نشرت جريدة "الغارديان" البريطانية نتائج دراسة قام بها معهد "ماساتشوتيس" للتقنيات التكنولوجية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، كشفت أن العالم سيشهد ارتفاعا لدرجات الحرارة خلال السنوات المقبلة، وستصل إلى أعلى مستوياتها في بلدان الشرق الأوسط، وخاصة الخليجية منها. الدراسة الأمريكية حذرت من أن ارتفاع درجات الحرارة سيصل نهاية القرن القادم إلى أعلى مستوياته، إذا لم تتخذ بعض الإجراءات المتعلقة بتقليص الاحتباس الحراري، وانبعاث الغازات، داعية إلى تخفيض انبعاث غاز الكربون من أجل التقليل من ارتفاع درجة حرارة الأرض. وكتب آن جيرمي بال والسوداني الفاتح الطاهر، الباحثان اللذان أشرفا على هذه الدراسة، من معهد "ماساتشوتيس" للتكنولوجيا، في مجلة "Nature"، أن "النتائج أكدت أن منطقة معينة ستتعرض لتغيير مناخي مع عدم مراعاة تقليل انبعاث الكربون فيها، ما سيؤثر بشدة على سكانها في المستقبل"، وشددا على أن "المناخ سيكون في العديد من دول الخليج كما هو اليوم في صحراء عفار بالقرن الأفريقي من البحر الأحمر، وهي منطقة غير مأهولة على الإطلاق؛ ولكن الدراسات تظهر أن خفض انبعاث الغازات يمكن أن يجنبنا ذلك المصير". بدوره أكد جيريمي بال، الأستاذ في جامعة لويولا ماريمونت في لوس أنجيليس الأمريكية، أن "الإنسان الطبيعي يحتفظ جسده بمعدل حرارة يبلغ 37 درجة مئوية، بينما تبلغ درجة حرارة الجلد أقل من ذلك بقليل، والفارق في درجة الحرارة يسمح لنا بالتخلص من الحرارة الزائدة عن حاجة الجسم، خاصة في الأجواء الرطبة"، مردفا: "عندما تصل درجة حرارة الجو إلى حد معين، مصحوبا بمعدل مرتفع من الرطوبة، يصبح الجسم البشري غير قادر على التبريد، وتزداد درجة حرارته أكثر". وحذرت الدراسة من احتمال حدوث ذلك إذا تزامنت ظاهرتا تخطي معدل الرطوبة نسبة 50 في المائة، وزيادة درجة الحرارة عن 46 درجة مئوية، أو في حالات أخرى تقل فيها نسبة الرطوبة قليلا، مقابل زيادة قليلة في درجات الحرارة في المقابل ذلك، كما كشفت أن الدول الغنية بالنفط أحبطت عدة مرات المفاوضات الدولية حول تغيير المناخ؛ مما جعلها تعاني خلال هذه السنة من واحدة من أسوأ الموجات الحرارية التي تجاوزت 50 درجة مئوية، وأودت بحياة عدد كبير من الضحايا. واستندت الدراسة إلى قياس مؤشرات للمناخ عبر عدد من الأجهزة، إذ تم التوصل إلى أن المعدلات الكبيرة على مؤشر WBT ستبدأ في الظهور بشكل متكرر كل عقد أو عقدين، ابتداء من العام 2070 على طول ساحل الخليج، إذا لم تتم السيطرة على ظاهرة الاحتباس الحراري. وباستخدام المعطيات الحرارية الحالية، فإن الدرجة المتوقعة على مؤشر WBT لن تقل في بعض دول الخليج عن 45، بينما ستصل في بعض الأماكن كالكويت إلى 60 درجة.