هزت صورة الطفل السوري الذي قضى غرقاً العالم أجمع، وتصدرت الصفحات الأولى لأهم الصحف الأوروبية بعدما أثارت غضب النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالبوا باستقبال الدول العربية للاجئين ومساعدتهم. "شهادة على موت ضمير العالم" كانت إحدى أقوى التغريدات التي تصدرت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، على صورة الطفل السوري بعدما قذفته أمواج شاطئ بودروم بقيت له سترته الحمراء وسرواله الأزرق فقط. حتى وجهه انقلب لتُلامسه الأمواج.. وجع الطفل هذا، بعد مقتل تسعة مهاجرين سوريين هربوا من موت، فلاقاهم موت آخر. عندما رأيته اصابني الجمود "عندما رأيته أصابني الجمود" بهذه العبارة علقت المصورة الصحفية التركية نيلوفر دمير، التي التقطت صور جثة الطفل التي صدمت العالم. وصرحت "نيلوفير" التي تعمل لصالح وكالة دوغان الخاصة عبر قناة سي ان ان-تورك الاخبارية "عندما رأيته أصابني الجمود. تسمرت في مكاني. مع الأسف لم يعد ممكنا فعل اي شيء لمساعدة هذا الطفل، فقمت بعملي". وأضافت "نتنزه دائما على هذه الشواطئ منذ أشهر. لكن البارحة كان الأمر مختلفا. رأينا أولا جثة الصبي الاصغر الهامدة، ثم جثة شقيقه. أردت عبر التقاط صورهما نقل مأساة هؤلاء الناس". وأضافت "بدا الطفل الاصغر آيلان الكردي مرتديا قميصا احمر وسروالا قصيرا ازرق، ملقى على بطنه على رمال الشاطئ في بودروم، غالبا ما تكون جثتي شقيقه (خمس سنوات) ووالدتهما ريحانة عثر عليهما كذلك على الشاطئ نفسه" وغرق الثلاثة بعد انقلاب مركبهم، فيما حاول التوجه من بودروم الى جزيرة كوس اليونانية، المدخل الى الاتحاد الاوروبي، كحال الاف المهاجرين غيرهم. وفي تعليقها عن الضجة التي أحدثتها الصورة ،أكدت دمير "لم أكن أتصور ان تحدث تلك الصور هذا الوقع" موضحة أنها سبق أن التقطت صور جثث لاجئين على شواطئ تركية. الصحافية صاحبة الصورة الأشهر في العالم اليوم ولدي انزلقا من يدي والد الطفل قالت في حديث لوكالة "أ ف ب"، ان ولديه "انزلقا من بين يديه" حين انقلب المركب الذي كان يقلهم الى اليونان، وأضاف عبدالله شنو "كان لدينا سترات نجاة لكن المركب انقلب فجاة لان بعض الناس نهضوا. كنت امسك يد زوجتي لكن ولدي انزلقا من بين يدي". وقال الوالد "كان الظلام مخيما والجميع يصرخون لذلك لم تتمكن زوجتي وولداي من سماع صوتي. حاولت ان اسبح الى الساحل مستهديا بالأضواء لكنني لم أتمكن من العثور على زوجتي وولدي حين وصلت الى اليابسة"، مضيفا "ذهبت إلى المستشفى وهناك علمت بالكارثة". وقال الرجل المتحدر من مدينة كوباني الكردية في شمال سوريا انه حاول عبثا في السابق الوصول إلى اليونان مع عائلته غير ان خفر السواحل اليونانيين اعترضوا مركبهم.
والد الطفلين السوريين ضغوطات على بريطانيا من أجل استقبال السوريين صورة الطفل السوري الغريق، زادت من الضغوط على بريطانيا بشأن اللاجئين السوريين، حيث واجه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ضغوطا لاستقبال مزيدا من اللاجئين بعدما حظيت صورة لجثة طفل سوري مات غرقا ولفظته الأمواج على شاطئ تركي بتعاطف كبير. وتعرض كاميرون لانتقادات كبيرة بعدما قال " إنه لا يعتقد أن التعامل مع أزمة اللاجئين يجب أن يكون باستقبال المزيد منهم ولكن بتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وذلك قبل ساعات من نشر الصورة المؤلمة. وقال أحد العناوين في الصفحة الرئيسية لصحيفة (ذا صن) الأكثر مبيعا في بريطانيا "لقد انتهى الصيف يا سيد كاميرون ... تعامل الآن مع أكبر أزمة تواجه أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية". ونشر نديم زهاوي عضو البرلمان عن حزب المحافظين الذي يقوده كاميرون صورة الطفل السوري على حسابه على تويتر وعلق عليها قائلا "لا نساوى شيئا بدون الشفقة. صورة ينبغي أن تشعرنا جميعا بالخجل. أخفقنا في سوريا. آسف أيها الملاك الصغير. أرقد في سلام." مساعدات لا ترقى لحجم الأساة في الوقت الذي منحت فيه الحكومة البريطانية مساعدات مالية للمنظمات الإنسانية لتقديم يد العون للسوريين في بلادهم وفي مخيمات اللاجئين في الشرق الأوسط، قوبلت بتزايد المنتقدين اللذين وصفوا هذا الاستجابة بأنها لاترقى لحجم المأساة. ومنذ بدأت الحرب في سوريا استقبلت بريطانيا 216 شخصا في إطار خطة تدعمها الأممالمتحدة لإعادة توطين السوريين المعرضين للخطر بالإضافة إلى نحو خمسة آلاف لاجئ سوري تمكنوا من الوصول للبلاد بطريقتهم الخاصة.