تسعى ولاية براندنبورغ لإقامة مساكن مؤقتة (كرفانات) لإيواء طالبي اللجوء في منطقة تبعد 40 كيلومتراً جنوب العاصمة برلين. وأثناء تخطيط قطعة أرض كانت في السابق معسكراً لأسرى الحرب، كشف البحث عن وجود أقدم مسجد في ألمانيا. يزمع علماء آثار من جامعة برلين الحرة وبالتعاون مع دائرة النصب التذكارية في ولاية براندبورغ إجراء حفريات في منطقة فنسدورف جنوببرلين بحثاً عن بقايا ما يعتبرون أنه أقدم مسجد في ألمانيا. ونشرت الصفحة الإلكترونية لجامعة برلين الحرة مقالاً عن هذا الموضوع وأعادت إلى الأذهان جهود تعبئة الجهاديين التي انتهجتها دول المحور قبل 100 عام في حربها ضد دول الحلفاء. القصة بدأت على بعد 40 كيلومتراً جنوببرلين، حيث شُيّد مسجد إبان الحرب العالمية الأولى في معسكر لأسرى الحرب كان قد أقيم في تلك المنطقة. وقد سعى الرايخ الألماني آنذاك لجعل المكان معتقلاً لأسرى الحرب المسلمين من الدول المنتظمة ضمن الحلفاء (وتحديداً مستعمرات المملكة المتحدة وفرنسا وروسيا). وكان الهدف تعبئة وحشد الأسرى لخوض الحرب ضد بلدانهم دفاعاً عن مصالح دول المحور، التي كانت تضم إمبراطورية ألمانيا ومملكة النمسا-هنغاريا والإمبراطورية العثمانية وبلغاريا. ولغرض التعبئة وإعادة تهيئة أذهان وعقيدة الأسرى المسلمين ضد الدول التي حشدتهم في الحرب باعتبارهم أبناء المستعمرات، فقد شُيد المسجد المذكور في الثالث عشر يوليو 1915، أي قبل قرن من الزمن. وبقي المسجد يستعمل للعبادة في السنوات القليلة التي تلت الحرب العالمية الأولى، لكنه هُدم عام 1930. واليوم لم يبق ما يدل عليه سوى شارع يحمل اسمه، ويافطة معدنية في مدينة فنسدورف تشير إلى تاريخ المبنى. ويقود فريق البحث البروفسور سوزان بولاك والبروفسور راينهاردت بيرن بيك من معهد آثار الشرق الأدنى بجامعة برلين الحرة . وتتجه مساعيهم إلى العثور على آثار مدفونة يمكن أن تكون لقى أثرية تدل على أروقة وصحن ومُصلى المسجد. * ينشر بموجب اتفاقية شراكة مع DW عربية