عادت أحياء وشوارع بلدية القليعة، الواقعة بتراب عمالة إنزكان آيت ملول، لتغرق مرة أخرى وسط مياه الأمطار، انضافت إليها الأوحال وسط الشارع الرئيسي المخترق لمركزها والمحسوب على الطريق الجهوية رقم 105، الرابط بين أكادير وتافراوت، ما تسبب في متاعب كبيرة لمستعملي المحور الطرقي ولساكنة البلدية. تَشكُّل البرك المائية بالشارع الرئيسي بالقليعة ظل مألوفا مع كل موسم تهاطل الأمطار، نظرا لغياب قنوات لتصريف المياه المتراكمة، ما يخنق حركة المرور، ويحوِّل أرصفة الشارع إلى مصدر معاناة الراجلين وسائقي الدراجات النارية والعادية، دون أن تستطيع التدخلات الموسمية "الترقيعية" تجاوز الوضع. وتضطر المصالح المختصة التابعة لهذه الجماعة الحضرية إلى الاستعانة بمضخات ل "امتصاص" مياه البرك وتحويلها عبر شاحنات صهريجية إلى خارج المركز، غير أن الساكنة المحلية ترى في ذلك حلولا ترقيعية ليس إلا، نظرا لتكرار المشهد ذاته كل سنة، وغياب تدابير استباقية للحيلولة دون السقوط في المطبات ذاتها. ومما زاد الطينة بلة، يقول لحسن، الفاعل الجمعوي بالمنطقة، ما خلفته الأشغال المتوقفة لمشروع تمرير قنوات الصرف الصحي من أتربة، حولتها الأمطار الأخيرة إلى أوحال بالكاد يتم عبورها، مضيفا أن ذلك حوَّل "القليعة" إلى برك آسنة تتضرر معها العربات والمارة، وضمنهم تلاميذ المؤسسات التعليمية الذين يصلون إلى فصولهم وحالاتهم يرثى لها. سعيد، القاطن بحي "بوتان"، قال، ضمن إفادة لهسبريس، إن أشغال بناء قنوات الصرف الصحي تتم بعشوائية كبيرة، ويتم رمي الأتربة وسط الشوارع والأزقة غير المهيأة، متسببة في إغلاقها، ما يجعل عملية التنقل عبرها مستحيلة، ناهيك عن مخلفات الأمطار الأخيرة، حيث اخترقت مياهها المدينة، ووجدت من مخلفات الأشغال البيئة المناسبة، حيث امتزجت بالأتربة مخلفة أوحالا متراكمة بصمت بلونها الأحمر ثياب الساكنة وأحذيتها، يورد المتحدث. وفي الوقت الذي تُعلق فيه الساكنة آمالا كبيرة على المجلس الجماعي المُنتخب حديثا، فقد عبرت، في تصريحات متطابقة لهسبريس، عن امتعاضها جراء تفاقم معاناتها مع تحول الأحياء والشوارع إلى مستنقعات للمياه والأوحال تُعرقل السير والجولان، وتجعل الولوج إلى المنازل وقطع الطريق أمرا محفوفا بمخاطر عدة. وتدعو، بالمناسبة، إلى التحلي بالشجاعة لتجاوز المشكل القائم، الذي انضاف إلى سلسلة القضايا الأمنية والاجتماعية والاقتصادية التي ترزح تحت وطأتها هذه الرقعة من عمالة إنزكان آيت ملول.