قال رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، إنه شخص عادٍ داخل حزبه، وبأنه ليس ظاهرة سياسية كما يقول الكثيرون، وإنما لديه خصوصيات معينة، كما حقق منجزات سياسية، ما أهله ليتبوأ زعامة حزب "المصباح" وأيضا رئاسة الحكومة الحالية. وأوضح بنكيران، ضمن حوار خاص بثته مساء الخميس قناة ميدي آن تي في، وأجراه معه الزميل يوسف بلهيسي، بأنه لا يفكر في ولاية ثالثة كأمين عام لحزب العدالة والتنمية، وقال إن القرار يعود إلى أعضاء الحزب، باعتبار أن القانون الداخلي لا يسمح بذلك، غير أنه ترك الباب مواربا لأي احتمال. وأورد رئيس الحكومة بأن حزبه حقق قصب السبق في الانتخابات، وصوت عليه ملايين المغاربة، لأن المواطنين يفضلون من يقول لهم الحقيقة، ولا يبيع لهم الوهم، مضيفا أنه لم يلعب أدبا دور البطل الذي يستطيع أن "يثقب السقف"، قبل أن يردف قائلا "أنا رئيس لحكومة المملكة المغربية وليس بلدا آخر". وبخصوص مصطلح التحكم الذي يكاد أن يكون مفردة خاصة بحزب العدالة والتنمية، بين بنكيران أن التحكم لم يعد مصطلحا خاصا بحزبه فقط، بل تحدث عنه حزب الاستقلال أخيرا، ورفضه حزب التقدم والاشتراكية، وأثاره حزب الاتحاد الاشتراكي أيضا، قبل أن يشير إلى نتائج "الأصالة والمعاصرة" في انتخابات 2009. واسترسل بنكيران "الله أراد أن يحفظ المغرب بأزمة الربيع العربي التي كشفت التحكم في المغرب، وخرج الناس غاضبين يقصد حركة 20 فبراير ، ويشيرون إلى زعماء الحزب التحكمي، ملمحا إلى حزب "الجرار"، مستدركا بأن الأشخاص الذين لهم حظ من العقل غادروا الحزب". وتطرق الحوار مع رئيس السلطة التنفيذية إلى واقعة الخلاف بينه وبين عزيز أخنوش، وزير الفلاحة، بشأن موضوع الأمر بالصرف في صندوق التنمية الفلاحية، فقال بنكيران إنه حسم الجدل مبكرا، لكونه لا يرغب في الاصطدام به"، قبل أن يعترف أن الأزمة كانت الأكثر حرجا للحكومة منذ تعيينها". وزاد رئيس الحكومة قائلا "هل تريدون أن أمون بطل الوغى حتى أتعارك مع أخنوش أو غيره، فالسياسة هي أساسا تدبير الإكراهات، والحكومة لا تجلس في قاعة تقرع حولها الكؤوس وتدار القيان، وفق تعبيره، مشددا على أنه ليس هناك أسوء من وجود وزير محبط لا يملك ثقة رئيس الحكومة". وعاد بنكيران إلى غريمه اللدود، حزب الأصالة والمعاصرة، الذي أثار اسمه غير ما مرة خلال الحوار التلفزي ذاته، وقال بشأنه إن المغرب كاد يصل إلى كارثة بسبب سياسة التحكم التي ينهجها هذا الحزب، بحسبه، مستدركا بأن في الحزب مغاربة، ومشكلته ليست مع الحزب في حد ذاته، بل مع أسلوب التحكم. وضرب الأمين العام لحزب "المصباح" مثالا لتحكم "الجرار" بإلياس العماري، الذي تساءل عن كيفية حصوله على رئاسة جهة طنجةتطوان، معتبرا أن ما حصل عليه كان نتيجة ضغوطات وربما أشياء أخرى لم يحددها بنكيران، كما أثار اسم حكيم بنشماش، رئيس مجلس المستشارين، وشكك في فوزه سياسيا، بينما أقر له بذلك قانونينا " على حد قوله. ولم يفوت بنكيران الفرصة ليتهم العماري بأنه يثير الفتنة في البلاد، بعد أن صرح بأنه لن يدفع فاتورة الماء والكهرباء لشركة التدبير المفوض في طنجة "أمانديس"، واعتبر ضيف القناة أن ذلك إثارة للفتنة بين السكان، وسلوك غير مقبول من طرف مسوؤل عليه أن يساهم على حل المشكلة". وكشف بنكيران أن عائلته تخشى عليه بعد أن صار رئيسا للحكومة في مواجهاته الكثيرة، دون أن يوضح ماهية هذا التخوف وطبيعته، وقال إن عائلتي تخاف علي "في جميع الاتجاهات"، فهذه سياسة وليست لعبا" على حد تعبيره، مردفا أن يجيب أسرته بأنه "لا داعي للخوف مادام لا يمد يده للمال العام، ولا يقع في المعاصي".