ما تزال عملية البحث عن طاقم مروحية "Super Puma"، التابعة للجيش الإسباني والمتحطمة بسواحل مدينة الداخلة، مستمرة؛ وذلك بعدما تأسفت وزارة الدفاع الإسباني عن "التعتيم الإعلامي" الذي رافق الحادثة، لاسيما أنها أصدرت بيانا صحفيا، في وقت سابق، تؤكد فيه إنقاذ حياة ثلاثة عساكر إسبان من رتب نقيب وملازم أول ورقيب، بناء على "المعلومات غير الصحيحة الواردة من المغرب". وأوردت صحيفة "إلكونفدنسيال" الإسبانية أن العلاقات الثنائية بين المغرب والجارة الشمالية، بخصوص التعاون العسكري، قد تأثرت بسبب الموقف الذي أبانت عنه الرباط بعد واقعة تحطم المروحية الإسبانية، على بعد 280 ميلا بحريا من القاعدة العسكرية "غاندو" بأرخبيل الكناري، وأضافت أن "المعلومة الخاطئة للدورية المغربية خلفت غضبا لدى قيادات الجهاز العسكري الجوي الإسباني". الصحيفة تابعت ضمن مقالها المعنون: "السلوك غير العادل للمغرب في إنقاذ الجنود الإسبان الثلاثة"، أن وزارة الدفاع أعطت المصداقية الكاملة للخبر الوارد من المملكة، وسارعت إلى تهنئة السلطات العسكرية المغربية عما قامت به عبر مواقعها بشبكات التواصل الاجتماعي، دون التأكد من صحة المعلومة التي توصل بها الحرس المدني عبر "الفاكس"، وأيضا على لسان سفير مدريدبالرباط. وأكدت مصادر خاصة للمنبر الإعلامي الإسباني ذاته أن "المغرب قدم اعتذاره من خلال رسالة كتابية عبر فيها عن الإزعاج الذي تسبب فيه دون تقديم مزيدا من التوضيحات بهذا الشأن"، كما علقت على التحرك المغربي بالقول إن "التعاون الحاصل كان فقط شفهيا"، وعبرت عن استنكارها لما أسمته "المشاركة الضعيفة" للمغرب في أعمال البحث عن المفقودين الثلاث بعرض سواحل المحيط الأطلسي. ووفق تصريحات المصادر ذاتها، الراغبة في عدم الكشف عن هويتها،ل"El Confidencial"، فإن "السلطات العسكرية المغربية استخدمت التحايل حين طلب منها تقديم الوسائل اللوجيستيكية للمساعدة في مهمة الإنقاذ رفقة البحرية الإسبانية التي استعانت بطائرات تقوم بعمليات تمشيط فوق مياه المحيط، كما قامت بإرسال غواصين وسفينة إلكامينو إسبانيول العسكرية في ظل الأحوال الجوية السيئة". واستطردت أن "المغرب حاول إعطاء طابع سياسي لحادثة تحطم مروحية (سوبر بوما) بسبب قضية الصحراء، وذلك للصعوبة التي تواجهها القوارب للوصول إلى ميناء مدينة الداخلة، بأراضي الصحراء الخارجة عن السيطرة المغربية"، وفق تعبيرها؛ مردفة أن "ما حصل لم يخلف اندهاشا، وليست هذه هي المرة الأولى التي تستغل فيها القوات العسكرية المغربية مثل هذه الوقائع للطعن". مصدر من داخل الجيش الجوي الإسباني قال إن "المغرب يتوفر على ثلاث طائرات بدون طيار، لكنه رفض استعمالها في عمليات التمشيط بدعوى أنه لا يتوفر على هذه الآليات العسكرية، وهذا كذب، هم فقط يتحايلون علينا"، مضيفا أن "هذا الصنف من الطائرات بدون طاقم يتوفر على نظام بحث حديث للقيام بعليات الإنقاذ في البحر، وقادر على كشف مكان تواجد الأشخاص على بعد مسافات طويلة".