استعد المحتجون الشيعة لمواصلة المظاهرات في العاصمة البحرينية المنامة بعد يوم من الاحتجاجات التي قتل فيها رجل في اشتباكات مع الشرطة أثناء تشييع جنازة متظاهر آخر قتل بالرصاص في اليوم السابق. وأثار حادث القتل بعد "يوم الغضب" أول أمس الاثنين احتمال وقوع مزيد من الاشتباكات بين الغالبية الشيعية في البحرين وقوات الامن السنية المدعومة من أسرة ال خليفة الحاكمة. وقال ناجي عبد الكريم بينما أقام محتجون اخرون خيمة كبيرة على العشب في دوار اللؤلؤ "سنبقى الى ان تجد الحكومة حلا لشعب البحرين." وتوجد خيام اخرى ووزع ناشطون أغطية وأطعمة ومياه. وقال المحتجون ان احدى الخيام ستقدم خدمات طبية. وجمع اخرون القمامة وساعدوا في تنظيم حركة المرور. وقال عبد الكريم في إشارة الى الاحتجاجات التي أدت الى سقوط الرئيس المصري حسني مبارك "قد يكون هذا ميدان تحرير. هذا الميدان في قلب البحرين الان." وتتهم جمعية الوفاق الوطني الاسلامية الشيعية المعارضة الحكومة بالتمييز ضد الشيعة واهمالهم وقاطعت البرلمان. وردد المشاركون في تشييع الجثمان هتافات مناوئة للحكومة مستلهمين الاحتجاجات التي أطاحت برئيسي مصر وتونس. وهتف المحتجون "الشعب يريد اسقاط النظام". وقال محتجون ان مطلبهم الاساسي هو استقالة رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان ال خليفة الذي يتولى منصبه منذ الاستقلال عام 1971 . وهو عم الملك حمد بن عيسى ال خليفة ويعتقد انه يمتلك مساحات كبيرة من الاراضي وينظر اليه على انه رمز لثروة الاسرة الحاكمة. وقال علي وهو محتج عمره 49 عاما رفض ذكر اسمه بالكامل "المحتجون لا يريدون الاطاحة بالاسرة الحاكمة وانما وضع نهاية لهذه الحكومة ولرئيس الوزراء." ويقول المحتجون انهم يطالبون أيضا بالافراج عن السجناء السياسيين - وهو ما قالت الحكومة في وقت سابق انها ستفعله - واعداد دستور جديد. وقال محتج اخر من قرية كرزكان الشيعية المضطربة التي تشهد العديد من الاحتجاجات والاشتباكات "نحتاج الى حكومة من الشعب وليس فقط من اسرة ال خليفة." ومن بين الاسباب الرئيسية للاستياء البالغ بين الشيعة في البحرين الفقر وارتفاع معدلات البطالة ومحاولات الحكومة منح السنة من خارج البلاد الجنسية لتغيير التركيبة السكانية. ونحو نصف تعداد السكان البالغ 1.3 مليون نسمة بحرينيون والباقي من العاملين الاجانب. ومعظم المواطنين من الشيعة. وقال شهود ان الاشتباكات وقعت حين تحرك نحو 2000 شخص من مستشفى حاملين جثمان المحتج علي المشيمع عبر ازقة ضيقة لقرى شيعية تحيط بالعاصمة المنامة متجهين الى منزله حيث يجري غسل المتوفى. وحثت منظمة العفو الدولية السلطات البحرينية على اجراء تحقيق شامل فيما حدث وتنحية الشرطة المتورطة في اطلاق الرصاص وتوضيح للشرطة ان الافراط في استخدام القوة لم يلق تسامحا. ويقول محللون ان تنظيم احتجاجات ضخمة في البحرين قد يشجع أيضا الاقلية الشيعية المهمشة في المملكة العربية السعودية المجاورة. وعبر عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى ال خليفة عن تعازيه لوفاة " اثنين من أبنائنا الاعزاء" وامر بتشكيل لجنة خاصة لمعرفة الاسباب التي أدت الى "تلك الاحداث المؤسفة". وقال "وسوف نطلب من السلطة التشريعية الموقرة النظر في هذه الظاهرة واقتراح التشريعات اللازمة لعلاجها بما ينفع الوطن والمواطن." وفي مؤشر على قلق المستثمرين بشأن الاضطرابات قالت مؤسسة ماركت للمعلومات المالية ان قيمة التأمين على الديون السيادية للبحرين لمدة خمسة أعوام زادت الى أعلى مستوى منذ أغسطس اب عام 2009 بمقدار 12 نقطة أساس. وقتل المشيمع (22 عاما) بالرصاص يوم الاثنين في مصادمات في قرية الديه اثناء فض قوات الامن احتجاجات في مناطق شيعية بالمملكة. وفي محاولة لتجنب تفاقم مشاعر السخط لدى الشيعة أعلنت البحرين صرف ألف دينار (2650 دولارا) لكل اسرة بحرينية قبل احتجاجات 14 فبراير شباط. لكن بعض المحتجين قالوا ان تقديم مبالغ مالية ليس حلا. وقال محتج يدعى علي من قرية شيعية "لا تطعمني بل اعطني حريتي وأنا بامكاني ان أطعم نفسي." واعلنت البحرين انها ستنفق 417 مليون دولار اضافي على بنود اجتماعية من بينها دعم الغذاء متراجعة عن محاولات تهيئة المواطنين لخفض الدعم.