على الرّغم من اتفاق قادة أحزاب الأغلبية على إيلاء الأولويّة للتحالف فيما بيْنها على مستوى رئاسة المجالس الجهوية، وعدم التحالف مع أحزاب المعارضة إلا في حال تعذّر ذلك، إلّا أنَّ رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار المشارك في الحكومة، ترَكَ الباب مُواربا أمامَ التحالف مع أحزاب المُعارضة، لتشكيل مجالس الجهات. وحَاولَ صلاح الدّين مزوار خلال ندوة صحافيّة عقدها مساء اليوم بمقرّ حزبه بالرباط أنْ يُمسكَ العصا من الوسط حينَ حديثه عن مسألة التحالف على مستوى الجهات، وقال: "هناكَ مبادئ اتفقنا عليها في الأغلبية، لكنْ يجبُ أن نتصرّف بدون إقصاء الآخرين"، في إشارةٍ إلى أحزاب المعارضة. وفي الوقت الذي أبْدى الأمناء العامّون لأحزاب المعارضة الأكثر تمثيلية في البرلمان، (الاستقلال والاتحاد الاشتراكي والأصالة والمعاصرة)، إصرارهم على عدم الدخول في أيّ تحالُفٍ يضمّ حزب العدالة والتنمية المتزعم للتحالف الحكومي، قالَ مزوار: "يجب علينا أنْ نخرج من منطق الحسابات القائمة على منطق الأغلبيّة والمعارضة، وأن نفكّر بطريقة مختلفة". وأضاف المتحدّث أنَّ الظرفيّة الراهنة تقتضي من الأحزاب السياسية الانكباب على التفكير بشأن كيفيّة تسيير الجهات، دون الدخول في صراعات بيْن الأغلبية والمعارضة"، في إشارة إلى أنَّ جميع الاحتمالات بشأن التحالفات واردة، موضحا أنَّ المفاوضات بشأن التحالفاتِ لم تبْدأ بعد، سواء فيما يتعلّق بالتحالف لرئاسة الجهات أو مجالس المدن. وزكّى رشيد الطالبي العلمي، القيادي في حزب التجمّع الوطني للأحرار سياسية "الأبواب المفتوحة" التي أعلنَ عنْها مزوار إزاءَ أحزاب المعارضة، وقالَ العلمي إنّ التحالف على مستوى الجهات، بعد التقطيع الجهوي الجديد، وفي إطار وضع أسس الجهوية المتقدمة، يقتضي "أن يجلسَ الجميعُ إلى طاولة واحدة، لأنّ ما يهمّ هو كيفية التدبير المؤسساتي للجهات". ودعا العلمي الفرقاء السياسيين إلى "التحلّي بنوع من الرزانة ووضع مسافة بين الأسبوعين اللذين تدومهما الحملة الانتخابية وبين تدبير المؤسسات المنتخبة الذي يدوم ستّ سنوات"، وأضاف: "عليْنا أن نجلس ونبحث عن حلول أنجع تفيد المواطنين"، وأيّد مزوار كلام العلمي بالقول: "الالتزام السياسي لا يعني أن أكون في وضعية اصطدام مع الطرف السياسي الآخر"، في إشارة إلى المعارضة. وعلى صعيد التحالفِ لرئاسة المجالسِ الجماعيّة يبْدو أنَّ أحزاب الأغلبية والمعارضة ستضع جميع خلافاتها جانبا، وستتحالفُ فيما بيْنها، وذهبَ صلاح الدين مزوار إلى القول إنّ أحزاب الأغلبية إذا احتاجت إلى أحزاب الأغلبية ستتحالف معها، والعكس، وأضاف: "منْ يقول لكم إنّ كل شيء إنّ كل شيء ثابت بنسبة مائة في المائة فهذا غير عقلاني"، وتابع: "لا يجب أن نزايد على بعضنا". على صعيد آخر، أبْدى رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار "رضاه" عن النتائج التي حققها الحزب في الانتخابات الجماعية والجهوية، وإنْ أشار إلى أنّ حزبه كانَ يطمحُ إلى احتلال الرتبة الثالثة التي احتلّها حزب العدالة والتنمية. وقالَ مزوار تعليقا على النتيجة التي حققها الPJD: "ربما هناك حزب استفاد أكثر، لكن ذلك كان بفضل العمل الحكومي المشترك، والقيمة المضافة لحزب التجمع الوطني للأحرار"، وزاد: "ما كاينش شي واحد اللي رابح، الرابح الأكبر هو المواطن المغربي".