في الوقت الذي كان فيه كل من المغرب وتونسوتركيا وجهات مفضلة أخرى تغري السياح الفرنسيين من أجل قضاء عطلاتهم، فإن الهجمات الإرهابية التي عرفها متحف "باردو" وكذلك الهجوم على صحيفة "شارلي ايبد" منتصف العام الحالي، وغيرها من الأحداث، كانت عاملا أساسيا في أن لا يختار الفرنسيون هذه البلدان لقضاء عطلتهم خلال الصيف الماضي. وسجل عدد السياح الفرنسيين الذين زاروا المغرب، ما بين شهريي يونيو وغشت الماضي، تراجعا، بحسب الإحصاءات الأخيرة التي أصدرها اتحاد وكالات الأسفار الفرنسية، إذ عرفت الرحلات الجوية في اتجاه المغرب انخفاضا بنسبة 30 في المائة. في هذا الإطار، أكد وزير السياحة، لحسن حداد، الأرقام الصادرة عن اتحاد وكالات الأسفار الفرنسية، مقرا بتراجع أعداد السياح الفرنسيين الوافدين على المغرب خلال الشهور الأخير، لكنه أوضح حداد، في تصريح لهسبريس، أن هذه الأرقام ليست شاملة، بل تهم فقط 20 في المائة من السياح الفرنسيين، ذلك أن 80 في المائة منهم لا يأتون عن طريق مروجي الرحلات. وأشار المتحدث إلى أن أعداد السياح الوافدين من فرنسا تراجعوا بنسبة ثلاثة في المائة فقط خلال الأشهر الماضية، مبرزا أن ذلك راجع بشكل أساسي إلى "وجود خلط في أذهان الفرنسيين بين الإسلام وخطر التعرض لهجوم إرهابي". وأدت الأحداث التي عرفتها المنطقة أخيرا إلى التأثير على السياحة بالبلاد بشكل عام، إذ تراجعت حركة السياحة الدولية بالفنادق المغربية بنحو 7 بالمائة، كما انخفضت ليالي مبيت السياح الفرنسيين بنسبة 27 في المائة خلال النصف الأول من العام الحالي. وليس المغرب وحده الذي لم يجذب السياح الفرنسيين هذا العام، بل هو الحال كذلك بالنسبة لكل من تركياوتونس، إذ انخفض عدد الرحلات الجوية إلى تونس بنسبة 55 في المائة مقابل انخفاضها في اتجاه تركيا بنسبة 36 في المائة. في المقابل، فضل السياح الفرنسيون التوجه أبعد ما يمكن عن بؤر التوتر، حيث ارتفعت الرحلات الجوية من فرنسا في اتجاه كل من ايسلندا وكوبا وجزر سيشل واليابان، بحسب المصدر نفسه.