أية مقاربة إنه لطريق محفوف بالمتاهات ، والأشواك والألغام .. أن نشرع في مسيرة بحث عن ثمة علاقة بين إسرائيل ؛ بأجهزتها الاستخباراتية في اقتحام أعتى الشبكات الإعلامية في العالم ؛ وبين داعش أو بالأحرى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ؛ الذي أخذت رقعته الجغرافية في التوسع ، وشوكته العسكرية والميدانية ، تزداد تغولا وتعاظما ... أية مداخل لبناء مقاربة من هذا القبيل ؟ سنعمد ؛ في البداية ؛ إلى استقراء الصحافة العبرية نفسها ، وكيف تنظر إلى هذه العلاقة ... وكيف يتم توصيفها ؟ هل هناك عدائية أو حميمية متسترة ؟؟ ثم نعرج على بعض التقارير الدولية كتقرير الأممالمتحدة ؛ في مسحه للنزاعات الإقليمية والدولية ، ووقوفه إزاء التنظيمات المسلحة كداعش .. الإعلام المحايد عملة مفقودة بالكاد إننا نعيش زمانا ؛ أصبح فيه كل شيء مخترقا ؛ بما فيه الميديا التي وجد فيها الاستراتيجيون ، ودهاقنة الاستخبارات العالمية ؛ مدخلا إلى تشكيل الآراء والمواقف ، لدى الأفراد والمجتمعات .. ومن ثم تحويل أنظار العالم عن حقيقة العلاقات الدولية ، والنوايا ، ولبسها بأخرى ؛ تخدم غرضا استراتيجيا بعيد المدى ؛ مثل النزاعات والحروب والتطاحنات العسكرية الدائرة بين التنظيمات الإسلامية المتطرفة ، وأهداف التحالفات العسكرية ؛ سواء في سوريا أو اليمن أو غيرهما .. وما هي حقيقة داعش ؟.. وأية خيوط تربطها بالموساد وإسرائيل ..؟ حتى التحليلات الإعلامية أو العسكرية المعتمدة ؛ هي الأخرى ؛ تدور في فلك قوى عظمى ، أو تصب في تيارات استخباراتية ما ، مما يحجب الرؤية عن الواقع الميداني كما هو .. فقد نجد جهازا إعلاميا يسوق صورة حية لمشهد دموي جراء حادث إصابة إسرائيلي بطعنة سكين من مواطن فلسطيني ، ليوظفه جهاز إعلامي مضاد ؛ من واجهة أخرى ؛ في صورة إطلاق الرصاص الحي على فلسطيني ؛ أبى أن يرضخ لأوامر كوماندو إسرائيلي ! .. وبالتالي فوسائل الإعلام ؛ في هذه الدول ؛ لا تسمح بتسويق أية قصاصة أو شريط فيديو ... إلا إذا كان يتوافق مع مواقفها السياسية . داعش في الإعلام العبري تكاد جل كبريات الصحف الإسرائيلية ، تجمع على وجود علاقة ؛ ولو مبطنة ؛ بين إسرائيل ، وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام " داعش " .. فقد أكدت تقارير محللين سياسيين إسرائيليين ، " ...على أن هناك عداء من قبل سورياوإيران ، يشكل تهديدا مباشرا لإسرائيل ، وأن دعم إسرائيل لداعش ؛ يصب في اتجاه مقاومة هذه الأخيرة للدولتين .. وتحييد دول إيران في المنطقة .. وأن هذا الدعم يشمل أيضا العربية السعودية ، وتركيا ، والولاياتالمتحدةالأمريكية .. إلا أن خزائن داعش ، تكاد تخلو من أموال السعودية ... ففي تمويلها الذاتي تعتمد على البغاء ، والعبودية ، والنفط .. " تقرير أممي يكشف المستور ويكشف تقرير جديد صادر عن الأممالمتحدة .. " ..أن قوات الدفاع الإسرائيلي لها اتصالات منتظمة بأعضاء في تنظيم داعش ، منذ مايو 2013 .. " ، كما كشف هذا التقرير " .. عن حفاظ جيش الدفاع الإسرائيلي على علاقات مباشرة مع تنظيم داعش ؛ تهم تقديم الرعاية الطبية للمقاتلين لهذا الأخير .." تنظيم الدولة الإسلامية يوضح .. استجابت الدولة الإسلامية " داعش " للنقاد الذين تساءلوا : " ... لماذا لم يقم زعيمها البغدادي بدعم حركة المقاومة الإسلامية " حماس " في قتالها ضد إسرائيل ..؟ " وفي بيان للمتحدث بإسم المجموعة " نوسيري نضال " ... " .. إن قهر بيت المقدس ، وتدمير دولة إسرائيل أمر أساسي لمجموعة "جهاد" ، أو الحرب المقدسة .." ، بيد أنه أشار إلى أن داعش اتخذ " ...نهجا منتظما في حملته ، وأوجز " .. ست مراحل محددة ن وقال : " .. إنه يلزم الوفاء بها قبل الحديث عن إسرائيل .." ، منها " .. بناء قاعدة ثابتة لإقامة دولة إسلامية في العراق ، واستخدامها كنقطة انطلاق لشن الحرب على سوريا ، ولبنان .." ، ولكنه قال : " ... إن عددا من معايير أخرى ؛ ما زال يتعين الالتزام بها ، قبل تحدي إسرائيل مباشرة ... من بينها الولاياتالمتحدة ؛ الحليف الأكبر لإسرائيل ؛ بحاجة إلى إضعافها سياسيا ، واقتصاديا ؛ عن طريق شن هجمات على البر الرئيسي الأمريكي ، فضلا عن استهداف المصالح الأمريكية في البلدان الإسلامية ... بالإضافة إلى ذلك أن داعش بحاجة إلى توسيع حدودها لتشمل سوريا الكبرى ( العراقوسوريا ، ولبنان ، والأردن ، وغزة ) " ، وقال " ... سنكون هذه الدولة .. بعدئذ ، سنتوجه إلى إسرائيل .." مشروع إسرائيل الكبرى داعش ؛ تشتغل على مخطط للموساد ، ووكالة المخابرات المركزية CIA لخلق إسرائيل الكبرى . هذا المخطط ؛ وفقا للجنرال الأمريكي ؛ كلارك ويسلي Wesly Clark في مقابلة مع مؤسسة Amy Goodman يوم 2 مارس 2007 وضح الجنرال " ... إن إدارة بوش تخطط لإخراج البلدان السبعة في خمس سنوات : العراق ، سوريا ، لبنان ، الصومال السودان ، إيران .." كما تحدث المحلل الأمريكي كيفين باريت Barit Kifen ؛ المتخصص في الدراسات الإسلامية عن مفاجأة مدوية ؛ مفادها أن تنظيم داعش " .. هو صنيعة إسرائيل ؛ يقاتل بالنيابة عنها من أجل القضاء على حركات المقاومة المعادية لها في المنطقة ، وإشاعة الفوضى في الدول العربية ..." ، ونقل موقع فيتراس توداي الأمريكي Vitras Today؛ في تقرير له " ... إن المذابح التي ينفذها داعش مشابهة للمذابح التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في حق الفلسطينيين ..." ، وتابع الموقع " ... إن داعش هو جيش من المرتزقة تابع لإسرائيل ، وتستقبل مستشفيات إسرائيل أيضا جرحى التنظيم المصابين في سوريا .." داعش وأخواتها لاستنزاف الطاقات والموارد في حين تذهب آخر التحليلات ، والتخمينات ؛ تبعا لتمركز قوات داعش والتنظيمات الأخرى ؛ أن هذه الأولى صنيعة دول عظمى ؛ بما فيها الولاياتالمتحدةالأمريكية وحليفتها الأولى إسرائيل ؛ في شكل مخطط استراتيجي ... لإنهاك قدرات الدول المجاورة ، واستنزاف طاقاتها ومواردها في كل من دول الخليج ، والعراق ، والشام ، ودول بشمال إفريقيا ... كما هو ؛ في آن واحد ؛ لدى الشركات العملاقة متعددة الجنسيات والعابرة للقارات في مجالي النفط والأسلحة ؛ بمثابة قوة ضاغطة ، لتحريك شهية الدول والتنظيمات ، والجماعات الإرهابية لمزيد من سفك الدماء ، واقتناء مزيد من الأسلحة ..