"هناك نوعان من المعلقين.. من رضي أن يكتب عن القافلة التي تسير، ومن رضي أن يكتب عن الكلاب التي تنبح.. ولا يحتفظ التاريخ إلا بقصص القوافل ولبس بنباح الكلاب" هذا هو التعليق الفايسبوكي الذي رقنه عزيز الرباح، قيادي حزب العدالة والتنمية والماسك بحقيبة النقل والتجهيز واللوجستيك ضمن الائتلاف الحكوميّ، واكتسب به صفة "نازل" ضمن مؤشر هذا الأسبوع ل"بورصَة هسبريس". "إذا كان ربّ البيت بالدفّ ضاربا، فمن شيمة أهل البيت الرقص".. وكذلك هو حال الرباح الذي يبدو أنه ألف إيقاعات دفوف عبد الإله بنكيران، الأمين العام لتنظيمه السياسيّ، وهي تتغنى بتقسيم المغاربة ما بين موالِين يستوجبون الإشادة ومخالفين ينبغي استهدافهم بأقدح النعوت.. فالقافلة عند عزيز ما هي إلاّ لركب الطيّعين، وما دُونهم "كلاَب لن تزاحم الرباح ومن معه بما يحفظه التاريخ". قبل أسبوع من "تدوينة الكلاب" كتب نفس قيادي العدالة والتنمية ما صنفها نصائح مهمة ل"حواريّيه" كي يعملوا بها وسط الحملة الدعائية الانتخابيَّة، صدّرها برقنه: "لا تسبوا أحدا بالاسم إنما نفضح الأفعال المنحرفة".. وقد بدا الوزير الإسلاميّ واضحا حين تفادَى نصح نفسه ومن يقاسمونه الانتماء بضرورة تجنّب أي تعبير يسلب الناس انتماءاتهم للبشريَّة أو عمدهم لإنكار وجود قوافل عدّة بركب الوطن، لا "قافلة إخوان بنكيران" وحدها. بعيدا عن ضغط التأثير الانتخابي بالمرحلة الحاليّة، وهي المحتاجة لكل "تدخلات الساسة" لحفظ مواقعهم التدبيرية ومنافعهم التنظيمية والشخصية، لاح عزيز الرباح محتاجا لمعانقة القراءة، والنصح له بكتاب طريف بعنونته المتمثلة في "فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب"، وهو الذي يقع في حوالي 80 صفحة جمعها محمد بن خلف ابن المزربان المحولي قبل 11 قرنا من الحين.. ذلك أن المؤلف المنصوح تواجده بين يدي الرباح، بعد ال4 من شتنبر، يعمل على إبراز فساد أخلاق البشر وسوء علاقاتهم البينية.