غيب الموت ظُهر اليوم الخميس الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان القوات المسلحة المصرية السابق عن 89 عاما ، علما بأنه مهندس انتصار الجيش المصري في حرب أكتوبر عام 1973. وقد عرف الراحل بعبقريته العسكرية التي ظهرت جليا أثناء حرب أكتوبر عام 1973 و كانت من أهم انجازاته وضع خطط الهجوم المصري الناجح الذي دمر خط بارليف الدفاعي الإسرائيلي. ولد الفقيد عام 1922 في قرية شبراتنا الواقعة في محافظة الغربية وتولى خلال خدمته العسكرية عدة مناصب. وبعد حرب اكتوبرعين سفيرا في بريطانيا و ثم البرتغال. وشغل الراحل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية في الفترة ما بين 16 ماي 1971 وحتى 13 ديسمبر 1973، وهو مؤسس وقائد أول فرقة قوات مظلية في مصر (1954-1959). كما عمل قائدا لأول قوات عربية موحدة في الكونغو كجزء من قوات الأممالمتحدة (1960-1961)، وعين بعد ذلك ملحقا عسكريا في لندن ( 1961-1963)، وقائدا للواء المشاة (1965-1966) وقائد للقوات الخاصة (المظلات والصاعقة) (1967-1969)، وقائدا لمنطقة البحر الأحمر (1970-1971) ، كما عين سفيرا لمصر لدى بريطانيا (1974-1975) وكذلك سفيرا لمصر لدى البرتغال (1975-1978). في عام 1978 انتقد الشاذلي بشدة معاهدة كامب ديفيد وعارضها علانية ليتخذ قرارا بعد ذلك بترك منصبه والذهاب إلى الجزائر كلاجئ سياسي، حيث قضى هناك 14 عاما عاد بعدها عام 1992 إلى مصر. قبض على الشاذلي فور وصوله مطار القاهرة وأجبر على قضاء مدة الحكم بالسجن بتهمة نشر كتاب بدون موافقة مسبقة وتهمة افشاء اسرار عسكرية ضمنها ذلك الكتاب، حيث كتب الفريق الشاذلي في المنفى مذكراته عن الحرب والتي اتهم فيها السادات باتخاذ قرارات خاطئة. ظهر لأول مرة بعد خروجه من السجن على قناة الجزيرة في برنامج شاهد على العصر في 6 فبراير 1999. الجدير بالذكر أن الفريق الشاذلى هو الوحيد من قادة حرب أكتوبر الذي لم يتم تكريمه،وتم تجاهله في الاحتفالية التي أقامها مجلس الشعب المصري لقادة حرب أكتوبر والتي سلمهم خلالها الرئيس الراحل أنور السادات النياشين والأوسمة كما ذكر هو بنفسه في كتابه مذكرات حرب أكتوبر. على الرغم من دوره الكبير في إعداد القوات المسلحة المصرية, وفى تطوير وتنقيح خطط الهجوم والعبور، واستحداث أساليب جديدة في القتال وفى استخدام التشكيلات العسكرية المختلفة، وفى توجيهاته التي تربى عليها قادة وجنود القوات المسلحة المصرية. من مؤلفاته "حرب أكتوبر" و" الخيار العسكري العربي" و"الحرب الصليبية الثامنة".