أسنان مكسورة، وقطع في الشفاه”..كان ذلك ما تضمنه التقرير الطبي لفتاة محجبة تدعي تسنيم كبير، 16 عاما، تعرضت لاعتداء وحشي أثناء سيرها في وسط لندن. وعرضت صحيفة “الديلي ميرور” البريطانية الإثنين، في إطار تقرير عن ظاهرة العنصرية في عاصمة الضباب، مقطع فيديو يعود إلى نوفمبر 2012 التقطته إحدى كاميرات الدوائر التلفزيونية المغلقة، يظهر ملثما يعتدي على الفتاة من الخلف بضربة عنيفة، وهو ما أفقدها وعيها في الحال، وسقطت أرضا دون حراك. وكشفت الصحيفة عن اسم الجاني الذي يدعى مايكل أيود، 34 عاما، والذي استهدف ضحيته بينما كانت في طريقها إلى كليتها. ونجحت السلطات في تحديد هوية الجاني، نيجيري الأصل، بعدما نشرت الشرطة مقطع الاعتداء الوحشي، الذي يظهر مايكل أيود وهو يركض بعيدا بعد الاعتداء. وقضت محكمة بريطانية عام 2013 بحبس أيود 4 سنوات بتهمة الاعتداء على تسنيم، وعام آخر لهجوم عنصري على شابة أخرى. وأعادت “بي بي سي” نشر الفيديو خلال فيلم وثائقي حول الاعتداءات العنيفة التي يتعرض لها مسلمو بريطانيا. وارتفع العدد الإجمالي لجرائم العنصرية والكراهية الدينية في لندن بنسبة 28 % العام الماضي. ووفقا لإحصائيات، فقد ارتفع عدد الحوادث المتعلقة بالعنصرية من 9965 في عام 2013 إلى 12749 العام الماضي. العديد من ضحايا تلك الحوادث يراودهم الاعتقاد بأن أحداث الشرق الأوسط تؤجج تلك الهجمات. من جانبها، قالت المرأة الأخرى التي تعرضت لهجوم النيجيري، وتدعى ساهينا خان، 31 عاما: “لقد كنت في طريقي إلى عملي، وفوجئت بهذا الرجل يندفع نحوي، وظننت أنه سيلكمني”. وتابعت “الأمر بدا لي وكأنه اعتراه الجنون عندما رآني، حيث تفوه بشيء ما عن “قتل المسيحيين في الشرق الأوسط”. ووفقا للمرأة، فقد صرخ فيها الرجل قائلا: أنتم تقتلون المسيحيين في الشرق الأوسط”. “الديلي ميرور” أشارت إلى أن الحجم الفعلي للمشكلة يتجاوز الإحصائيات، إذ أن الكثير من الضحايا يحجمون عن إبلاغ الشرطة بدافع الخوف.