لا أعتقد أنه يُوجد إثنانيخْتلفان حول أن الهجرة لحْريكّْة ,هي بمثابة برهانٌ واضح على مدى فشل الجهات المسؤولة في إخراج المغرب و مؤسساته من التدهور و الإختناق والسيْر به نحو النماء،فلو لم تكن هناك أزمات إجتماعية وإقتصادية وسياسية و حتى فكرية...ما خرج المغربيُّ الأميٌُ و المتعلم،الرجل و المرأة،الكبير و الصغير من بلدهم و أصلِهم المغرب, هذا من جهة،و من جهةٍ أخرى،كون الهجرة لحْريكّْة هي دليل صارخ على إنهزامية الإنسان المغربي بشكل عام، العاجز عن بناء وطنٍ يضمن عيشاً كريما لهُ وللأجيال القادمة. "" فإذا كان خروجُ و هروب المغاربة بشتى الأساليب و الوسائل نحو البلدان المختلفة،يعَدُّ حْشُومَة و وَصْمة عارٍ على جبيننا جميعاً ،...فكيف يُمْكن لي وأنا واحد من المغاربة اللاجئين إقتصادياً بالخارج ، أن أهضم فكرة ذلك اليوم الذي أراده صناع القرار في المغرب ،أن يكون عيداً يحتفى فيه (بالإخوان المهاجرين) ،وهو يوم 10غشت المعروف باليوم الوطني للجالية المغربية .المُقيمة بالخارج أظن و اللهُ أعلم،أنه أضحى من اللازمِ على للمغربي والمغربية أن يرحلاَ عن وطنهما ،كيْ يجدا بعد ذلك ،عند مسؤوليهم الإهتمام الكامل و الإحترام الفائقْ.. سأكون غبياً أكثر من الحمار، إن كان الحمار غبياً فعلاً،و سأُُصدِّق أننا نحضى لدى من إخترَعُوا يوم الجالية بكامل الرعاية و الحنان،و أن المغربي المُهاجر يوجد على رَاسْهُمْ و عينِهمْ..، لأَطلُب منهم إجاباتٍ بسيطة عن تساؤلاتي السهلة والتي لم تترك خاطِري ينشرح لهذا العيد الفريد مع كل أسفْ.. و أتساءل إن كان هنالك خلف البحار،واحد من أبناء المغرب يلتفتُ لعيده الممنوح...؟ و هل في عُرفِ واضِعي عيد المهاجر، أنهُ منَ الطبيعي أن يهجُر الناس و يَحْركُّْون بهذا الشكل الذي ينخُر المجتمع المغربي ؟.. و هل في نظرهم السديد ،أنهُ من المعقول أن لا يستفيد مغربنا بكل قطاعاته الإجتماعية والإقتصادية و السياسية و غيرها..،من أُطُره و عقوله و طاقاتِه.. التي تغادرهُ لتُلتقط ثم تستثمر و تستغل في دول الإستقبال..؟ . و هل نسيتم أم تناسيتم ،يا مخْترعي الإحتفال بالمهاجر،الدوافع و الأسباب الكامنة وراء عارالهجرة ولحريكّْْ،المتزايدة بإستمرار، هذا دون أن تغيب عن ذاكرتنا صور جثث الألاف اللذين ذهبت أرواحُهُم هباءًا وسط أمواج المتوسط ، كان لحمهم عشاءًا للحيتان ،بعد أن يئسوا يأساً .؟؟.. هل أكُون مجانباً للصواب إن قلتُ أن ملايين المهاجرين صاروا،عند ذوي القرارات،مجرد أرقام و أوراق، إستخدامها في المعادلاتالسياسية ،وتوضيفها في الحسابات الإقتصادية الضيقة ،باديةٌ للعيان؟. الحقيقة التي يراها كل متمتع بفكر حرٍّ هي أن شريحة المغتربين ،ماهي سوى مرآة تعكس قِصرالرؤى أمام التحديات التنموية،و دليلٌ صارخ على فَشلان الإختيارات السياسية التي لم تُخْرج مؤسسات الدولة من عنق الزجاجة. إِجابات هته التساؤلات، وغيرها كثير، واضحة كوضوح تناقضات من فقدوا حاسة الخجل حتى صاروا يُحْيوْن عيدا مُخجلاً هو يوم المهاجر،من خلالهِ أصبحوا يثيرون إستهجان من يراهم و هم يرقصون على أنغام إَخْفاقاتهم في وضع البلد علا سكة الدموقراطية والتنمية،عسى أن تَتحسن بذلك ظروف عيش أولاد الشعب و يستغنون عن شدِّ الرّحال و الهجرة.. إِيماني الراصخْ بأن المُتحكمين في زمام أُمور المغرب،لم و لا و لن يُبالوا بمثل هته الكلمات المعاكسة، لا يضاهيه إلا إقتناعي المطلق بأن الخِطاب الرسمي السائد حول عار الهجرة ،و معه الأُسلوب المُتناولِة به أوضاع إِخواننا ديال بارا..مبتغاهُ المستتر هو الترويجُ لثقافةِ الهجرة والإِبتعاد عن الوطن..،و بالتالي التثبيتُ في ذهنية المغاربة بأن رحيلهم ورحيل فلذاتِ أكبادهم، يُعدُّ من النجاحات الطبيعية المشروعة،وما هذا التخليد السنوي لليوم الوطني للمهاجر إلا رقمٌ في هاته المعادلة. أخيراً سيبقى العيد الحقيقي للمغاربة المنتشرين في دول عديدة،هو يوم عودتها النهائي للعيش وسط الثقافة و البيئة الأصليتين ،و المساهمة في بناء مغرب الجميع.... وفي إنتظار هذا العيد الغائب،يضل يوم 10غشت يوم مغالطة الرأي العام الوطني ،و إهانةٌ متخفية في ثوب الترحيب و الإحتفال بعودة منهم خارج البلد. منير الغيواني لاجئ إقتصاديا في إسبانيا