توقع علماء بريطانيون، جفاف نحو ربع الأراضي في العالم، إذا زادت درجة حرارة الأرض أكثر من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الحقبة الصناعية. الدراسة أجراها باحثون بجامعة إيست أنجليا البريطانية، ونشروا نتائجها، الإثنين، في دورية (Nature Climate Change) العلمية. وتوصلت الحكومات في قمة باريس للمناخ التي عقدت في ديسمبر 2016 على أشمل خطة حتى الآن للتحول عن استخدام الوقود الحفري، وحددوا هدفًا بالحد من زيادة حرارة الأرض إلى أقل من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الحقبة الصناعية. ويهدف اتفاق باريس للمناخ إلى تثبيت مستوى ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية عند درجة ونصف إلى الدرجتين مئوية بنهاية القرن الحالي. واعتبر الباحثون البريطانيون، في دراستهم الجديدة، أن الحد من ظاهرة الاحترار العالمي، إلى أقل من 1.5 درجة مئوية، من شأنه أن يقلل بشكل كبير من خطر التصحر والجفاف والحرائق على كوكب الأرض. وللوصول إلى نتائج الدراسة، درس الباحثون توقعات 27 نموذجًا مناخيًا عالميًا لتحديد مناطق العالم التي يتغير فيها الجفاف بشكل كبير مقارنة بالتغيرات التي تشهدها هذه البلدان من سنة إلى أخرى. ورصد الباحثون تأثيرات ارتفاع درجة حرارة الأرض أكثر من درجتين مئويتين على الأراضي الزراعية والمياه والتنوع البيولوجي. وأظهرت الدراسة أن التصحر سيظهر في حوالي 20 إلى 30% من سطح اليابسة في العالم، عندما يبلغ متوسط التغير في درجة الحرارة العالمية أكثر من درجتين مئويتين. وأشارت إلى أن أكثر المناطق تضررًا من ارتفاع درجات الحرارة هي جنوب شرق آسيا وجنوب أوروبا والجنوب الإفريقي وأمريكا الوسطى وجنوبأستراليا. في المقابل، فإن ثلثي المناطق التي قد تتضرر من ارتفاع درجة الحرارة إلى درجتين مئويتين يمكن أن ننقذها إذا اقتصر الارتفاع على 1.5 درجة مئوية فقط. وقال الدكتور تشانغ-يوي بارك أحد المشاركين في الدراسة إن الجفاف تهديد خطير، لأنه يمكن أن يؤثر على مجالات مثل الزراعة ونوعية المياه والتنوع البيولوجي". وأضاف أن الجفاف يمكن أن يؤدي أيضًا إلى المزيد من التصحر والحرائق على غرار حرائق الغابات التي اندلعت في جميع أنحاء ولاية كاليفورنيا الأمريكية مؤخرًا. فيما قال الدكتور سو - جونغ جيونغ أحد المشاركين في الدراسة إنه يمكن تقليل ارتفاع درجة حرارة الأرض عن طريق الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، من أجل الحفاظ على درجات الحرارة عند مستوى دون درجتين مئويتين، لتقليل احتمال حدوث جفاف كبير في أجزاء كثيرة من العالم. وعامة، بدأت درجة حرارة الأرض في الارتفاع منذ نهاية ستينيات القرن الماضي، وهي ظاهرة يرجعها مختصون إلى انبعاث الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.