بعيدا بمسافة 3245 كيلومترا عن ملعب أكادير الدولي، حيث خاض حكيم زياش أول مباراة رسمية رفقة المنتخب الوطني المغربي، يوم أول أمس الجمعة أمام منتخب الكوت ديفوار، رأى هذا الأخير النور يوم 13 مارس 1992 في مدينة صغيرة تدعى درونتن في مقاطعة فيوفالاند الهولندية. غشت وبداية التألق أصل الحكاية يعود بنا إلى أكاديمية نادي هيرينفين الهولندي سنة 2004، حينها بدأ الطفل ذو ال11عاما بمداعبة الكرة وإبهار المتتبعين. رصدت موهبة زياش الكروية من قبل أسطورة كرة القدم الهولندية والعالمية مارسل "ماركو" فان باستن، الذي كان يشرف على تدريب الفريق الأول آنذاك. صاحب الكرة الذهبية سنة 1988 وضع ثقته في حكيم، ليخوض أول مباراة رسمية له في مساره الاحترافي يوم 2 غشت 2012 أمام فريق ستيوا بوخاريست الروماني في تصفيات التأهل إلى الدوري الأوروبي، عشرة أيام بعدها كان "الإيرديفيزي" على موعد مع بدايات أحد نجومه. أول مباراة رسمية لحكيم زياش في الدوري الهولندي الممتاز، انهزم خلالها هيرينفين أمام ضيفه نيميخين بثنائية نظيفة. ولم يخسر زياش حينها رهان التألق في بلاد "الطواحين"، حيث بصم على بداية رائعة في موسمه الثاني رفقة نادي هيرنفين، تحت أنظار مدربه ماركو فان باستن، إذ أطلق زياش العنان ليسراه الساحرة مسجلا أولى أهدافه الرسمية في الدوري الهولندي أمام ناك بريدا شهر غشت 2013.. توقف عداد زياش التهديفي في نهاية ذلك الموسم عند 15 هدفا، لكن الشباك ستهز من جديد. 30 دقيقة بقميص هولندا تألق حكبم زياش في الدوري الهولندي جعل مدرب المنتخب المحلي لأقل من 21 عاما يستعجل المناداة عليه ضمن قائمة المنتخب، لخوض غمار تصفيات كأس أمم أوروبا 2015. الشيء الذي تحقق مع أول ظهور لابن درونتن بقميص بلد النشأة في 28 ماي 2014، عندما دخل زياش كبديل لطوني ترينداد قبل ربع ساعة من نهاية المباراة أمام المنتخب الاسكتلندي.. ربع ساعة كانت كافية ليتعرف الجميع على موهبة الفتى الواعد، إذ هز حكيم الشباك في مناسبتين. انتهت مسيرة زياش مع المنتخب البرتقالي لأقل من 21 عاما سريعا، حين لعب الأخير آخر 15 دقيقة بألوان هولندا أمام اللوكسمبورغ في الثالث من يونيو 2014. لم يفاجأ المتتبع الرياضي الهولندي من استدعاء الناخب الوطني غوس هيدينك لحكيم زياش لقائمة المنتخب الهولندي الأول، وذلك لخوض مباراتي الولاياتالمتحدةالأمريكية الإعدادية والمباراة الرسمية أمام ليتوانيا، برسم تصفيات أمم أوروبا 2016 شهر يونيو 2015.. غير أن القدر حال دون تحقيق أطماع الناخب الهولندي غوس هيدينك بعد إصابة حكيم زياش في الكاحل أثناء معسكر المنتخب، الشيء الذي منعه من ارتداء قميص "الطواحين". تلبية نداء الوطن "هل يمكننا منحك شيئا يجعلك تغير رأيك وتلعب لهولندا عوض المغرب؟ يرضيك حذاء ذهبي أم فرقة موسيقية تعزف على باب بيتك أم علبة من الحلوى؟ اطلب ما شئت وسأنفذه..!!" هكذا كان طلب أحد الصحافيين الهولنديين لثني حكيم زياش عن اختياره تمثيل المنتخب المغربي، لكن الرد كان قاسيا من هداف تفينتي هذا الموسم حين قال: "لا، لا يوجد شيء سيجعلني أغير رأيي باللعب لمنتخب المغرب، لن أغير المغرب بهولندا... لم أختر المنتخب المغربي لتأخر هولندا في استدعائي، بل اخترته لأن قلبي أملى علي ذلك". ويعد حكيم زياش، اليوم، من أفضل اللاعبين المؤثرين هجوميا في مختلف الدوريات الأوروبية الكبرى.. لبى أخيرا نداء الناخب الوطني بادو الزاكي وحل رفقة أسرته الصغيرة بالمغرب، قبيل أول ظهور له في الملعب الكبير "أدرار" لأكادير، الذي شهد انطلاقة أسد جديد رفقة المنتخب المغربي أمام الكوت ديفوار، بطل إفريقيا. * لمزيد من أخبار الرياضة والرياضيّين زوروا Hesport.Com