واصلت الصحف الاوروبية الصادرة اليوم الثلاثاء تعاليقها حول التفجير المزدوج الذي هز العاصمة التركية أنقرة، والذي خلف عشرات القتلى والجرحى، وأزمة اللاجئين في أوروبا وبألمانيا على وجه الخصوص. ففي فرنسا، اهتمت الصحف بالاعتداءين اللذين هزا العاصمة التركية انقرة السبت الماضي، اذ كتبت صحيفة (لوفيغارو) أنه بعد ازيد من يومين على هذا الهجوم الاكثر دموية الذي ينفذ على التراب التركي وجهت السلطات اصابع الاتهام الى تنظيم الدولة الاسلامية. وأضافت الصحيفة أن طريقة التنفيذ والتنبيهات التي سبقت الهجوم تبرر في نظر المحققين توجيه التهمة للجهاديين، ملاحظة أن سيناريو السبت الماضي يشبه تماما هجوم سوروك، المدينة التي تقع على الحدود السورية، حيث لقي 32 من الموالين للاكراد مصرعهم في 20 يوليوز. من جهتها، قالت صحيفة (لوموند) انه منذ الانتخابات التشريعية ليونيو الماضي دخلت تركيا دوامة العنف وعدم الاستقرار، مشيرة الى أن البلد تراجع بثلاثة عشر سنة خلال خمسة اشهر، من خلال عودته الى الحرب على المتمردين الاكراد لحزب العمال الكردستاني، فضلا عن تباطؤ النمو وقمع وسائل الاعلام، وتدخل الدولة العميقة. واعتبرت الصحيفة أن انعدام الثقة بلغ درجات كبيرة، والخوف يسود البلاد، فضلا عن ذهاب بعض الاطراف الى القول بنظريات المؤامرة، مشيرة في هذا الصدد الى أن الاسلاميين المحافظين المستعدين لكل شيء من اجل استرجاع اغلبيتهم في البرلمان خلال انتخابات فاتح نونبر، هم المسؤولون بشكل كبير عن هذا الانحراف. من جانبها، اهتمت صحيفة (ليبراسيون) بالوضع بمدينة اديامان مسقط رأس احد المشتبه في تنفيذهم هجوم انقرة، مضيفة أن 200 من شباب هذه المدينة المعروفة ب"عاصمة البؤس" والتي تقع على بعد 150 كلم من الحدود السورية، التحقوا بصفوف الدولة الاسلامية. وقالت الصحيفة إن هذه المدينة اصبحت اليوم عاصمة الجهاديين بتركيا ومعقلا للإسلام المتطرف. وفي ألمانيا، اهتمت الصحف بعدد من المواضيع كان أهمها خطة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي حول إحداث مناطق عبور على الحدود الخارجية لألمانيا التي أعلن عنها منسق شؤون اللاجئين الجديد بالحكومة الألمانية بيتر آلتماير، مبرزا أن وضعها يروم الإسراع في ترحيل طالبي اللجوء الذين ليس لديهم فرص في قبول ملفاتهم كلاجئين في ألمانيا. وبهذا الخصوص، تساءلت صحيفة (زودفيست بريسه) عن الطريقة التي ستعتمدها الحكومة من أجل وضع مناطق للعبور، كما تساءلت عن طولها وعرضها وما إذا كانت ستكون محاطة بأسوار عالية مع حراس أمن مسلحين، معتبرة أن هذا الحل غير ناجع بتاتا لأن اللاجئين، في تقدير الصحيفة، سيدخلون إلى المعابر كسجن مؤقت بشكل طوعي، لكن سرعان ما سيبحثون عن طرق بديلة وسريعة للإفلات. من جهتها، كتبت صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ ) في تعليقها أنه بخصوص طالبي اللجوء في المطارات الذين عادة يتم الحسم في طلباتهم في غضون يومين من قبل السلطات المكلفة إذ أن الذين ترفض طلباتهم، تطبق في حقهم إجراءات الترحيل، متسائلة عن مدى نجاعة مثل هذه الاجراءات بالنسبة لآلاف طالبي اللجوء الذين يأتون يوميا إلى الحدود البرية الألمانية. واعتبرت الصحيفة أن هذه العملية من الناحية العملية تتطلب إجراءات أمنية كبيرة لأنه حتى في المطارات، وفق الصحيفة، فإن عملية الترحيل غير فعالة إلى حد كبير وأن معالجة طلبات اللجوء لا تتم في الواقع بالسرعة المطلوبة. أما صحيفة (فولكشتيمة ) فقد أشارت إلى أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تعرضت مؤخرا لضغوط كبيرة من قبل حليف حزبها المقرب الاجتماعي المسيحي، مبرزة أن خطة وضع مناطق عبور على الحدود الألمانية طالب بها على الخصوص هذا الحزب إلا أن هذا القرار السياسي، وفق الصحيفة، يتطلب تنفيذا عمليا. صحيفة (تاغسشبيغل) علقت، من جانبها، على موقف الحزب الديمقراطي الاشتراكي في الخلاف بين المستشارة ميركل ورئيس الحزب الاجتماعي المسيحي سيهوفر حول سياسة اللجوء، مشيرة إلى أن رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي ونائب ميركل سيغمار غابرييل يسعى إلى الوساطة بين الجانبين. وأبرزت الصحيفة أن غابرييل يريد تحقيق التوازن في هذا الظرف العصيب التي تمر منه البلاد وأيضا الحفاظ على أنصار حزبه الذين يرون أن حماية اللاجئين واجب تاريخي. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف بمطالبة المفوضية الأوروبية الحكومة الإسبانية بتعديل الموازنة العامة للدولة بغية تحقيق أهداف خفض العجز للسنتين الجارية والمقبلة. فتحت عنوان "بروكسل تطلب من إسبانيا تحيين الميزانيات"، كتبت (إلموندو) أن المفوضية الأوروبية، التي تتوقع عجزا قدره 4,5 بالمائة مقابل معدل نمو نسبته 3,5 بالمائة سنة 2016 بإسبانيا، شددت على أن هذا البلد سيفشل في تحقيق أهداف خفض العجز لسنتي 2015 و2016. وأوردت اليومية، من جهة أخرى، تصريحات رئيس الحكومة الإسبانية، ماريانو راخوي، الذي شدد أمس الاثنين بنيويورك على أن إسبانيا ستحترم التزاماتها في هذا الصدد، مشيرا إلى أن المفوضية الأوروبية سبق وأن قدمت توقعات خاطئة بشأن اقتصادات بعض البلدان الأعضاء. من جهتها، ذكرت (إلباييس) أن الاتحاد الأوروبي طلب من الحكومة الاسبانية إعداد ميزانيات جديدة "صارمة وذات مصداقية"، مضيفة أن بروكسيل أبدت مخاوفها من احتمال وجود "مصالح انتخابية" عند إعداد الموازنات العمومية، مطالبة بمزيد من الخفض والحد من الإنفاق الحكومي لتحقيق أهداف العجز. أما (أ بي سي) فلاحظت، تحت عنوان "بروكسيل تشيد بالإصلاحات الإسبانية، لكنها تجدد شكوكها بشأن العجز"، أن هذا التأكيد جاء بعد أسبوع من تصريحات أدلى بها المفوض الأوروبي بيير موسكوفيتشي، وحذر فيها من عدم وفاء البلدان الأعضاء في الاتحاد بالأهداف التي وضعتها الهيئة الأوروبية للسيطرة على نسبة العجز بمنطقة الأورو. وفي سياق متصل، أوردت (لا راثون)، تصريحات وزير الاقتصاد الاسباني لويس دي غيندوس، الذي رفض تحذيرات بروكسيل وأصر على أن "إسبانيا احترمت دائما تعهداتها"، مضيفا أن هذا البلد الإيبيري سيحقق أهداف العجز لسنتي 2015 و2016 رغم توقعات المفوضية الأوروبية السلبية. وفي بلجيكا، سلطت الصحف الضوء على فريق كرة القدم الوطني الذي سيحتل الرتبة الاولى في التصنيف العالمي للفيفا في حال ما فاز الليلة في مباراته المؤهلة لنهائيات كأس الامم الاوروبية لعام 2016. وخصصت الصحف عدة مقالات تحليلية حول مسار الشياطين، الذين في ظرف ثماني سنوات انتقلوا من الرتبة 71 الى قمة التصنيف العالمي في عالم كرة القدم. وفي مقال بعنوان "من الاسفل الى سقف العالم في 8 سنوات"، تساءلت صحيفة " لوسوار" كيف وصل الفريق الى القمة، مشيرة إلى أنه في حالة فوز الشياطين اليوم الثلاثاء سيتبوأ الفريق الوطني البلجيكي المركز الأول في ترتيب الفيفا. وتعتقد الصحيفة أن تقدم الفريق في) الترتيب راجع الى النتائج الايجابية المنتظمة خصوصا في المباريات المهمة، مضيفة أن الفريق انضم في السنة الماضية لأول مرة لمجموعة الخمس فرق الاولى في العالم. وتحت عنوان "المرتبة الاولى عالميا: فخر وطني كبير"، تساءلت صحيفة "لا ليبر بلجيك" بدورها كيف يمكن أن تصبح بلجيكا في المرتبة الاولى في ترتيب الفيفا بينما، بين عامي 2004 و2011، لم تكن حتى من بين الاربعين فريقا الاوائل. الجواب، تقول الصحيفة، هو أن الفريق البلجيكي يستغل جيدا طريقة ترتيب الفرق من قبل الفيفا التي لا تأخذ بعين الاعتبار إلا نتائج 48 شهرا، مشيرة الى أن ترتيب الشهر القادم سيعتمد على الفترة ما بين 2011 و2015، أي الفترة التي حصل فيها الفريق البلجيكي على نتائج إيجابية ومنتظمة . وفي إيطاليا، واصلت الصحف اهتمامها باستقالة رئيس بلدية روما، إغنازيو مارينو، الذي يتهم بأنه أدى مبلغ 20 ألف أورو كفواتير للمطاعم بواسطة بطاقة ائتمان المدينة، وكذلك ب" سوء تدبير" شؤون المدينة. وتحت عنوان "استقالة مارينو. التحدي" كتبت صحيفة "كورييري ديلا سيرا" أن مارينو، الذي انتخب في هذا المنصب في يونيو 2013، له عشرين يوما للعدول عن قرار الاستقالة بعد أن وقعها رسميا أمس الاثنين. ووفقا للصحيفة، فإن السلطة هي الآن في يد محافظ المدينة، فرانكو غابرييلي الذي يجب أن يعين مفوضا ليدير شؤون المدينة في انتظار انتخاب عمدة جديد.