أعادت زيارة الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، التي قام بها إلى المغرب يومي السبت والأحد الأخيرين، الوزير الأول الأسبق، وقائد حكومة التناوب الشهيرة، عبد الرحمان اليوسفي، أحد الوجوه التاريخية لحزب الاتحاد الاشتراكي، إلى الأضواء من جديد، بعد أن ظل "مختفيا" منذ انعزاله عن العمل السياسي. وعاد اليوسفي إلى الواجهة "دون أن يختار ذلك من تلقاء نفسه"، وفق مصادر مطلعة، حيث إنه كان من بين الشخصيات التي حرص الرئيس الفرنسي على استدعائها، وذلك بتنسيق مع القصر الملكي، باعتبار الصداقة التي تجمع الرجلين منذ سنوات خلت، إذ حضر في مأدبة العشاء ليوم السبت، ثم مأدبة الغداء يوم أمس، واللتان أقيمتا على شرف ضيف المملكة. وفي المشهد الأول ظهر اليوسفي بمناسبة مأدبة العشاء ليوم السبت، في باحة القصر الملكي مرشان بطنجة، وهو يصافح الرئيس الفرنسي، بجوار الملك محمد السادس، حيث تجاذب الثلاثة أطراف حديث ودي، بينما كان رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، على بعد خطوات قليلة يراقب اللقاء. وفي المشهد الثاني، ظهر اليوسفي من جديد على مائدة الغداء الذي أقامه العاهل المغربي على شرف رئيس الجمهورية الفرنسية، حيث كان يجالس عددا من الشخصيات المغربية والفرنسية، وهي الطاولة التي عرفت تواجد وزراء ومثقفين وفنانين فرنسيين من أصول مغربية. وكان اليوسفي يجلس في الصف على يسار الملك، بجانب مقعد الأمير مولاي رشيد، وأيضا الوزيرة الفرنسية السابقة، رشيدة داتي، بينما كان مصطفا على الجانب الأيمن من كرسي الملك، وزيرة العمل والتكوين المهني، مريم الخمري، ووزيرة التعليم، نجاة بلقاسم فالو، مغربيتا الأصل، كما حضر المأدبة الكوميدي جمال دبوز، وجاك لانغ، رئيس معهد العالم العربي، والمستشار الملكي، فؤاد علي الهمة. عودة اليوسفي إلى "الأضواء" واكبه فضول أبداه متابعون ومراقبون إزاء الظهور الجديد للزعيم المغربي إلى جانب الملك، حيث كانت آخر صورة جمعتهما تلك المتداولة بشكل كبير، وضمت اليوسفي وهو يحادث الملك بعد تربعه على عرش المملكة، وكان يشير بأصبعه، فيما كان الملك يتابع حديثه باهتمام. ظهور اليوسفي إلى جانب الملك مرتين، الأولى وهو يقف بجواره مع الرئيس الفرنسي، والثانية في مائدة الغذاء التي "تغيب" عنها رئيس الحكومة الحالي، فسره البعض بكونه إشارة إلى "اعتناء" الجالس على العرش بشيخ الاشتراكيين المغاربة، وقائد سفينة حكومة التناوب، وأيضا تكريما له على ما بصمه في المشهد السياسي المغربي، وعلاقات المملكة بفرنسا. ويرى البعض أن حضور اليوسفي إلى لقاء العاهل المغربي بضيفه الفرنسي، يؤكد ما سبق أن أكده الزعيم الاتحادي من قبل، في حوار "يتيم" أدلى به لإحدى الصحف العربية، بعد انقطاع طويل مع الإعلام، قال فيه إن الملك يطلب أحيانا رأيه في بعض القضايا، آخرها لدى تشكيل الحكومة الحالية التي يقودها بنكيران. وكان اليوسفي قد كشف عن كونه أحيانا يلتقي الملك بعيدا عن أضواء الإعلام، وأحيانا يتواصلان عبر الهاتف، آخرها حسب الزعيم الاشتراكي كانت يوم احتفاله بعيد ميلاده التسعين، في الرابع من مارس 2014، وقال عن الملك قام حينها بالتفاتة جميلة شملته هو والأصدقاء الذين احتفلوا معه بالمناسبة.