الرباط - "مغارب كم" - محمد بوخزار اتفقت مصادر دبلوماسية مغربية وإسبانية على أن الأزمة الحكومية التي يجتازها المغرب، لن تؤثر على طبيعة الزيارة التي سيقوم بها إلى المغرب العاهل الإسباني خوان كارلوس. وذكرت مصادر متطابقة أن ضيف المغرب الكبير، سيحل بمطار الرباط / سلا، عشية يوم الاثنين الموافق لمنتصف شهر يوليو الجاري، حيث سيكون في طليعة مستقبليه الملك محمد السادس. وتأكد أن كل وزراء الخارجية السابقين خلال العهد الديموقراطي، لبوا رغبة الملك الإسباني، حيث سيكون برفقته 9 منهم، باستثناء الشيخ فرناندو موران، أول وزير خارجية في عهد الاشتراكيين برئاسة زعيمهم الأسبق فيليبيغونثالث. ولن يتمكن،موران،من السفر إلى الرباط بسبب تقدمه في السن واعتلال صحته، إذ لم يعد له ظهور في المشهد السياسي الإسباني خلال السنوات الأخيرة، وهو أحد الذين عملوا على تقوية العلاقات مع المغرب وأول وزير اشتراكي زار الرباط أما وزير الخارجية الثاني الذي لن يكون حاضرا، فقد غيبه الموت، ويتعلق الأمر بالراحل فرناندو أوردونييث، الذي خلف "موران " في المنصب ليأتي بعدهما الوزير، خافيير سولانا، المسؤول السابق عن الأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوربي. وطبقا لما رشح من أخبار عن الزيارة فإن العاهل المغربي سيقيم مأدبة عشاء على شرف الملك الإسباني ومرافقيه قبل عودته إلى مدريد يوم الخميس المقبل، وبعد أن يحضر ملتقى لرجال الأعمال من بلاده والمغرب، في الدارالبيضاء، يتوقع أن يتزامن مع توقيع عدة اتفاقيات ذات طابع اقتصادي. ويستقبل ملك إسبانيا خلال مقامه، رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران، ما يعطي الانطباع أن إسبانيا تتعامل مع المغرب دولة بصرف النظر عن المشاكل الداخلية التي تواجهها حكومة الرباط، وهو ما ذهب إليه الوزير المغربي يوسف العمراني، الذي يعرف إسبانيا جيدا، في معرض تصريحاته للصحافة الإسبانية . وكان بنكيران، قد تعرف على ملك إسبانيا أثناء زيارته الأولى للعاصمة الإسبانية حيث استقبله الملك في القصر الملكي ودارت بينهما محادثات وتبادل كلمات اتسمت بالود بل سادها جو من المرح. إلى ذلك ذكرت مصادر صحفية إسبانية أن الزيارة لن تخلو من إثارة بعض القضايا الإنسانية مثل مشكل كفالة الأطفال المغاربة المتخلى عنهم في إسبانيا، كما سيثير الجانب الإسباني ملف بعض المسجونين في المغرب على خلفية إدانتهم بالإتجار في المخدرات، بعضهم يقضي عقوبات بالسجن في المغرب. جدير بالذكر في هذا الصدد أن ملك المغرب، أصدر عفوه في مناسبات عديدة على مسجونين إسبان، بناء على مناشدات من عائلاتهم ومن منظمات حقوقية وعلى الرغم من أن أجندة ملك إسبانيا، ممتلئة بالملفات التي سيناقشها مع الملك محمد السادس، فإنه سيخصص حيزا من الوقت لممارسة التمرينات الرياضية التي أمر بها أطباؤه المرافقون له . ومعلوم أن خوان كارلوس، يمضي الأيام الأخيرة من فترة نقاهة قائمة على الترويض الطبي على أثر العملية الجراحية على العمود الفقري التي أجريت له في شهر مارس الماضي، قال الأطباء حينذاك إنها كللت بالنجاح التام، خضع لها في عيادة متطورة جدا بالعاصمة مدريد مجهزة بأدق الأجهزة . وفي نفس السياق، لن تخلو الزيارة من تبادل الهدايا بين الملكين . وذكرت مصادر مقربة من القصر الملكي في مدريد، أن خوان كارلوس، يحمل معه هدية إلى الملك محمد السادس هي عبارة عن مخطوط نادر من التراث العربي الإسلامي وتساءل المراقبون في الرباطومدريد، إن كان الملك محمد السادس، سيدعو إلى مائدة العشاء الوزراء السابقين في الخارجية خاصة الذين كان لهم دور مشهود في تدعيم علاقات التعاون وحسن الجوار بين البلدين أمثال محمد بن عيسى والطيب الفاسي الفهري المستشار الحالي بالديوان الملكي، وآخرين اختفوا من الساحة الدبلوماسية بسبب التقدم في السن أو الوفاة مثل الطبيب مولاي احمد العراقي، وامحمدبوستة وعبد الواحد بلقزيز، ومن الذين توفوا عبد اللطيف الفيلالي وأحمد الطيبي بنهيمة. ومن الواضح أن الملكة دونيا صوفيا، لن تكون إلى جانب زوجها خلال زيارة المغرب . حيث لم تتم الإشارة إليها في الأخبار المتداولة عن الزيارة.