كشفت معطيات حديثة حول النوع الاجتماعي أن أزيد من نصف الرجال المغاربة لا يخصصون أي دقيقة من وقتهم للأعمال المنزلية، مقابل استئثار النساء بهذه المهمة بنسبة قاربت مائة في المائة. وأشارت المعطيات، التي قدمت بمناسبة مناقشة مشروع قانون المالية لسنة 2016، إلى "أن ما يقارب 95 في المائة من النساء المغربيات يخصصن يوميا 5 ساعات في المتوسط للأعمال المنزلية"، موضحة أن 45 في المائة من الرجال لا يخصصون سوى 43 دقيقة، في حين أن 57 في المائة لا يخصصون أي دقيقة للأمر. وفي هذا السياق، كشفت المعطيات الرسمية أن كلفة العمل التي تجمع مدة العمل المهني والمنزلي تقدر ب 6 ساعات و21 دقيقة للمرأة، و6 ساعات و8 دقائق للرجل، الذي يخصص وقتا مضاعفا بأربع مرات للعمل المهني، و7 مرات أقل من الوقت المخصص للعمل المنزلي مقارنة مع المرأة. وحول تطور استعمال الوقت لدى النساء، بين 1997 و2012، أظهرت الإحصائيات أن ترتيب أنشطة المرأة المغربية لم يعرف تغيرا خلال 15 سنة الأخيرة، مبرزة أن المرأة الحضرية تخصص 33 في المائة أكثر من وقتها للعمل المهني، في حين تخصص المرأة القروية 33 في المائة أقل. وفي هذا الصدد، انتقل الوقت المخصص للعمل المهني للمرأة من 3 ساعات و38 دقيقة إلى 5 ساعات و39 دقيقة بالنسبة للمرأة الأجيرة، ومن 3 ساعات و12 دقيقة إلى 3 ساعات و43 دقيقة بالنسبة للمساعدات العائليات. من جهة ثانية، أظهرت النتائج بخصوص تثمين العمل المنزلي أن اشتغال النساء يساهم بنسبة 21 في الثروة الوطنية، مؤكدة أن مساهمتهن في الناتج الداخلي الخام مع احتساب الخدمات المنزلية غير التسويقية ارتفعت إلى 39.7 في المائة، حسب السيناريو الأول، وإلى 49.3 في المائة حسب السيناريو الثاني. ويبلغ الفارق بين معدل التشغيل بين الرجال والنساء نسبا كبيرة، حيث يصل 65.3 في المائة، مقابل 22.6 في المائة، وهو ما يؤشر حسب المعطيات إلى غياب التكافؤ بين الجنسين، لكون حظوظ الرجال للحصول على شغل تفوق ثلاثة أضعاف حظوظ النساء. وحسب وسط الإقامة، فإن المعطيات المذكورة تشير إلى أن النسبة بين الرجال والنساء تظل في الوسط الحضري من حيث التشغيل ضعيفة، مقارنة بما هي عليه في الوسط القروي، مسجلة أن نسب التكافؤ بين الرجال والنساء في الوسط القروي ضعيفة بسبب نشاط النساء، مقارنة مع الرجال، لوجود صعوبات تواجهها النساء في ولوج سوق التشغيل. يذكر أنه، حسب البحث الوطني حول التشغيل للمندوبية السامية للتخطيط، يقدر عرض الشغل المقاس بعدد الساكنة النشيطة (15 سنة فما فوق) بما يناهز 11.8 مليون شخص سنة 2014، لا تمثل النساء فيها سوى 27.2 في المائة.