فرض افتقار الجامعات القليلة في مدن الجنوب الشرقي للمغرب إلى بعض الشعب والمسالك، على الطلبة الذين يرغبون في إتمام دراستهم النزوح إلى المدن القريبة، مثل مكناس وأكادير وغيرها، ما أفضى إلى ظهور عوائق وحواجز يعاني منها طلبة هذه المناطق. يوسف تيتاو، الذي يبلغ من العمر 23 سنة، قدم من الجنوب الشرقي للبلاد، صوب مدينة مكناس منذ سنتين لإتمام دراسته بكلية الحقوق. وقال تيتاو: "إن معظم طلبة الجنوب الشرقي الذين يتابعون دراستهم بمختلف المدن يعانون كثيرا، خاصة الذين التحقوا للتو بالجامعة". واسترسل المتحدث ذاته قائلا: "إن معاناة الطالب تبتدئ منذ أن تطأ قدمه المدينة لأول مرة؛ فإيجاد محل للكراء يعتبر مطلباً صعب المنال، بالإضافة إلى العوائق التي تحيط به من مختلف الجوانب". الحصول على غرفة مشتركة بالحي الجامعي وصفه تيتاو ب"الأمر الصعب" قائلاً: "الحي الجامعي أسس خصيصا للطلبة المنحدرين من المناطق البعيدة، والعجيب أن هؤلاء الطلبة لا يحصلون على غرفة داخله إلا بشقّ الأنفس؛ نظرا للزبونية التي يتعاملُ بها المسؤلون". ومشكل السكن ليس وحده ما يواجه طلبة الجنوب الشرقي، بل هناك معيقات أخرى تصل بهم أحيانا إلى ترك مقعدهم داخل الكلية، ومن بينها المشاكل المادية. "هناك عدد كبير من الطلبة غير الممنوحين رغم حاجتهم الماسة إلى المنحة، الشيء الذي يجعلهم يلتحقون بالكلية أوقات الامتحانات فقط، أو ينسحبون منها نهائيا"، يورد يوسف. ويستطرد المتحدث مبرزا صراعات الطلبة مع الجهات المسؤولة عن المنح الجامعية: "عدد كبير من الطلبة والطالبات لا يتوصلون بالمنحة في أوقات صرفها، ما يثير غضبهم ويدفعهم إلى تنظيم وقفات احتجاجية متتالية، والدخول في صراعات هم في غنى عنها". وبمقربة من كلية العلوم بمنطقة تسمى "الزيتون"، التقينا خديجة، وهي طالبة في السنة الثانية، والتي كشفت حقيقة ما تتعرض له العديد من الطالبات، من "مضايقات وإغراءات، تأتي غالبا من أشخاص يبحثون عن إشباع رغباتهم الجنسية"، على حد تعبيرها. "منذ قدومي إلى هذه المدينة سنة 2013 وأنا أعيش ظروفا صعبة جدا؛ فبالإضافة إلى الوحدة والأكل غير الصحي الذي نقتات عليه بشكل دوري؛ نتعرض إلى مضايقات وإغراءات تصل أحيانا إلى درجة التهديد إن لم نرضخ لها"، تقول خديجة. المتحدثة ذاتها أفادت بأنها تعرضت رفقة زميلتها ذات ليلة شتاء من السنة الماضية؛ بإحدى محطات الحافلات، إلى تحرش جنسي مع عرض مغر جدا لممارسة علاقة جنسية، الشيء الذي استجابت له وصديقتها، بهدف "التجربة وكسب بعض المال"، على حد تعبيرها. وأكدت الطالبة بكلية العلوم بمدينة مكناس أنه "رغم المشاكل والعوائق التي يعيشها معظم طلبة الجنوب الشرقي، خاصة الجدد منهم؛ إلا أنهم يقاومون ولا يستسلمون لها، ويطمحون في غد أفضل من يومهم." *طالب صحافي