تحظى الزيارة، التي يقوم بها العاهل الإسباني إلى المغرب ابتداء من يومه الاثنين إلى غاية الخميس، باهتمام غير مسبوق، حتى إن القصر الملكي الإسباني ذكر في بلاغ له أنها ستشكل «علامة فارقة» في العلاقات الثنائية بين البلدين، فيما أكد بلاغ للخارجية الإسبانية أنها زيارة «بالغة الأهمية». ففي سابقة من نوعها، تعتبر هذه أول زيارة لزعيم دولة إلى المغرب في شهر رمضان، كما أن القصر الملكي الإسباني وجه الدعوة إلى جميع وزراء الخارجية، منذ نهاية الدكتاتورية، الذين ما زالوا على قيد الحياة وعددهم عشرة، وذلك لمرافقته إلى المغرب، وقد لبى هذه الدعوة تسعة وزراء، فيما اعتذر وزير الخارجية في عهد أول حكومة لفليبي غونزاليث، فرناندو موران، 87 سنة، وذلك لأسباب صحية. واعتبر المراقبون أن هذه الدعوة التي لباها وزراء من اليمين واليسار، تؤكد أن العاهل الإسباني هو الوحيد القادر على تجميع مختلف القوى من حوله للدفاع عن مصالح إسبانيا وتحسين صورتها في الخارج، كما أنها تأكيد على مدى الاهتمام الذي توليه مدريد للرباط والعلاقات المتينة بين القصر الملكي الإسباني والقصر الملكي المغربي، وهو ما أشارت إليه يومية «أ بي سي» نقلا عن مصدر دبلوماسي قائلا «هناك ميزة لدينا لا تتوفر للدول الأخرى، وهي العلاقة الخاصة التي تجمع الملك مع العائلة الملكية، وفي اللحظات الضرورية فهذه العلاقة هي ما يرجح الكفة». بالإضافة إلى ذلك يرافق العاهل الإسباني خمسة وزراء، على رأسهم وزير الخارجية خوسي مانويل غارسيا مارغايو، الذي سيظل رفقة خوان كارلوس طيلة الأيام الأربعة مدة الزيارة، ثم وزراء الداخلية، العدل ، الصناعة والتجهيز. كما سيرافق العاهل الإسباني عدد كبير من رجال الأعمال ورؤساء المقاولات الكبرى ، حوالي 27 مقاولة، حيث ستجرى لقاءات مع المسؤولين المغاربة ابتداء من الثلاثاء، لقاءات تراهن عليها إسبانيا لاسترجاع مكانتها كأول شريك اقتصادي للمغرب. ومعلوم أن إسبانيا استطاعت في 2012 للمرة الأولى أن تصبح الشريك الاقتصادي الأول للمغرب متفوقة على فرنسا التي عادت لتصبح شريك المغرب الأول في بداية 2013 . بالإضافة إلى ذلك سيرافق العاهل الإسباني مدير معهد سيرفانتيس وعمداء 13 جامعة، في إشارة إلى رغبة الجهود التي تبذلها مدريد لنشر اللغة والثقافة الإسبانية في المغرب الذي مازالت فيه الفرنسية مهيمنة على باقي اللغات الأجنبية.