أولت جل الصحف الاوروبية الصادرة اليوم السبت اهتمامها لمنح جائزة نوبل للسلام 2015 لوسطاء الحوار الوطني بتونس، معتبرة أن هذه الجائزة تشكل تشجيعا لمواصلة الانتقال الديمقراطي في هذا البلد، كما واصلت تعاليقها حول أزمة اللاجئين وما ترتب عن ذلك من تداعيات في عدد من البلدان الاوروبية خاصة في ألمانيا. ففي فرنسا، ركزت صحيفة (ليبراسيون) على منح جائزة نوبل للسلام 2015 للوساطة الرباعية للحوار الوطني في تونس ، معتبرة ان هذه الجائزة تشكل تشجيعا لمواصلة الانتقال الديمقراطي بالبلاد. وأضافت الصحيفة أن تونس أكدت امكانية تحقيق الديمقراطية على الرغم من الاغتيالات والتطرف والازمات، مشيدة برجاحة اختيار الفائزين بهذه الجائزة. من جهتها، اهتمت صحيفة (لوموند) بجائزة نوبل للآداب التي منحت هذه السنة للكاتبة البيلاروسية سفيتلانا اليكسيفيتش ، مشيرة الى ان الجائزة كافأت كاتبة ترى في مهمتها معركة من أجل الحقيقة، وكسر جدار الصمت. واعتبرت الصحيفة أن الكاتبة، تستكشف من كتاب لآخر، الكوارث الكبرى للقرن السوفياتي ومنها الحرب العالمية الثانية، وحرب أفغانستان، وتشيرنوبيل. وسلطت صحيفة (لوفيغارو) الضوء على الجولة المقبلة للوزير الاول الفرنسي مانويل فالس بمنطقة الشرق الاوسط ، والتي ستشمل مصر والاردن والسعودية. وأضافت الصحيفة أن جولة فالس الشرق أوسطية ستتمحور حول قضايا الامن والدفاع ومكافحة الارهاب. وفي إسبانيا، اعتبرت الصحف أن منح جائزة نوبل للسلام لوسطاء الحوار الوطني بتونس يأتي مكافأة لهم على "مساهمتهم الحاسمة في بناء الديمقراطية" في هذا البلد بعد ثورة 2011. وفي مقال تحت عنوان "منح جائزة نوبل للسلام للانتقال الديمقراطي في تونس"، كتبت (أ بي سي) أن الرباعي الراعي للحوار الوطني بتونس تسلم هذه الجائزة المرموقة تقديرا لمساهمته في تحقيق الانسجام في البلاد في مرحلة صعبة، مشيرة إلى أن هذه الجائزة تشكل ضربة قوية للمنظمات الإرهابية التي استهدفت تونس مرتين سنة 2015. وأوردت (لا راثون) أن تونس كانت نموذجا للانتقال السياسي الحقيقي في أعقاب "الربيع العربي" في منطقة مضطربة، مشيرة إلى تصريحات حسين العباسي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، إحدى مكونات هذا الرباعي، الذي أكد أن هذه الجائزة تتوج أزيد من سنتين من العمل في وقت كانت تواجه فيه البلاد العديد من التهديدات. أما (إلباييس) فاعتبرت أن الرباعي المذكور هيأ الميدان لبدء الحوار السلمي بين المواطنين والأحزاب السياسية والسلطات للبحث عن حل قوامه التوافق حول مجموعة من التحديات في مناخ اتسم بالانقسام الديني والسياسي، مذكرة بأن الرباعي تأسس سنة 2013 في وقت كانت فيه البلاد قد دخلت أزمة سياسية معقدة. وبدورها كتبت (إلموندو)، تحت عنوان "جائزة نوبل للربيع الذي حقق النجاح"، أن الرباعي المكون من الاتحاد العام التونسي للشغل وأرباب العمل والرابطة التونسية لحقوق الإنسان وهيئة المحامين، عرف كيف ينقذ الانتقال في تونس، ونقلت عن رئيس لجنة نوبل، كاسي كولمان قوله إن هذا التجمع "نجح في إلهام السلام بالمنطقة وفي العالم". وفي ألمانيا ، تطرقت صحيفة (نويه أوسنايبروكر تسايتونغ) إلى تهديد رئيس وزراء حكومة ولاية بافاريا سيهوفر هورست بتقديم شكوى لدى المحكمة الدستورية ضد سياسة اللاجئين التي تنتهجها الحكومة الاتحادية. واعتبرت الصحيفة أن هورست سيهوفر المنتمي للحزب الاجتماعي المسيحي حليف حزب المستشارة انغيلا ميركل " يريد أن يضع الحكومة الاتحادية في مأزق"، مبرزة أن تصريحاته "قاسية وخلقت انطباعا بأن وصول طالبي اللجوء إلى ألمانيا بمثابة جناية في المقام الأول ، وليس قضية إنسانية وحماية لضحايا الحرب والاضطهاد". من جهتها ترى صحيفة (برلينر مورغنبوست) أن على القيادة السياسية في البلاد الاتفاق على موقف موحد وواضح من أزمة اللاجئين ، مشيرة إلى أن الحزب الديمقراطي المسيحي الذي تترأسه أنغيلا ميركل والحزب الاجتماعي المسيحي الذي يترأسه سيهوفر يشكلان اتحادا في البرلمان "البوندستاغ" والائتلاف الحاكم. ورأت صحيفة (شفابيشه تسايتونغ) أن ملف اللاجئين في ألمانيا خلق "أزمة خطيرة داخل الائتلاف"، موضحة أن حكومة سيهوفر تريد إرسال إشارة واضحة إلى المستشارة ميركل كي تتخذ خطوات فعالة للحد من تدفق اللاجئين المستمر، ومضيفة أن هذه الإشارة قد تجر سياسيين بالحكومة الاتحادية وراءها. وبخصوص جائزة نوبل للسلام، اعتبرت صحيفة (دير شبيغل) أن جميع التونسيين ابتهجوا بهذه الجائزة الهامة والقيمة، وذكرت أنه يتعين على التونسيين "ألا ينسوا أن الديمقراطية مازالت تتطلب مجهودا جبارا نظرا لما تتهددها من هجمات إرهابية تشكل الخطر الاكبر على البلاد. وأشارت الصحيفة إلى أن التونسيين سيكونون في حاجة إلى المساعدة الأوروبية من أجل مواجهة خطر الإرهاب.