أوقفت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أحد خطباء الجمعة بالدارالبيضاء، بعد اتهامه "بالدخول في حساسيات ضيقة"، وتعود تفاصيل القضية، بحسب المعطيات المتوفرة، إلى خطبة يوم الجمعة 14 غشت المنصرم، حيث ألقى إمام مسجد الحاج عبد الرحمان، بالحي المحمدي في الدارالبيضاء، خطبة حول ثورة الملك والشعب وعيد الشباب، تحدث فيها بإسهاب عن "احتفالات الشعب المغربي بهاتين المناسبتين". وبعد أن ألقى الخطيب، عمر العروش، الخطبة التي وزعتها المندوبية الجهوية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أعاد قراءة بعض مضامين الخطبة بطريقة "ارتجالية"، لكنه أضاف بعض التعديلات. العروش أكّد ، في تصريح لهسبريس، أن العبارة التي أثارت الوزارة، وكانت سببا في مراسلته في البداية وعزله في المرحلة الثانية، هي قوله إن "جميع الإيديولوجيات باءت بالفشل بدءً من الماركسية والاشتراكية"، مضيفا بأنه تحدث عن ما اعتبره "رفضا للمغاربة لهذا التوجه وتمسكهم بالإسلام". المتحدث ذاته أوضح أن الجملة التي استعملها خلال الخطبة لم يكن يقصد بها توجيه الناخبين، بل كان المقصود هو "دعوة المصلين للعودة إلى الإسلام الحقيقي، إسلام التسامح الذي نهجه المغرب بقيادة أمير المؤمنين الملك محمد السادس نصره الله"، على حد تعبيره. وفي ذات السياق، ذكر خطيب الجمعة المعزول أن ما قاله "ما كان ليكون له هذا الأثر لو لم يأت في سياق الانتخابات الجهوية والجماعية"، معترفا بأنه "خطأ غير مقصود". وبعد هذه الخطبة، أكد الإمام أنه توصل بمراسلة من المندوبية الجهوية للأوقاف والشؤون الإسلامية تستفسره حول المقصود في هذه العبارة، مشددا على أنه لم يكن يقصد الزج بنفسه في الحسابات الانتخابية. وكانت أحزاب فيدرالية اليسار قد وضعت، مباشرة بعد الخطبة المثيرة للجدل، شكاية ضد الخطيب عمر العروش، تتهمه فيها ب"استهداف اليسار"، والدعوة إلى عدم التصويت له في الاستحقاقات الانتخابية، مقابل دعم حزب العدالة والتنمية. العروش ردّ على هذه الاتهامات بالتأكيد على أنه لم يكن يقصد الدعوة لطرف سياسي دون آخر، وأنه "منذ أن تقلد مسؤولية الإمامة والخطابة وهو يهدف إلى خدمة البلاد ولا يهتم بمن ينجح في الانتخابات"، مبعدا عن نفسه تهمة "الدخول في حساسيات ضيقة"، بحسب ما ورد في مراسلة مندوبية الأوقاف والشؤون الإسلامية بالدارالبيضاء. ونفى عمر العروش أي انتماء سياسي له، مضيفا أنه لم يسبق له أن انخرط في أي حزب من الأحزاب، وذلك بعد أن درس الشريعة الإسلامية في مدارس سوس، وأصبح إماما في المسجد منذ ثلاث سنوات، مناشدا "الجهات المسؤولة التراجع عن قرار تجريده من كل مهامه الدينية".