في الوقت الذي تناسلت فيه الأخبار والروايات حول فرضية وقوع ضحايا مغاربة خلال حادث التدافع الذي وقع في مشعر "منى" يوم العيد، التزمت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ووزارة الخارجية والتعاون، الصمت بشأن العدد المفترض للضحايا المغاربة في الحادث. ومقابل ذلك، نشرت وكالة الأنباء الفرنسية، قصاصة صباح اليوم الجمعة، تتحدث فيها عن رقم مخيف لعدد المغاربة الذين سقطوا جراء هذا الحادث، حيث كشفت أن 87 حاجا مغربيا توفوا نتيجة التدافع في منى، اعتمادا على رقم روجته وسائل إعلام مغربية. قصاصة الوكالة الفرنسية أوردت، استنادا لما نشرته بعض الدول عن عدد رعاياها الذين سقطوا في الحادث، حيث كان الإيرانيون الأكثر تضررا من الحادث، ب131 وفاة، في ما جاء المغرب ثانيا رغم عدم وجود إحصاءات رسمية ب87 حالة وفاة، نقلا عن موقع مغربي، ثم الكامرون التي أكد الناطق الرسمي باسم حكومتها أن عدد الحجاج الكاميرونيين الذين توفوا في الحادث بلغ 20 شخصا. وبالموازاة مع ذلك، سقط 14 حاجا هنديا ومصريا، بالإضافة إلى ثمانية حجاج صوماليين، وسبعة باكستانيين، وخمسة سنغاليين، في حين توفي ثلاثة حجاج من الجزائر، بحسب ما كشفته السلطات الجزائرية. هذا التضارب في الأرقام، يغذيه غياب أرقام رسمية للسعودية عن جنسيات الضحايا، والعدد النهائي للوفيات والجرحى، حيث استقر آخر إحصاء عند 717 حالة وفاة، وفق الدفاع المدني السعودي. أرقام أثارت جدلا كبيرا في مواقع التواصل الاجتماعي، مع غياب كامل لوزارتي الأوقاف والخارجية عن المشهد، وعدم إصدارهما لأية بلاغات اليوم الجمعة، عدا البلاغ اليتيم الذي أصدرت السفارة المغربية في السعودية مساء الخميس، أكدت فيه أنه لا وجود لأخبار عن ضحايا مغاربة في الحادث. وبحسب متابعين، فإن هذه الضبابية حول أرقام الضحايا المغاربة في حادث التدافع في منى، تعود بالأساس إلى ضعف تنظيم البعثة المغربية في الحج، في المدينةالمنورة و في مكة، ذلك أن "المسؤولين في الديار المقدسة يعجزون عن ضبط الحجاج المغاربة". وتزداد صعوبة هذا الضبط، يوم عرفات، بعد أن "يصعب الاتصال بالحجاج خاصة المسنين منهم، والذين قد يغيب بعضهم لمدة أسبوع قبل أن يعود إلى مجموعته في الحج". وأكد بعض الحجاج الذين كانوا شاهدين على واقعة "منى"، أنه لحد الساعة لا توجد أية أرقام دقيقة عن عدد الضحايا المغاربة، في ما تسود حالة من الترقب والانتظار وسطهم، بسبب ما نشرته بعض وسائل الإعلام كون مغاربة كثر قد توفوا جراء التدافع الذي كان يوم العيد خلال رمي الجمرات. وأفاد حاج مغربي لهسبريس، أن حجم الازدحام الذي شهده "شارع 204" مكان وقوع الحادث، "لا يمكن تصوره، وأدى إلى تفرق الحجاج المغاربة الذين كانوا موزعين على مجموعات"، مضيفا أن عددا منهم فقد هاتفه بعد الحادث مما عقد من إمكانية التواصل معهم. وأكد المصدر ذاته، أنه في الوقت الذي اعتقد فيه عدد من الحجاج أن بعض رفاقه في الحج قد توفي جراء الحادث، رجعوا إلى المخيم بعد ساعات، وفي مساء يوم أمس الخميس"، مشددا على أن "عدم العثور على بعض الحجاج لا يعني بالضرورة سقوطهم في الحادث".