذكرى المسيرة الخضراء، عنْ أمله في يسودَ التلاحُمُ بيْن شعوب البلدان المغاربيّة، قائلا: "داخلَ هذه القاعة يوجدُ جزائريون وتونسيون ومغاربة، وهذا الاندماج يجب أن يفعّل على أرض لواقع، لفتح الحدود المغلقة بين المغرب والجزائر". ونوَّه القباج بشباب جمعية "إسني نْ وورغ"، وقالَ مديرَ المهرجان، رشيد بوقسيم، وزميله رشيد موتشو، فعلا المستحيل لكيْ يستمرّ المهرجان، متسائلا عن السبب الذي جعلَ وزارة الثقافة لا تدعم مهرجان "إسني نْ وورغ"، وقال العمدة السابق لمدينة أكادير: "بدونِ إمكانيات مادّية لا يُمكن أن نفعل شيئا، ولا يمكن أن نتقدم إلى الأمام. في السياق نفْسه قالَ مدير مهرجان "إسني نْ وورغ"، رشيد بوقسيم: "المخرجون الأمازيغ ما زالوا ينتجونَ أفلامهم بإمكانياتهم الخاصّة، لأننا نحبّ هذا الوطن، وسنموت من أجله"، وأضاف بوقسيم متحدّثا عن النقطة التي أشارَ إليها القباج، والمتعلقة بدعم المهرجان: "ما زلنا ننتظر إجاباتٍ صريحة من وزارة الاتصال ووزارة الثقافة والمركز السينمائي المغربي". وأضاف بوقسيم أنّ الفيلم الأمازيغي يجبُ أن يتجاوزَ نطاقَ الأمازيغية، وأنْ يُنافسَ باقي الأفلام. وتطرّق المتحدّث إلى واقع اللغة الأمازيغية بعْد ترسيمها في دستور 2011، قائلا "ما تحقّق لحدّ الآن لا يكفي، ويجبُ أن تكونَ للسلطات المحليّة والمنتخبين الجُرأة لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، دون انتظار صدور القوانين التنظيمية المتعلقة بها". من جهته استغلَّ عُضو لجنة تحكيم الفيلم الوثائقي بمهرجان "إسني نْ وورغ"، محمد بَجلات، الكلمة التي ألقاها قُبيْل الإعلان عن اسم الفائز بالجائزة، ليوجّه توصية إلى السلطات المحلية والمنتخبين لدعم المهرجان، من أجل الرقيّ به إلى مستوى أفضل، قائلا: "صحيح أنّ السلطات المحلية والمنتخبين احتضنوا المهرجان، ولكنْ يجب أنْ تكونَ المكافآت والجوائز الموزّعة على الفائزين في مستوى طموح قاعة المهرجان". ويظهرُ جليّا ضُعْفُ الدعم الذي يتلقّاه مهرجان "إسني نْ وورغ" من خلال قيمة الجوائز الماليّة التي تلقّاها الفائزون في مختلف أصناف مسابقة المهرجان، إذْ لمْ يتعدَّ المبلغُ المالي الذي تضمّنه الشيك الذي حصلَ عليه عزيز أوسايح، مخرج فيلم "أسيكل" الفائز بالجائزة الكبرى للمهرجان 10 آلاف درهم، في حين تراوحت قيمة باقي الجوائز بين 3 آلاف درهم و 5 آلاف درهم.