أثار الدولي المغربي عبد الحكيم زياش، صانع ألعاب "أياكس أمستردام" الهولندي الحدث في هولندا، بعدما أدار ظهره لمنتخب "الطواحين" مفضلا اللعب للمنتخب المغربي، غير آبه بالانتقادات التي تلقاها من جماهير "توينتي" في الدوري نفسه، بعدما أعلن ولاءه ل"الأسود". وعرف سيناريو التحاق زياش بالمنتخب الوطني عدة مراحل مشوقة، فزياش اعتبر في هولندا كنزا ثمينا وجوهرة نادرة يجب الاعتناء بها لحمل مشعل ماركو فان باستن وكرويف وغوليت، وهو الطريق الذي كان يسير فيه اللاعب الموهوب، إذ كان قريبا جدا من تمثيل هولندا سنة 2015 بعد تلقيه دعوة للمشاركة في معسكر المنتخب من طرف المدرب "غوس هيدينك" قبل أن يتعرض لإصابة منعته من الظهور الرسمي الأول له مع "الطواحين". في ذلك الوقت، تربصت به عيون الناخب الوطني السابق، بادو الزاكي، الذي أراد حقا أن يكون للمغرب لاعب بمهارة وقيمة زياش الكروية، ووعده بالشيء الكثير بغية اقناعه باللعب لصالحه، لكن ذلك قوبل بضغط إعلامي وجماهيري كبير في "الأراضي المنخفضة"، حتى إن ذلك كاد أن يؤثر على مساره مع "توينتي" في "الإيريديفيزي". اقتناع زياش بحمل القميص الأحمر والأخضر في السنة نفسها، جعله نجما دون منازع لدى الجماهير المغربية، ليظهر في أول لقاء بالرقم "10" أمام منتخب "الكوت ديفوار" في مباراة ودية يوم ال9 من أكتوبر سنة 2015 على ملعب أكادير، وقدم مؤشرات تؤكد بأن السمكة لا تعيش إلا في محيطها. تواصل ظهور لاعب "أياكس" بصورة جيدة مع المنتخب، وعند قدوم الناخب الوطني، الفرنسي هيرفي رونار، كان قد ضمن له مكانا ضمن التشكيل الرسمي، وحضر بطاقة إيجابية خولت له تسجيل خمسة أهداف في تسع مباريات، وفرض اسمه في كل المباريات التي شارك فيها، إذ كان وفيا لنهج "الثعلب" التكتيكي دون كلل ولا ملل ولا حتى خرجة إعلامية تخسره نقاط الود أو تخاصمه مع أحد أفراد الجامعة الملكية لكرة القدم. بعد التأهل إلى "كان" الغابون الأخيرة، لم يكن من المتوقع غياب زياش عن لائحة رونار المسافرة إلى معسكر الإمارات الإعدادي قبل رحلة شاقة، إذ فوجئ الجميع لاستبعاد أحسن لاعب في هولندا لسنة 2016 لاختيارات المدرب، ما أثار العديد من التساؤلات، وأسال مداد الصحافة الهولندية التي سخرت من اختياره للمغرب على حساب بلدة نشأته. ومع ذلك، ظل زياش متمسكا بحلم اللعب لمنتخب غير مهتم لما يقال، مؤكدا أنه مرتاح لهذا الاختيار الذي يجعله فخورا بالانتماء إلى المغرب، وهو في الوقت نفسه يوجه رسالة غير مشفرة للناخب الوطني، لكن هذا الأخير تشبث بقراره حتى بعد النهائيات، ولم يستدعه مرة أخرى للقائمة المستدعاة للمشاركة في المباراتين المقبلتين للفريق الوطني أمام كل من "بوركينافاصو" في 24 من مارس الجاري و"تونس" في 28 من الشهر نفسه.