سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أزمة السياحة تجمع حداد وحصاد وتبسيط مساطر دخول المملكة ضمن الأولويات استمرار «نزيف» السياح الفرنسيين والوزير الوصي يقول إن أرقام جمعية الوكلاء غير شاملة
أياما قليلة على صدور إحصائيات الجمعية الفرنسية لوكلاء الأسفار الفرنسية التي جاءت مخيبة لآمال السياحة المغربية، إذ كشفت فقدان المملكة 30 في المائة من رحلات السياح الفرنسيين، خرج وزير السياحة المغربي لحسن حداد بشكل مكثف في محاولة للتخفيف من تأثير هذه الأرقام على السياحة المغربية وقال إن المغرب يظل الوجهة الأكثر تفضيلا من لدن السياح الفرنسيين، خارج أوربا. حداد الذي كان يتحدث على هامش زيارة للمعرض الدولي لمهنيي السياحة (طوب ريزا)، الذي تقام دورته السابعة والثلاثون بباريس، أضاف: «أنه رغم أننا شهدنا سنة صعبة في علاقة بالسوق الفرنسية، إلا أن هذه الأخيرة تحتل دوما المرتبة الأولى، باعتبارها سوقا ذات أولوية بالنسبة للمغرب». وكانت جمعية وكلاء الأسفار الفرنسية كشفت في آخر إصدار لها «تراجع إقبال السياح الفرنسيين على كل من المغرب وتونسوتركيا، بصورة لافتة، منذ بداية العام الحالي، وفسرت النقابة الفرنسية هذا التراجع بالهاجس الأمني الكبير لدى الفرنسيين خاصة بعد هجومين إرهابيين في تونس واضطرابات سياسية وهجمات إرهابية في تركيا، فيما لم توضح مرد هذا التراجع على مستوى السوق المغربية. ولاحظ المصدر الفرنسي ذاته أن السياح الفرنسيين حولوا وجهاتهم السياحية إلى أماكن بعيدة على غرار آيسلندا وكوبا وجزر السيشل واليابان والتي يعتبرها الفرنسيون آمنة. خروج الوزير حداد، الذي يصر على التأكيد على أن الأرقام التي أصدرتها الجمعية الفرنسية ليست شاملة، بل هي أرقام تهم 20 في المائة من السياح الفرنسيين، على اعتبار أن 80 في المائة منهم لا يأتون عن طريق مروجي الرحلات، (خروجه) شمل أيضا لقاء مع ممثلي وسائل الإعلام الفرنسية بهدف إطلاعهم على المؤهلات والأسس التي تقوم عليها الصناعة السياحية المغربية، إذ قدم تشخيصا حول تأثير تداعيات الأزمة الأوروبية والربيع العربي على وتيرة توافد السياح الأجانب على بلدان شمال إفريقيا. حداد شدد على أن أعداد السياح الوافدين من فرنسا تراجعوا بنسبة 3 في المائة فقط خلال الأشهر الماضية، مبرزا أن ذلك راجع بشكل أساسي إلى وجود خلط في أذهان الفرنسيين بين الإسلام وخطر التعرض لهجوم إرهابي. وأضاف أن المبادرات التواصلية من شأنها إبراز الإصلاحات السياسية والاقتصادية، وفي الحقل الديني التي نهجها المغرب، فضلا عن مبادرات المغرب التي أعطت أكلها. على صعيد متصل اضطر التراجع الذي تسجله السياحة الوطنية واستمرار انخفاض عدد السياح الذين يختارون الوجهات السياحية الوطنية إلى عقد لقاء تشاوري حضره محمد حصاد، وزير الداخلية، ولحسن حداد وزير السياحة، فضلا عن رئيس الكنفدرالية الوطنية للسياحة وممثلين عن الفدراليات السياحية. وحسب المعطيات التي تسربت من الاجتماع فقط، تم التأكيد على أهمية مواكبة وزارة الداخلية للصناعة السياحية من خلال التركيز على تحسين صورة الوجهة المغربية والرفع من جودة التجربة السياحية عبر التواصل حول العمل الإيجابي والمهني الذي تقوم به المصالح الأمنية على المستوى الأمني، كتفكيك الخلايا الإرهابية، وإبراز تدني مستوى الجريمة بالوسط الحضري. كما عرف اللقاء أيضا طرح فكرة ضرورة تبسيط مساطر الولوج لمراكز الحدود المغربية، وتحسين جودة الاستقبال، وتبسيط الإجراءات الإدارية بالمطارات، والعمل على حل إشكالية نقص الموارد البشرية. وكانت آخر إحصائيات الأداء السياحي كشفت أن عدد السياح الوافدين على وجهة المغرب بلغ أزيد من 4,3 ملايين وافد خلال الفصل الأول من سنة 2015 ، مسجلا انخفاضا نسبته 2,9 في المائة خلال سنة واحدة. وأوضحت مديرية الدراسات والتوقعات المالية، التابعة لوزارة الاقتصاد والمالية، التي نشرت مذكرة حول الظرفية الاقتصادية لشهر غشت 2015 أن انخفاض عدد السياح الفرنسيين (ناقص 8,2 في المائة) يشكل ما نسبته 97,3 في المائة من هذا التراجع، بعد أن سجل ارتفاعا نسبته 6,1 في المائة في متم يونيو 2014 . وأبرزت المذكرة أن حجم ليالي المبيت في مؤسسات الإيواء المصنفة انخفض بنسبة 11,2 في المائة خلال الستة أشهر الأولى من سنة 2015، بفعل تراجع ليالي مبيت غير المقيمين بنسبة 15,6 في المائة، وانخفاض ليالي مبيت السياح الفرنسيين بنسبة 27,2 في المائة.