تتوالى الاعتداءات على النساء المحجبات في مختلف الدول الأوروبية، و كانت العاصمة البريطانية لندن هذه المرة، مسرحا لعملية اعتداء عنصري على محجبة، ذات أصول مغربية، من طرف بريطانية وجهت لها أقدح الأوصاف والنعوت داخل حافلة لنقل الركاب، بحسب ما أظهره فيديو يوثق عملية الاعتداء. ويظهر الفيديو، الذي تداولته العديد من وسائل الإعلام البريطانية، كيف أن سيدة بريطانية تقف أمام محجبة، برفقتها شابة تجر عربة للأطفال ويتحدثان باللغة الفرنسية، فتنهال عليهما المُهاجمة بوابل من السب، بدأته باعتبارها "يشبهان كيس قمامة" وبأنهما "تابعتان لتنظيم داعش". المغربية لم تجد طريقة للرد على الإساءات العنصرية، لأنها قادمة للمملكة المتحدة من إيطاليا، في زيارة عائلية، ولا تجيد التحدث باللغة الإنجليزية، فطلبت من سائق الحافلة أن يتصل بالشرطة حتى تتوقف البريطانية عن ألفاظها البذيئة، إلا أن هذا لم يزد المعتدية إلا إصرارا على المضايقة. ويُظهر الفيديو كيف أن جميع ركاب الحافلة التزموا الصمت، ولم يتدخل أي شخص لإيقاف المُعتدية عند حدها، بل تعامل الجميع بسلبية؛ وكأن شيئا لا يحدث. ومن جملة الإساءات التي تفوهت بها البريطانية في حق المغربية، التي تدعى "أم لينا"، قولها: "يجب عليك أن تعودي إلى بلدك اللعين، حيث يتم تفجيركم يوميا، ولا تأتِ إلى بلدنا، نحن هنا أحرار وأنتم لا تملكون أي حضارة ". وفي أوج الهستيرية التي أصابت البريطانية ظهر شاب بجانب المعتدية، يسأل عما يحدث، لتجيبه مرافقته أن "داعش قد دخلت البلاد"، وبعدها سيُظهر الفيديو أن الحافلة كان فيها مسلمون آخرون، ظلوا لدقائق عاجزين عن فعل أي شيء. وفي تصريحات للصحافة البريطانية، أكدت "أم لينا" أنها لم تفهم ما كانت المعتدية تتفوه به، لأنها لا تتحدث الإنجليزية، لكنها فهمت من طريقتها العدوانية أنها تسبها، مضيفة أنها لم تجد من يساعدها أو يحاول شرح ما يحدث، لهذا لجأت إلى سائق الحافلة. وما هي إلا ساعات على انتشار مقطع الفيديو، الذي يوثق للاعتداء العنصري، حتى تدخلت الشرطة البريطانية التي تمكنت من إلقاء القبض على المعتدية، البالغة من العمر 36، وتم اتهامها ب"الإخلال بالنظام العام".