اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الاثنين، بجملة من المواضيع، كان أبرزها زيارة المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، لتركيا، والاعتداء على سياسية ألمانية تدعم اللاجئين في ألمانيا، ونتائج الانتخابات التي جرت في سويسرا، إضافة إلى عدد من المواضيع المحلية والدولية. ففي بلجيكا، اهتمت الصحف بزيارة المستشارة الألمانية ميركل لتركيا، التي تندرج في إطار بحث أزمة اللجوء التي تشهدها أوروبا. فتحت عنوان ''ميركل تتودد للحكومة التركية''، كتبت صحيفة (لوسوار) أن المستشارة الألمانية زارت، أمس الأحد تركيا، "بوابة الدخول إلى أوروبا'' للتفاوض على خطة للحد من أزمة اللاجئين. وسجلت الصحيفة أن تركيا تستقبل 2.5 مليون من السوريين والعراقيين، وأغلبهم يرغبون في مواصلة طريقهم إلى أوروبا، مشيرة إلى أن أوروبا تتوقع من أنقرة "الاحتفاظ بهؤلاء اللاجئين لديها بالقوة من خلال رصد أفضل لحدودها، والقيام بإدراج اللاجئين السياسيين والاقتصاديين في مراكز مخصصة لذلك (...) وتسهيل اندماجهم في المجتمع التركي". ومن جهتها ذكرت صحيفة (لا ليبر بلجيك) بأن أنقرة وصفت الخطة الأوروبية الخاصة بمساعدتها على مواجهة أزمة اللاجئين والتي لا تتعدى مليار أورو ب"غير المقبولة"، لأن تمويل استقبال اللاجئين في السنة الأولى، بحسب مسؤولي أنقرة، يتطلب على الأقل ثلاثة مليارات أورو. وقالت الصحيفة إن الأوروبيين يأملون في أن تستقبل أنقرة المزيد من اللاجئين وتعزز من مراقبة الحدود مقابل تقديم الدعم المالي، دون إعطاء المزيد من التفاصيل. واعتبرت صحيفة (لافونير) أن زيارة ميركل قربت، على الأقل، بين وجهات النظر، في الوقت الذي يخشى فيه الاتحاد تدفق طالبي لجوء جدد، مضيفة أن المستشارة الألمانية عبرت في هذا الإطار عن إحراز تقدم في المحادثات مع تركيا، ووعدت، في المقابل، بإعادة إطلاق المفاوضات حول ترشيح أنقرة للانضمام للاتحاد الأوروبي. وفي ألمانيا، ركزت الصحف على الاعتداء الذي استهدف السياسية هنريته ريكر، في وقت كانت تقوم فيه بحملة انتخابية لمنصب عمدة مدينة كولونيا، حيث باغتها مواطن ألماني بطعنة سكين أصابتها بجروح بليغة. واعتبرت صحيفة (كولنر شتات أنتسايغر) أن هذا الهجوم، الذي علله المعتدي بعدائه للأجانب وخاصة طالبي اللجوء الذين اشتغلت السياسية ريكر على ملفاتهم، هو "هجوم على الجميع وعلى قناعاتنا وطريقتنا في الحياة". ولاحظت الصحيفة أن أعمال العنف أصبحت تتزايد يوما بعد يوم، إذ في الأسبوع الماضي رفعت مظاهرة لحركة "بيغيدا" المعادية للأجانب والمسلمين، مشنقة رمزية استهدفت المستشارة انغيلا ميركل ونائبها زيغمار غابرييل، وأول أمس كان الاعتداء بالسكين على السياسية المستقلة ريكر وكأن السياسيين، تقول الصحيفة، "تحولوا إلى قربان على يد المتطرفين". ومن جانبها، حذرت صحيفة (زودفيست بريسه) من أن يصل المجتمع الألماني إلى درجة فقدان الثقة والأمان الذي يشكل أساس العمل السياسي. ولاحظت (زودفيست بريسه ) ازدياد الاعتداءات التي أصبح يتعرض لها السياسيون، مشيرة إلى أن اتجاه التطرف والاستعداد للعنف قد يخلخل قيم الديمقراطية بالبلاد ويفقدها قاعدتها. وأوصت صحيفة (ميتلدويتشه تسايتونغ) المواطنين، الذين لديهم مخاوف محددة بشأن تدفق اللاجئين، بالبحث عن إجابات بشكل هادئ، والعمل على وقف التحريض على الاعتداءات والتهديدات ومحاولات القتل بقوة القانون. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف أيضا بزيارة المستشارة ميركل أمس الأحد إلى تركيا، التي وعدت خلالها الرئيس التركي رجب طيب أردوعان، بتسريع عملية انضمام هذا البلد إلى الاتحاد الأوروبي. وهكذا كتبت (لا راثون)، تحت عنوان "ميركل تبحث في تركيا عن أفضل حليف للحد من تدفقات الهجرة"، أن المستشارة الألمانية وعدت السلطات التركية بمزيد من المساعدات الاقتصادية، واستكمال المفاوضات بشأن إعفاء مواطني هذا البلد من التأشيرة لزيارة منطقة (شنغن). وأضافت اليومية أن العدد الكبير من اللاجئين الذين يتدفقون على الأراضي الأوروبية لا يعود فقط إلى الحرب الدائرة في المنطقة، وإنما، أيضا إلى سياسات استقبال الدول المجاورة، في إشارة إلى تركيا. ومن جهتها، أوردت (إلباييس) أنه بالرغم من كون أحد القادة الأوروبيين الأشد معارضة لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، فإن ميركل تعهدت لرئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، وللرئيس أردغان، بإطلاق مفاوضات حول الاقتصاد خلال السنة الجارية، وببدء محادثات حول التعاون في مجالات العدالة والحقوق والحريات الأساسية السنة المقبلة. وفي سياق متصل، ذكرت (إلموندو)، تحت عنوان "ميركل تفتح الباب أمام تركيا"، أن المستشارة الألمانية سافرت إلى اسطنبول لدعم "حكومة تركية تتعرض للانتقاد" مقابل احتواء تدفقات الهجرة، مشيرة إلى أن الأتراك واعون بموقعهم القوي، وطلبوا من الزعيمة الأوروبية كسر الجمود الذي يعتري مسلسل انضمام بلادهم للاتحاد الأوروبي. أما (أ بي سي)، فكتبت، تحت عنوان "لاجئون أقل إلى أوروبا مقابل انفتاحها على تركيا"، أن الرئيس التركي رجب طيب أردعان طالب إسبانيا بدعم انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، مضيفة أنه طلب من فرنسا وبريطانيا الشيء نفسه، مقابل تعاون بلاده في مجال استضافة اللاجئين. وفي سويسرا، سلطت الصحف الضوء على النتائج التي أفرزتها الانتخابات البرلمانية التي شهدتها البلاد والتي أعطت دفعة قوية لليمين الشعبي. فتحت عنوان "تداعيات الانتصار"، كتبت صحيفة (لاتريبيون دو جنيف) أن تدفق اللاجئين السوريين قد لعب دوره بالتأكيد لصالح أنصار إغلاق الأبواب الذين لعبوا أوراقهم ببراعة. وترى الصحيفة، في تعليقها، أن السويسريين قد صوتوا وبدون أي حرج لصالح المحافظين الذين كانوا عباقرة في التسويق لأفكارهم بكل اطمئنان في هذه الظرفية الذي تشهد عدم الاستقرار الاقتصادي ومشاكل اللجوء. وبالنسبة لصحيفة (لوتون)، فإن اليمين المتطرف قد استفاد تماما من المخاوف التي تسكن السويسريين الذين يشعرون بالقلق من اجتياح اللاجئين المتوافدين بأعداد كبيرة على القارة الأوروبية. ومن جهتها، لاحظت صحيفة (24 أورو) أن سويسرا "تحولت إلى جهة اليمين، على خلفية القلق من قضايا تفوقت كثيرا على أخرى، وهي اللجوء والمهاجرين، أيا كانوا، وأيا كانت البلدان التي قدموا منها"، متسائلة عن السياسة التي ستعتمد خلال الأربع سنوات القادمة في البلاد، رغم أن تحالف اليمين الرديكالي لن يشكل الأغلبية في البرلمان، لكنه سيكون عبئا ثقيلا . وفي فرنسا، تطرقت صحيفة (ليبراسيون) إلى الندوة الاجتماعية الرابعة خلال ولاية الرئيس فرانسوا هولاند، والتي تفتتح اليوم الاثنين بمقر المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بباريس، مشيرة إلى أن هذا اللقاء يعرف مقاطعة نقابتين أساسيتين هما الكونفدرالية العامة للشغل و(صوليدير) على الرغم من أنه لن تتم خلال الندوة مناقشة أي موضوع حساس. وأضافت الصحيفة أنه من أجل إرضاء النقابات التي قاطعت جزئيا الندوة الاجتماعية السنة الفارطة، عمدت الحكومة إلى عدم طرق أي من الملفات الحساسة على طاولة النقاش، مشيرة إلى أن التوتر الذي خلقته قضية "اير فرانس" بعد الاعتداء على مسؤوليها من قبل نقابيين، أدى إلى توقف الحوار بين الحكومة وبعض النقابات. وقالت الصحيفة إن الحكومة تريد تفادي وقوع نقاشات صاخبة، خلال هذه الندوة الاجتماعية، في وقت لا تشهد فيه وضعية البطالة أي تحسن يذكر. وفي موضوع آخر، كتبت صحيفة (لوموند) أن الضربات الجوية التي نفذها الطيران الحربي الفرنسي ضد معاقل "تنظيم الدولة الاسلامية" "داعش" قرب مدينة الرقة السورية كانت موجهة في جزء كبير منها إلى الفرنسي سليم بنغالم (35 سنة) الذي قدمته مصالح الاستخبارات باعتباره المسؤول عن احتضان الفرنسيين والفرانكفونيين داخل التنظيم. ومن جانبها، اهتمت صحيفة (لوفيغارو) بالزيارة التي تقوم بها المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، إلى تركيا من اجل بحث خطة لاحتواء تدفق اللاجئين. وقالت الصحيفة إن انغيلا ميركل جددت الدعوة، خلال هذه الزيارة، إلى تعزيز مراقبة الحدود وشبكات تهريب البشر. وفي البرتغال، ما تزال مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة بعد الانتخابات العامة التي أجريت في 4 أكتوبر الجاري في البلاد، تهيمن على تعليقات الصحف اليومية المحلية. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (لوكوريو دامانها) أنه عشية لقاء رئيس الجمهورية مع الفائز في الانتخابات التشريعية البرتغالية، الائتلاف اليميني الذي يتزعمه رئيس الوزراء المنتهية ولايته، بيدرو باسوس كويلهو، بعث الرئيس برسالة إلى الحزب الاشتراكي دعاه فيها إلى المشاركة في تشكيل الحكومة. ولاحظت الصحيفة أن صمت الأمين العام للحزب الاشتراكي، أنطونيو كوستا، أمام هذا الاقتراح هو بمثابة إشارة إلى أن الاحتمالات ضعيفة بخصوص توصل اثنين من القوى السياسية الرئيسية إلى اتفاق بهذا الشأن. وتحت عنوان "باسوس كويلهو يتحدى الحزب الاشتراكي للانضمام إلى الحكومة"، كتبت صحيفة (دياريو دي نوتيسياس) أن القائدين السياسيين يتبادلان خلال حواراتهما انتقادات بعضهما البعض، مشيرة إلى أن كويلهو اتهم، في رسالة رد فيها على مراسلة سابقة للحزب الاشتراكي ب"تقويض الثقة" لدى جميع الأحزاب التي ترغب في إجراء المزيد من المحادثات للتوصل إلى اتفاق لتشكيل الحكومة.