رُغم التطوّر الذي يشهده المجتمع المغربي، إلّا أنّ العلاقة بيْن الرجل والمرأة داخل البيوت المغربية ما زال يطغى عليها النموذج التقليدي، حيثُ يلعبُ الرجل دوْرَ مُعيل الأسرة وتلعب المرأة دور ربّة البيت. هذه الخُلاصة، توصّل إليها بحثٌ ميداني أنجزته المندوبية السامية للتخطيط، حول استعمال الزمن اليومي للمغاربة؛ البحث كشف أنّ الرّجل المغربي يخصّص للعمل المنزليّ 7 مرّات أقل مُقارنة مع المرأة. وبِلغة الأرقام، لا يتعدّى معدّل الوقت الذي يخصّصه 45 في المائة من الرجال المغاربة للعمل المنزلي 43 دقيقة في اليوم، وتغلب على الأنشطة التي يقوم بها الرجال الأنشطة المنزلية الخارجية، كالتسوّق. وبالمقارنة مع بعض الدول، فإنّ الوقت الذي يخصّصه الرّجل المغربي للعمل المنزلي أقلّ بثلاث مرّات من نظيره الفرنسي، ويقلّ، أيضا، عن الوقت الذي يخصّصه الرجل التونسي للعمل المنزلي بعشْر دقائق. في المقابل، تتحمّل المرأة المغربيّة العبْءَ الأكبر من لأشغال داخل البيت، إذْ تخصّص النساء للأنشطة المنزليّة زمنا يُضاعف 7 مرّات ما يُخصّصه لها الرجال. وهكذا تساهم 95 في المائة من النساء في الأنشطة المنزلية وتخصّص لها 5 ساعات يوميا، كمعدّل عامّ، ويصل المُعدّل في الوسط الحضري إلى 4 ساعات و 38 دقيقة، بينما يرتفع إلى 5 ساعات و 33 دقيقة في الوسط القروي. وتستأثر الأنشطة المنزلية المحضة، مثل الطبخ، الغسيل، النظافة... بحصّة الأسد من الزمن الذي تخصّصه المرأة المغربية للأنشطة المنزلية، ب4 ساعات و 33 دقيقة داخل البيت، في حين تشغل الأنشطة خارج البيت، مثل التسوق وأداء الفواتير، والمصالح الإدارية.. 27 دقيقة، وتهمّ، بالدرجة الأولى، ربّات البيوت. ويؤدّي تراكم الزمن المخصّص للأنشطة المهنية والأنشطة المنزلية – حسب بحث المندوبية السامية للتخطيط- إلى الرفع من مدّة العمل النسوي اليومي إلى 6 ساعات و 21 دقيقة، 79 في المائة منها مخصّصة للعمل المنزلي. وتأخذ طبيعة العلاقة بي الرجال والنساء في الأنشطة المنزلية وضعا معاكسا لما هو عليه الحال في الأنشطة المهنية، إذ يخصّص الرجل المغربي من زمنه اليومي المهني 4 مراتٍ مقارنة مع المرأة، فيما تخصّص المرأة زمنا للأنشطة المنزلية يضاعف 7 مرّات ما يخصصه الرجل.