دعا نشطاء مغاربة، الحكومة المغربية إلى استقبال اللاجئين السوريين، تفاعلا مع عمليات التهجير الواسعة التي يجبرون عليها هربا من الدمار وانعدام الأمن في بلدهم، والتي تسببت في غرق ووفاة الآلاف منهم، آخرهم الطفل إيلان كردي ذو الثلاث سنوات. وبلغ عدد المغاربة المؤيدون للخطوة الرامية إلى استقبال السوريين على أرض المغرب، قرابة 1500 توقيع من أصل 3000، معتبرين أن "استقبال اللاجئين أقل ما يمكن أن يقدمه المغرب حكومة وشعبا للشعب السوري، تضامنا معه في أزمته وتحقيقا لكرامته الإنسانية كإنسان له الحق في الحياة والأمن والعيش الكريم، ونصرة المظلوم تحت حكم طاغية مستبد". إلى ذلك، طالب ناشطون ومواطنون غربيون، القادة الأوروبيين بتبني خطة طموحة لإنقاذ الأطفال السوريين من الغرق، أو الدفع بالأسر إلى الاختناق داخل الشاحنات على جنبات الطرق. مطلقين في هذا الصدد حملة عالمية لجمع توقيعات المؤيدين للفكرة على موقع الحملات الاجتماعية "آفاز". وقال الناشطون إن حملتهم التي تجاوزت 300 ألف موقّْع بعد ساعات فقط من إطلاقها، لن تعيد الطفل إيلان كردي ذا الثلاث سنوات إلى الحياة، وهو الذي قضى غرقا رفقة شقيقه ووالدتهما في طريقهما نحو اليونان على أحد قوارب الموت، وشكلت صورته ملقيا على وجهه على أحد الشواطئ التركية صدمة للعالم وزعزعة لضمير الإنسانية، إلا أنها كفيلة بتوجيه المسؤولين لمد يد العون للاجئين السوريين. ودعا الواقفون وراء الحملة الإنسانية، وزراء الاتحاد الأوروبي إلى عقد اجتماع طارئ في غضون الأيام القليلة المقبلة، من أجل الوصول إلى اتفاق حول هجرة السوريين نحو أوروبا ووضع خطة من شأنها توفير ملاذ آمن للعائلات السورية وأطفالهم. وعاب النشطاء الأوروبيون على بعض البلدان عدم استجابتها لنداءات اللاجئين السوريين، كالمملكة المتحدة وهنغاريا وبلدان أوروبا الشرقية، في وقت استجابت فيه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس المفوضية الأوروبية لوضع خطة أوروبية جديدة أكثر طموحا من شأنها توفير المأوى لأسر هربت من الحرب والجوع. وفي وقت بدأت فيه بعض الدول الأوروبية بالتحرك لمساعدة اللاجئين السوريين، لا زالت الدول العربية والإسلامية صامتة إزاء مأساتهم الإنسانية، باستثناء موقف يتيم من طرف دولة الكويت التي منحت السوريين المقيمين على أراضيها إقامة طويلة المدى، حيث يأتي هذا القرار بعد موجة انتقادات لاذعة وجهت إلى دول التعاون الخليجي الغنية وإثر مطالبة ناشطين سوريين بفتح بلدان الخليج أمام النازحين بدل ترك الآلاف منهم يغرقون طمعا في الاستقرار في البلدان الأوروبية.