طالب رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، إدريس اليزمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، بتقديم الاعتذار للمغاربة، وسحب توصية الهيئة التي يشرف عليه، بخصوص الدعوة إلى إعادة النظر في قواعد الإرث بما يتيح المساواة بين الجنسين، متهما غياه بإثارة الفتنة. وعلل بنكيران موقفه ذاك، ضمن حوار خص به قناة ميدي واحد تي في"، مساء أمس، بأن الإرث دين وليس سياسة، وبأن الله تعالى حسم الموضوع بقوله "يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين"، مستغربا كيف يأتي المجلس عند شعب مسلم متمسك بدينه، ويوصيه بالمساواة في الإرث بين الجنسين، رغم أن القرآن يقول "يوصيكم الله..". واستدرك رئيس الحكومة بأنه صحيح أن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أوقف حد السرقة في عام الرمادة، لكن الاجتهاد في الدين له ضوابطه، وأردف قائلا "إن كان اليزمي يريد أن يجتهد فليأت بالأدلة الشرعية المقبولة عند المسلمين، ويناقشه العلماء حينها، لكن أن يدعو هكذا بالمساواة بالإرث إنما يثير الفتنة". وردا على سؤال الصحفي بخصوص القبعة التي يتحدث فيها بنكيران، هل هي قبعة رئيس الحكومة، أم قبعة أمين عام حزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الإسلامية، شدد بنكيران على أنه يتكلم بقبعة الأمين العام للحزب، وأيضا كرئيس لحكومة المغرب التي رئيسها الملك أمير المؤمنين، في إطار دستور نص على أن المغرب بلد إسلامي". واعتبر بنكيران أن دعوة المجلس الوطني لحقوق الإنسان إلى إعمال المساواة بين الجنسين في أحكام الإرث التي حسم فيها الشرع، إنما هو مثل صب الزيت على النار في المجتمع، مطالبا اليزمي بأن يسحب "هذا الكلام" ويعتذر بشأنه، مكررا بأنه إن أراد الاجتهاد فليتناقش مع العلماء، لأن البلاد ليست خالية من العلماء والفقهاء". وردا على من يقول إن توصية المجلس الوطني لحقوق الإنسان بخصوص المساواة في قواعد الإرث بين الرجل والمرأة، إنما هو رأي وتوصية، أكد رئيس الحكومة بأنه إن أراد اليزمي إبداء رأي فليؤسس جريدة خاصة به، باعتبار أنه مسؤول عن هيئة من هيئات الدولة" وفق تعبيره. واستطرد بنكيران محتجا "إن كانوا لا يريدون هذا القرآن فليقولوها صراحة، وهو كلام الله الذي نعلمه أولادنا، ونقرأه في الصلوات والتراويح..، قبل أن يشدد على أن الذي يهم المغرب هو ضمان الاستقرار والطمأنينة، والحاجة التي يعتبرها صوابا هي التي سيقوم بها، ونحن شعب مؤمن".