انطلقت مسيرات ضخمة من مختلف الأحياء الشعبية بطنجة، ابتداءً من الساعة الثامنة من مساء أمس، مرددة شعارات منددة بالغلاء الشديد لفواتير "أمانديس" الأخيرة، ومُطالبة برحيلها في أسرع وقت. جميع المسيرات توحدت في مسيرة واحدة بساحة الأمم التي لم تتسع لآلاف المحتجين، ليمتد طولها إلى منطقة ساحة فرنسا (سور المعكازين)، مالئة بذلك شارع "البوليبار" الرئيسي بشكل كامل، كما رددت عشرات الشعارات المنددة والمستنجدة، على غرار "أمانديس تمشي فحالا.. طنجة ماشي ديالا"، "يا ملك الفقرا.. عتقنا م الشفارا"، "أونو، دوس، طريس.. فْويرا أمانديس". وتميّزت المسيرات بانخراط نساء وأطفال فيها بشكل كبير، خصوصا منها تلك التي انطلقت من حيّ بير الشفا، الذي شهد، في وقت سابق، وقفات خاصّة نظمتها نساءٌ فقط. كما تحولت المسيرات عند التقائها إلى تجمعات تنوعت فيها وسائل الاحتجاج، بين شعارات وأغان وأهازيج، وذلك على طول شارع البوليبار الذي غصّ بالمحتجين. وحرص منظمو المسيرات على الحفاظ على سلميتها من خلال الشعارات التي تم ترديدها، من جهة، على غرار "سلمية سلمية.. مطالب شعبية"، ومن خلال ردع أي حالة شغب أو محاولة تكسير أو تخريب ممتلكات عامة من طرف مؤطرين ومنظمين متطوعين، من جهة أخرى، ولم يتم تسجيل أي حالة شغب أو انفلات ملحوظ. وبعد ساعتين تقريبا من الاحتجاجات المتواصلة، بدأت المسيرات تتفرق تدريجيا عائدة إلى الأحياء التي انطلقت منها دون التخلي عن ترديد الشعارات المؤكدة على مواصلة الاحتجاج في قادم الأيام. إلى ذلك، قام، صباح السبت، مستشارون جماعيون، ينتمون إلى مقاطعة السواني خصوصا، بجولة شملت عددا من الأحياء بهدف شرح القراريْن الأخيرين المشتركين بين المجلس الجماعي وأمانديس للساكنة، والهادفين إلى تخفيض الفواتير عن طريق تخفيض قيمة الأشطر بالنسبة للعدادات المشتركة، وفوترة مبلغ ثابت حُدّد في 100 درهم لمدة 8 أشهر بالنسبة للطابقين الأولين، و25 شهرا بالنسبة للطابق الثالث فما فوق.