دخل الإضراب المفتوح لطلبة المدرسة الوطنية العليا للكهرباء والميكانيك، أسبوعه الثاني، احتجاجا على "الوضعية الكارثية التي باتت تعيشها المؤسسة بعد "أن انتشر فيها الفساد بكل أنواعه وأشكاله، وتحولت إلى سوق سوداء لجني الأموال والثروات"، وفق تعبير بيان لمكتب الطلبة، والذي تساءل بالمقابل عن أسباب توقف الأشغال بالداخلية الجديدة منذ 2009، وعدم فتح تحقيق في الخروقات التي شابتها. وخاض طلبة المدرسة العليا بمستوياتهم الثلاثة، وبكل التخصصات، وقفة احتجاج أمام المدرسة بالدار البيضاء، تنديدا بالمستوى البيداغوجي المتدني؛ بسبب "الاهتمام بالتكوين المستمر والأموال التي تجنى من ورائه على حساب التكوين الأساسي؛ ما كانت له انعكاسات على المستوى التحصيلي والتكويني للطالب المهندس"، حسب لغة البيان. إلى ذلك، قال الكاتب العام لمكتب الطلبة بالمدرسة العليا حميد بوجطاط، في تصريح لجريدة هسبريس، إن الوقفة الاحتجاجية لطلبة "ENSEM"، جاءت نتيجة تراكمات منذ السنة الماضية، موضحا أن الطلبة المهندسين يخوضون إضرابا مفتوحا عن الدراسة منذ الأسبوع المنصرم، زيادة على اعتصام ليلي منذ أيام مضت، تضامنا مع عشرات الطالبات والطلبة الذين لم يجدوا مكانا شاغرا على مستوى الداخلية، دون أن تحرك الإدارة ساكنا. وأشار بوجطاط إلى أن مدير المؤسسة يرفض إلى حد الساعة فتح باب الحوار، رغم احتجاجات الطلبة، داعيا الجهات المسؤولة في الدولة والمجتمع المدني إلى مساندة الطلبة المحتجين. واستنكر الطالب بالمدرسة العليا، في تصريح لهسبريس، ما أسماه "سياسة الإهمال الممنهجة للتكوين الأساسي التي تعتمدها الإدارة، من قبيل عدم تدريس بعض مواد الأسدس الأول حتى الأسدس الثاني، وتدريس بعض مواد التخصص من طرف أساتذة مؤقتين، وعدم الإعلان عن نتائج الامتحانات في وقتها المحدد، إضافة إلى إجراء الامتحانات الاستدراكية لبعض مواد الأسدس الأول بالموازاة مع امتحانات الأسدس الثاني". وانتقد الطلبة المحتجون النقص الكبير في أجهزة الأشغال التطبيقية، زيادة على عدم برمجة الزيارة الميدانية للشركات، إضافة إلى الخصاص المهول في الأساتذة، وانعدام أدنى شروط التحصيل العلمي داخل قاعة المطالعة. واشتكى الطلبة مما أسموه "المستوى المزري الذي غدت عليه المرافق والداخلية، في ظروف تنعدم فيها أدنى شروط العيش والسلامة"، مستنكرين "الحالة المزرية التي آل إليها مطعم المؤسسة على مستوى البنية التحتية وجودة التغذية، وتموقعه أسفل الداخلية، إضافة إلى تقديم منتج منتهي الصلاحية السنة الفائتة؛ ما كاد يؤدي إلى فاجعة"، وفق تعبير البيان. كما عاب طلبة مؤسسة "ENSEM" ما اعتبروه "هرولة المؤسسة إلى فتح أسلاك التكوين المستمر التي لا صلة لها بالتكوين الأساسي، وجعلها مصدرا لجني الأموال؛ ما يسيء لسمعة المدرسة ومهندسي الدولة".