لا تزال تداعيات الأحداث الإرهابية التي هزت عددا من الدول، خاصة أحداث العاصمة الفرنسية باريس والحدث الإرهابي الذي شهدته سوسة التونسية، ترخي بظلالها على قطاع السياحة في المملكة، رغم التطمينات التي تصدر في مناسبات عديدة عن وزير السياحة لحسن حداد، ويظهر أن المعطيات التي تصدر عن أكثر من جهة لها علاقة بالقطاع تفيد بأن هناك تراجعا معتبرا في عدد السياح الأجانب الذين اختاروا الوجهة المغربية، خاصة من الدول الأوربية وعلى رأسها فرنسا الزبون التقليدي للمغرب، خاصة مع نشر الجمعية الفرنسية لوكالات الأسفار لأرقام مقلقة تتحدث عن أنه إلى غاية نهاية شهر يوليوز الماضي تم تسجيل تراجع نسبته 42 في المائة من حيث عدد الرحلات، ليكرس بذلك النتائج السلبية المحققة خلال النصف الأول من العام الحالي. آخر الأرقام التي تكشف حقيقة وجود أزمة في القطاع السياحي كانت تلك التي صدرت عن مديرية الدراسات والتوقعات المالية، التابعة لوزارة الاقتصاد والمالية، التي تحدثت في آخر إصداراتها عن أن عدد السياح الوافدين على وجهة المغرب بلغ أزيد من 4,3 ملايين وافد خلال الفصل الأول من سنة 2015، مسجلا انخفاضا نسبته 2,9 في المائة، خلال سنة واحدة. وأوضحت المديرية التي نشرت، أخيرا، مذكرة حول الظرفية الاقتصادية لشهر غشت 2015، أن انخفاض عدد السياح الفرنسيين (ناقص 8,2 في المائة) يشكل ما نسبته 97,3 في المائة من هذا التراجع، بعد أن سجل ارتفاعا نسبته 6,1 في المائة في متم يونيو 2014. في المقابل – تضيف المديرية – قلص من حدة هذا التراجع الأداء الجيد على مستوى السياح الألمان (زائد 14 في المائة) والإنجليز (زائد 5 في المائة) والأمريكيين (زائد 2 في المائة)، مشيرة أيضا إلى ارتفاع عدد الوافدين من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج بنسبة 3,4 في المائة متم يونيو 2015 . وأبرزت المذكرة أن حجم ليالي المبيت في مؤسسات الإيواء المصنفة انخفض بنسبة 11,2 في المائة، خلال الستة أشهر الأولى من سنة 2015، بعد أن تعزز ب7 في المائة السنة الماضية، بفعل تراجع ليالي مبيت غير المقيمين بنسبة 15,6 في المائة، وانخفاض ليالي مبيت السياح الفرنسيين بنسبة 27,2 في المائة. وبالنظر لهذه المعطيات، شهدت مداخيل السياحة، خلال الفترة نفسها، انخفاضا نسبته 6,8 في المائة، إلى 24,3 مليار درهم، بعد ارتفاع نسبته 4,9 في المائة في متم يونيو 2014 . وفي نهاية يوليوز 2015، بلغت هذه المداخيل، حسب المصدر ذاته، أزيد من 30,3 مليار درهم، مسجلة تراجعا نسبته 3,1 في المائة، ليسجل بذلك تباطؤ في وتيرة الانخفاض. ومقابل هذه الأرقام التي تدعو إلى التأمل، تظل وزارة السياحة المغربية متفائلة بإمكانية تجاوز تأثيرات الأحداث الإرهابية، مع إصرار الوزير الوصي على القطاع على نفي أي تأثير مباشر لها على تراجع استقطاب السياح إلى المملكة، وأيضا تراجع المداخيل السياحية. والحديث بالمقابل عن ارتباطها بالسياق الجيو سياسي للمنطقة والظرفية الاقتصادية في أوروبا. وعموما، فإن أرقام وزارة السياحة لشهر غشت الأخير تتحدث عن ارتفاع عدد السياح الوافدين على المراكز الحدودية ب 1,5 في المائة عند متم يوليوز 2015 مقارنة مع الفترة نفسها من سنة 2014. وأفادت وزارة السياحة أن عدد السياح الوافدين على المراكز الحدودية بلغ 6 ملايين و25 ألف سائح في متم يوليوز 2015، مضيفة أن هذه النتائج الإيجابية المسجلة مكنت من امتصاص الأداء السلبي المسجل في بداية السنة، والمرتبط بالسياق الجيوسياسي للمنطقة والظرفية الاقتصادية في أوروبا، وتعزيز أداءات القطاع ، بفضل السياسة المعتمدة في مجال الترويج والتواصل والعروض السياحية، بالإضافة إلى استراتيجية تنويع الأسواق المصدرة وقنوات التوزيع المعتمدة من قبل إدارة السياحة.